يعاني الأطفال الخدج مشاكل صحية متعددة، وخاصة في الجهاز التنفسي حيث تصدر صدورهم صوت صفير نتيجة حساسية الصدر ومرض الربو، وضعف عام في قدرات الجهاز التنفسي العلوي وهو ما يؤدي إلى معاناة مستمرة.وفي هذا الإطار كشفت نتائج دراسة أمريكية جديدة أن علاج فيروس الجهاز التنفسي الخلوي والذي يتم استعماله حالياً ثبت أنه يقي الأطفال الخدج من بعض مشاكل الصدر والحساسية والربو، وذلك حتى يصل الطفل إلى عمر 7 سنوات، والمعروف أن هذا العلاج يتكون من أجسام مضادة أحادية المنشأ.وشملت الدراسة الحالية 543 طفلاً خديجاً تم وضعهم بعد مدة حمل تتراوح من 32 إلى 34 أسبوعاً، وكان هدف الدراسة الرئيسي هو معرفة تأثير علاج فيروس الجهاز التنفسي الخلوي على منع الإصابة بمرض الربو التحسسي الوراثي.وجدت الدراسة أن هذا العلاج لا يستطيع منع الإصابة بالمرض بشكل تام، ولكن يفيد في تقليل مشكلة صفير الصدر المتكررة بصورة كبيرة، لدى هؤلاء الأطفال الخدج حتى وصولهم عمر 7 سنوات، وتبين أن الأطفال الذين تعاطوا الدواء في صورة 3 جرعات تناقصت حالة صفير الصدر عندهم بنسبة 50% عند وصولهم إلى عمر 6 أو 7 سنوات، وذلك عند مقارنتهم بأقرانهم الذين لم يتناولوا هذا الدواء، ومميزات هذه الدراسة تتمثل في أنها استمرت فترة طويلة وشملت 55 مركزاً طبياً، بالإضافة إلى رعاية واسعة ومتابعة دقيقة لهؤلاء الأطفال، والتي تم استخدام أحدث الوسائل الطبية الجديدة، مثل التصوير من خلال التليفون المحمول للطفل والملف الطبي، الذي يسجل حالة صفير الصدر بدقة.سجلت الدراسة الحالية وجود فروق بين الخدج بحد أدنى بين هؤلاء الأطفال في التاريخ الوراثي لمرض الربو، وكذلك فترات الحمل ووزن الصغير عند الولادة، وتوضح النتيجة النهائية للبحث أن حالة الربو التحسسي الوراثي لدى الأطفال حتى عمر 7 سنوات، من المرجح ألا تكون بسبب فيروس الجهاز التنفسي الخلوي ولكن تبين أيضاً أن بعض الحالات من الأطفال الخدج ترجع إليهم مشكلة الصفير داخل الصدر بسبب هذه الفيروسات، وهو ما يتطلب المزيد من الأبحاث لكشف كل تفاصيل هذه الحالة، ومحاولة تطوير أدوية فعالة تخلص الصغار من هذه المعاناة المستمرة.
مشاركة :