رغبة صحف التابلويد في الثرثرة على العائلة البريطانية المالكة، على غرار ما تفعل بالمشاهير، لا وسيلة لإشباعها، وكان اهتمام تلك الصحف منصباً أخيراً على تحركات دوقة كامبريدج وذوقها وطلتها، بالمقارنة مع الممثلة الأميركية المنضمة حديثاً، ميغان ماركل، حيث دارت التساؤلات عما إذا كانت كيت ميدلتون، تشعر ربما بأن ظل ميغان يحجبها عن الأنظار. ووفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، شاهد العالم أخيراً، وصول أميرة من الحكايات الخرافية: نجمة تلفزيونية من أنصار حقوق المرأة والفقراء، على درجة كبيرة من الثقة أمام الكاميرات، وتمتاز بذوق رفيع في الموضة والأزياء، والأهم، أنها بجاذبية كبيرة في لغة الجسد. وتقول صحيفة «ذا ميرور»، إن ماركل كان من الممكن أن تظهر كتلة من الأعصاب المشدودة أثناء إعلان خطوبتها رسمياً على الأمير هاري، في حضور دوق ودوقة كامبريدج، لكنها تصرفت بسلاسة وخفة، وقد شعت تحت الأضواء، لما أظهرته من انفتاح وحيوية وثقة بالنفس. كما أنها برزت أخيراً بتلك الديناميكية، خلال مقابلة مع المضيفة تينا داهيلي، في افتتاح «منتدى المؤسسة الملكية»، حيث بدت متحمسة للقضايا المطروحة بأسلوبها العاطفي الهادئ، فقُورنت بالليدي ديانا، فيما كانت كيت، بأسلوبها المتحفظ، تجلس في الظل. لكن، هل ستتمكن ميغان من إبقاء هذه الروح المنعشة بعد انضمامها إلى العائلة المالكة؟ تفيد صحيفة «ذا ميرور»، أن الممثلة الأميركية تحدثت بحماس وهدوء، حتى إنها مزجت القليل من السياسة بتأييدها حركة #أنا أيضاً # تايمز آب، وكانت واثقة من نفسها، إلى درجة أنها لم تكن بحاجة إلى رعاية من أحد في أول مشاركة لها كرباعي مع الأميرين وكيت، في لقاء على هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطاني «بي بي سي». وفي وصفها للقاء، تفيد الخبيرة في لغة الجسد، جودي جيمس، بأن كيت اعتمدت أسلوباً احترافياً في التعامل، مغلبة ذلك على منح مشاعر التشجيع لميغان القادمة حديثاً إلى الأسرة المالكة، حيث لم تكن هناك ابتسامات خفية، بل بالكاد/ تبادل نظرات بينها وبين ماركل. وتقول الخبيرة، إن المرأتين سلفتان متزوجتان من أخوين، وكان من المتوقع رؤية بعض أمارات التشجيع عبر تبادل النظرات والابتسامات، أو أشكال التواصل غير اللفظي، في أول مشاركة علنية لهما، لكن كل ذلك كان غائباً، وغيابه برأيها، يشكل تكريماً لبلاغة ميغان وثقتها بنفسها، ورغبتها الواضحة في التواصل بعاطفة حول قضاياها. وقد جلست ميغان مستقيمة في مقعدها، بساقين مثبتتين في الأرض، فأضفت على مظهرها ثباتاً وتناغماً، وبدت واثقة أكثر من كيت، التي أضفت نوعاً من الرزانة، بأسلوب ينم عن ثقة وهدوء وصمت. وتقارن الخبيرة بين ما تصفه بمهنية كيت وديناميكية ماركل، فتقول إنه مضى على زواج كيت سبع سنوات، بحيث يمكن القول إن دوقة كامبريدج، على دراية جيدة بما هو مقبول في إطار العائلة