وصل فريق شالكه الألماني، أخيرًا، إلى مقعد "الوصافة" المفضل له خلف العملاق البافاري بايرن ميونخ، وذلك بفوز صعب على ضيفه هيرتا برلين بهدف دون رد، لحساب الجولة الخامسة والعشرين من دوري "البوندسليجا". ورغم أنَّ الكثير من عشاق النادي الملقب بـ"الأزرق الملكي"، يعتبرون الوصافة إنجازًا بالنظر إلى إمكانيات الفريق الفنية المتراجعة خلال المواسم الفائتة، إلا أنَّ جدول المسابقة يشير إلى مفارقات عدة، أبزها أن شالكه على بعد 17 نقطة كاملة عن البايرن. ورفع شالكه رصيده إلى 43 نقطة في المركز الثاني بجدول المسابقة، غير أنَّ استمراره في موقعه على مدار الجولات التسع المتبقية غير مضمون، حيث أنه يبعد بفارق نقطة واحدة فقط عن دورتموند صاحب المركز الثالث وآينتراخت فرانكفورت صاحب المركز الرابع. وينتظر أنصار الفريق العريق وصوله إلى منصات التتويج الغائبة عنه منذ العام 1958، حين نال آخر لقب له في البوندسليجا. وتشير البطاقة التعريفية بالنادي، والمتاحة بكل لغات الدنيا تقريبًا على موقعه الإلكتروني الرسمي، إلى أنه تأسس قبل 114 عامًا. إلا أنه صنع مجده وتاريخه الكروي في الحقبة النازية؛ حيث كان الفريق المفضل للزعيم الموتور أدولف هتلر، وبسبب ارتباطه به وتشجيعه له نال النادي لقب "الملكي". في تلك الفترة التي سبقت نهاية الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا بين عامي 1933 و1943، حقق الفريق 6 بطولات، غير أنه سرعان ما خفت نجمه وعلى الأرجح لخلفيات سياسية بعد زوال دولة هتلر. وباستثناء البطولة الوحيدة المحققة أواخر الخمسينيات، لم تعرف جماهير النادي العريضة طعمًا لفرحة كاملة. ومع بداية الألفية الجديدة، اقترب شالكه أكثر من مرة من لقب "البوندسليجا"، لكنه كان يخسر البطولة في أمتارها الأخيرة. حدث ذلك في أعوام 2000 و2001 و2006 و2007. المثير أنّ الفريق الذي دخل دوامة الصراع على البقاء في دوري الدرجة الأولى الألماني أكثر من مرة في المواسم الخمسة الماضية، هو ثاني أغنى نادٍ في ألمانيا بعد البايرن، وصاحب أكبر شعبية وقاعدة جماهيرية على الإطلاق في البلاد. واكتسب شالكه مكانته الكبيرة في الدوري الألماني رغم عدم تحقيق الإنجازات بسبب ما يميزه من طريقة لعب رجولية لعناصره على مر العصور والسنوات.
مشاركة :