دبي: محمدو لحبيب احتضنت قاعة الراس 1 في فندق دبي إنتركونتيننتال مساء أمس الأول، في إطار فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب في دورته العاشرة، ندوة تحت عنوان: زكي نسيبة.. ذكريات زايد، تحدث من خلالها زكي أنور نسيبة وزير دولة، عن ذكرياته مع المغفور له بإذن الله، الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وعن سماته ومناقبه التي جعلته شخصية قيادية فريدة من نوعها، لا على مستوى الخليج؛ بل في العالم كله، وأوصلت سياساته الإمارات إلى مكانة مرموقة في العالم.استعرض نسيبة في البداية مغزى الاحتفاء بعام 2018، وتسميته بعام زايد، وقال إن الهدف من ذلك ليس فقط هو استذكار تاريخ رجل مؤسس للإمارات العربية المتحدة، بل هو استلهام لسيرته وكيف استطاع تجاوز كل الصعاب، وإرساء أسس استراتيجية للحكم ما زالت الدولة تسير عليها حتى الآن.وأبرز نسيبة أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، لم يكن رجلاً عادياً، بل تمتع بقدرات استثنائية مكنته من نيل محبة كل الناس من حوله، وجعلته يتبوأ مراكز القيادة في قبيلته أولاً قبل تأسيس الدولة، ثم في الدولة بعد أن تم تأسيسها.وأكد نسيبة أن الشيخ زايد حمل معه مبكراً مهمة إسعاد الناس، وجعل حياتهم في إمارة أبوظبي التي تولى حكمها قبل تشكل الدولة هانئة، ثم استعرض نسيبة بعد ذلك كيف كانت الحياة آنذاك في أبوظبي، وكيف هي الصعوبات التي واجهها الشيخ زايد لتأمين احتياجات الناس هناك، وكيف استطاع بطموحه أن يجعل بلده من أفضل البلدان، ويقهر كل تلك الظروف الصعبة التي كانت موجودة قبل اكتشاف النفط.وقال زكي نسيبة إنه بعد استلام الشيخ زايد رحمه الله لمقاليد الحكم في أبوظبي عام 1966، كان عليه مواجهة تحديين مصيريين؛ الأول يتعلق ببناء الدولة وتأسيس البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية لها، في كل المجالات، وفي ظرف تميز بعدم وجود الطاقات المحلية لذلك.والتحدي الثاني كما قال نسيبة، تمثل في تبعات قرار الحكومة البريطانية، غير المتوقع في عام 1968 بإنهاء مظلة الحماية في الخليج، وذلك من دون التهيئة لهذا القرار، ومن دون أن تكون للإمارات آنذاك الإمكانات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي تستطيع بها أن تؤمن مستقبلها، في منطقة تحتل موقعاً استراتيجياً في غاية الأهمية الدولية، وتعج آنذاك بالخلافات والنزاعات الحدودية. وأكد نسيبة أن الشيخ زايد رحمه الله، أبلغ البريطانيين قبل أن يفكروا بالانسحاب برغبته في تشكيل اتحاد الإمارات، لكنهم شككوا في إمكانية حدوث ذلك، بالنظر إلى الصعوبات الجمة التي تكتنفه وتحول دونه، وشكك الأمريكيون بدورهم في إمكانية حدوث الاستقرار في المنطقة بعد انسحاب البريطانيين، غير أن الشيخ زايد رحمه الله برؤيته الثاقبة كان موقناً من تحقق الاتحاد، ومن تحقق الاستقرار والنماء والازدهار.جئت كسائح إلى الإماراتتناول نسيبة بدايات تعرفه إلى الشيخ زايد رحمه الله، وقال إنه قدم في ذلك الوقت كسائح إلى الإمارات، وانتقل بطريقة شاقة في السيارة إلى أبوظبي، حيث كان يوجد طريق واحد ضيق يوصل إلى شبه جزيرة أبوظبي، وحين وصلها وبدأ في استكشافها وجدها تقريباً خالية من العمران الحديث، وفي سنة 1968 كانت أول مقابلة له مع الشيخ زايد، ومن ثم أصبح مترجماً له، حيث أتيحت له فرصة تاريخية لإجراء حوار تلفزيوني مسجل لمخرج بريطاني مع الشيخ زايد، وكان ذلك في باحة قصر الحصن الداخلية في أبوظبي.
مشاركة :