المالكة، كعدم إظهار الكثير من العواطف، وإبقاء الحياة الخاصة وراء أبواب موصدة، وتلك المهارة التي تعلمتها كيت، وفقاً للخبيرة، كانت نتاج خيار الزوجين في اعتماد أسلوب أكثر مهنية في ما يتعلق بلغة الجسد والسلوكيات، بحيث تبدو كيت دافئة ومن دون عيوب، لكن من دون إبراز ما تفكر به. أما ماركل، فلم يمضِ على وجودها في حياة هاري إلا 19 شهراً، وينبغي عليها تعلم الكثير، برأي جيمس، التي تتساءل، ما إذا كانت ستطبق في حياتها فعلاً ما يقال لها. ومنذ إعلان خطوبة هاري على ماركل، كان واضحاً مدى انفتاح هذه الأخيرة بشأن آرائها ومشاعرها، حيث كانت تتحدث ببلاغة، وبشكل قاطع أمام الكاميرات، وكانت إلى جانب هاري منفتحين، بشأن إظهار عواطفهما في العلن، وهذا الانطباع تبدى عن طريق ملامسة الأيدي، والتصاقهما ببعضهما بعضاً كطيور الحب. وفيما تعتقد جيمس أن لغة الجسد في تعامل كيت مع وليم، تنم عن حنان، تقول إنه: «سيكون مثيراً للاهتمام، رؤية التأثير طويل الأمد لفكر ماركل العاصف على كيت»؟، لكن الخبيرة لا ترجح أن يترك أسلوب ماركل الديناميكي، أي تأثير على كيت، لأن تحفظ هذه الأخيرة، عائد لرغبة وليم في حماية زوجته من أن تصبح محط أنظار ثرثرة الصحافة، على غرار والدته. وفي المقابل، تتساءل الخبيرة عما إذا كانت ميغان ستحافظ على مشاعر الثقة التي تشبه ثقة ديانا، على الرغم من أن التاريخ يشير إلى كونها وصفة لن تنتهِ على خير ما يرام، وكانت إحدى سمات انفتاح ديانا، أن أوجد تأثير المسلسلات التلفزيونية، في هوس الناس، بانهيار زواجها وحالتها النفسية، كما في الاهتمام المتواصل للصحافة في كل تغيير في أسلوب شعرها أو طلتها. تشير الخبيرة إلى أن ميغان وكيت، شخصيتان مختلفتان، وتأتيان من خلفيتين متباعدتين، كما أن طريقة دخولهما إلى العائلة المالكة، على اختلاف تام. وترجح ألا تتغير كيت، إذ لا سبب يدعوها لذلك. أما إذا كان بالإمكان أن تستمر ميغان كالعروس الملكية صاحبة الرأي المفعمة حيوية وعاطفة؟، توضح جيمس أن التاريخ يظهر أن ميغان سوف تضطر للالتزام أكثر بالأعراف الملكية، إذا أرادت الحفاظ على أميرها. وتقول: «العائلة المالكة ستكون سبب المشكلات»، مشيرة إلى زيجات أخرى داخل العائلة المالكة بسمات عاطفية ومنفتحة، لم تكن ملائمة على العموم. وتقول جيمس: «عندما يجري تطبيق عبارة "نفحة من الهواء النقي"، هناك ميل للتفكير بأنها ستنتهي بالدموع»، مؤكدة أنه لا بد من أن مواكبة الصحافة قد تتطلب من وليم وكيت، الكثير من ضبط النفس في إبقاء هذا التوازن، بين إثارة الاهتمام بما فيه الكفاية لاستثارة مشاعر الحب، واللطافة بما فيه الكفاية، لتجنب كل سلبيات الدعاية. اليوم، يزداد الاهتمام بميغان ماركل، مع كل ظهور للثنائي معاً، فهي حيوية وعاطفية، وبالتأكيد سفيرة عظمية لقضاياها، لكن إلى أي حد، البروز تحت الأضواء سيسبب لها المشكلات؟، أم أن الزمن تغير؟.
مشاركة :