الخفجي أحمد غالي على طريقة الأفلام المصرية القديمة، لعبت المصادفة، ومعها سائق تاكسي، دوراً كبيراً، في جمع الرحال الكويتي خليفة المسلم، والعماني مسلم بن شنون، اللذين افترقا قبل 44 عاماً، ولم تفلح المحاولات الرسمية في الجمع بينهما طيلة هذه المدة. وحاول خليفة عبثاً البحث عن ابن شنون في ملفات وزارة الداخلية العمانية، فجاءه الرد أن عمان به 500 شخص ينطبق عليهم هذا الاسم، ومن الصعب العثور على الشخص المطلوب بينهم. وكان ابن شنون يعمل لدى جد خليفة في الكويت قبل 44 عاما، قبل أن يترك الكويت، ويتجه للعيش والاستقرار في بلاده. بدأت تفاصيل القصة التي رواها خليفة المسلم، الذي خص «الشرق» بفيديو للمقابلة، بقوله: «ذهبت إلى دولة عمان أنا وصديقي عوض القحطاني على دراجتين ناريتين، في إطار فعاليات الحملة التوعوية «الطريق للجميع»، وإكمال الرحلة في جميع دول مجلس التعاون الخليجي وزيارتها جميعها، وكانت دولة عمان ثاني محطاتنا بعد الإمارات التي انطلقنا منها». ويضيف «عندما وصلنا عمان، وبالتحديد في مسقط، كنا مُجهدين ومتعبين من الطريق، واستوقفنا سائق «تاكسي» عماني الجنسية، وطلبنا منه أن يرشدنا إلى أي فندق نرتاح فيه من عناء السفر». ويتابع المسلم حديثه: «أثناء الطريق، تبادلنا أطراف الحديث مع سائق التاكسي، الذي ذكرت له أن شخصاً عمانياً كان يعمل عند جدي في الكويت منذ عقد الستينيات في القرن الماضي، اسمه مسلم بن شنون، وكان الجميع في المنزل يعاملونه كابن لهم، وكان عمره في العشرينيات آنذاك، وهذا الشخص (بن شنون) أمي لا يجيد القراءة والكتابة، ولكن كان يمسك بالكتب ويحاول أن يتعلم القراءة». ويواصل المسلم حديثه لسائق التاكسي «طلبت جدتي من والدي أن يلحق ابن شنون بالمدرسة الليلية لكي يتعلم القراءة والكتابة، وبالفعل ألحقه والدي بالمدرسة عام 1964م، واستمر في الدراسة حتى الصف السادس الابتدائي في عام 1970م، ثم ذهب في إجازة إلى أهله في عمان، وجلس هناك ولم يعد، وأرسل لنا برقية بهذا المضمون، ومنذ ذلك الوقت لا نعرف ما هو مصيره، ورغم مرور السنوات ما زال عالقا في ذاكرتي وذاكرة أبي وأمي وجميع أفراد العائلة». ويضيف خليفة: «حاولت قبل 25 سنة البحث عن ابن شنون في وزارة الداخلية العمانية، وأفادوا أن لديهم قائمة تضم 500 اسم مطابق لاسم ابن شنون، فطلب مني سائق التاكسي الانتظار حتى يسأل صديقاً له، يحمل والده نفس الاسم، وفي اليوم التالي أرسل لي السائق رسالة يقول فيها إن والد صديقه هو نفسه ابن شنون الذي كان يعمل عند جدك قبل أكثر من 44 عاما في الكويت، ويسكن في منطقة صوّر، وبعث لي رقم هاتفه وعنوانه». ويتابع خليفة: «انتقلنا في اليوم التالي من مسقط إلى محافظة صوّر، وقابلنا مسلم بن شنون في موقف مؤثر انهالت فيه الدموع، وبدأ يسألني عن أبي وأمي وجدي وجدتي وجميع عماتي «بالاسم لم ينس أحدا» ويسألني عن أشخاص بعضهم توفي وبعضهم ما زال حيا، ثم دعاني إلى منزله، والتقيت أبناءه وأحفاده؛ حيث وصل به العمر الآن إلى الستين».
مشاركة :