وصفت الكاتبة التركية حميدة ييغيت الوضع في تركيا بأن أشبه بسجن كبير مفاتيحه بيد حزب العدالة والتنمية، مشيرة إلى أن الأمر بات أكثر تعقيدا بعد فرض حالة الطوارئ، التي أعقبت الانقلاب الفاشل الذي وقع في يوليو 2016 وألقت بظلال مرعبة على مصير من يحاولون طرح الأسئلة وكشف الحقائق المتعلقة بالسلطة في تركيا. وقالت الكاتبة التركية في حوار لها مع صحيفة الأخبار اللبنانية والتي صدر لها في العام 2014 كتاب يحمل عنوان "حرب حزب العدالة والتنمية في سوريا… أحلام أردوغان المنهارة" إن الانهيار الداخلي في تركيا سببه إفلاس "العثمانية الجديدة"وذكرت يغييت التي أصدرت كتابا آخر يحمل عنوان "الربيع الدامي في ليبيا.. قتلناكم كي نحرركم" أن الكتابيين تسببا في إحالتها للمحكمة بتهمة إهانة أردوغان. وأشارت السيدة التي تعمل معلمة فلسفة في وزارة التربية والتعليم إلى أنها متهمة بعدة تهم من بينها إهانة رئيس الجمهورية، وتحقير الدولة، ومدح الإرهاب، ونتج عن ذلك رفع ثلاث دعاوى بحقها، اثنتان منها بتهمة إهانة رئيس الجمهورية، وواحدة بتهمة تحقير الدولة، لتنال حكمًا بالسجن لسنة وثلاثة أشهر بتهم إهانة الرئيس. وترى ييغيت أن السبب الأساسي لانهيار السياسة الداخلية لأردوغان هو إفلاس كل من العثمانية الجديدة والسياسة المتبعة تجاه سوريا، ولتغطية هذا الإفلاس عمد إلى إنشاء نظام القمع في الداخل، وعندما فشل هذا النظام عمد إلى زيادة العدوانية في السياسة السورية، وإلى اللجوء إلى أساليب "فاشية" في الداخل. وتنوه الكاتبة إلى أن سياسية أردوغان تجاه سوريا ستأتي بنهاية حزب العدالة والتنمية، مشيرة إلى أنه رغم كل هذا يبقى في تركيا مثقفون متنورون يرعبون بوجودهم حزب العدالة والتنمية، رغم عدم الأمان الحقيقي الذي بات يهيمن على الحياة في تركيا. وقالت "هناك دومًا خطر التعرض للاعتقال أو الاغتيال"؛ لكن يبقى الأمل حقيقيًا "بالنصر على هذا النظام الطغياني.. فليس القوي هو صاحب الحق، بل صاحب الحق هو القوي". التعليقات
مشاركة :