على ركام من بقايا الخراب والقتل الخراسانية بأحد شوراع مدينة الغوطة الشرقية بسوريا، يقف السوري أبو محمد علايا يبكي ابنه الأكبر محمد، الذي اختفت جثته تحت الأنقاض منذ أسبوع، ولا يزال الرجل عاجزًا عن الوصول إليها. تحول حلم الأب السوري المكلوم أن يواري فلذة كبده الثرى، فكما يقول لرويترز: "كمان بعد ما يموت ما يلاقي قبر يتَّاوى فيه"، منوهًا إلى أن الجثة لاتزال تحت أنقاض منزل الأسرة في الغوطة الشرقية بعد أكثر من أسبوع من الغارة الجوية التي دمرته. ويعتقد علايا (50 عامًا)، أن ابنه محمد (22 عامًا)، مدفون تحت هذا التل بعد أن أصبح ضحية من ضحايا حرب، يقول إنها قتلت كل أعضاء فريق كرة القدم الذي كان ابنه يلعب معه. ويقول الرجل محاولًا التغلب على دموعه: "الله وكيلك ما بيعرف إلا الرياضة والشغل"، مضيفًا: "الفريق كله اللي كان يلعب معه طابة (الكرة) استشهد". ويجهش علايا بالبكاء وهو يصف محاولاته اليائسة لرفع كتل الخرسانة بيديه العاريتين. ويضيف مشيرًا إلى المكان الذي يعتقد أن ابنه مدفون تحته، وهو يصف كيف استغرق يومين لتكسير كتلة من الخرسانة: "قعدت يومين لقصيت الجسر (أحاول تقطيعه)، شو بدي قيم لقيم (ما الذي بيدي عمله)، هو هنا بيني وبينه مترين قاعد هون بالصالون". ووقعت الغارة الجوية في 22 فبراير، على بلدة دوما بالغوطة الشرقية، وأدت إلى مقتل زوجة أخيه وابنتهما البالغة من العمر تسعة أعوام، وأطاحت شدة الانفجار بجثتيهما بعيدًا عن المبنى. وقتل مئات في قصف جوي ومدفعي عنيف للغوطة الشرقية خلال الأسبوعين الماضيين، حيث تسعى الحكومة السورية إلى سحق آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق، وكان هذا واحدًا من أعنف مراحل القصف في الحرب التي أوشكت على دخول عامها الثامن. ويستغل علايا فترة توقف القصف يوميًا، لتفقد أنقاض منزله، لكنه يقول إن وقف إطلاق النار القصير لا يتيح وقتًا طويلًا للبحث. ويتذكر علايا مدى عشق ابنه لكرة القدم، وأنه اشترى جهاز تليفزيون جديد لمشاهدة نهائيات كأس العالم التي تقام في روسيا هذا الصيف. وعندما وقعت الغارة الجوية كان علايا يحتمي مع أقاربه في قبو، وكان ابنه "محمد" قد انصرف قبل وقت قصير لإحضار"إبريق شاي". وينادي علايا على ابنه وما من مجيب، غير أنه شبه واثق من المكان الذي يرقد فيه تحت الركام.
مشاركة :