أغلق حقل الشرارة النفطي الليبي اليوم (الاحد) بسبب إغلاق مواطن ليبي صماماً احتجاجا على التلوث الذي يقول إنه ناجم عن خط أنابيب يمر بقطعة أرض يملكها. ويمثل إغلاق الشرارة، الذي أكده مهندس بالحقل ومصدر آخر في قطاع النفط الليبي، ضربة قوية للبلاد بعد مرور أكثر قليلاً من أسبوع على إغلاق حقل الفيل النفطي القريب من الشرارة، بسبب احتجاج. وقال حسن محمد الهادي، الذي يملك أرضا في منطقة الزنتان بغرب البلاد: «أنا أغلقت الخط الذي يمر من خلال أرضي. الأرض ستة هكتارات وأصبحت مكبا للقمامة»، مضيفا ً«أغلقنا الخط لنفس السبب السنة الماضية. عدد من الوسطاء تدخلوا لإقناعي بإعادة الفتح خلال 20 يوماً لتنظيف الأرض، لكن للأسف نفس الشيء عاد من جديد». وقال مهندس في حقل الشرارة إن «إمدادات الحقل الواقع في جنوب البلاد لا تصل إلى ميناء الزاوية على البحر المتوسط»، مؤكدا بذلك إغلاق الحقل. وجرى إغلاق حقل الشرارة مرات عدة، بسبب احتجاجات حراس أمن في شأن الأجور واحتجاجات أخرى، في ظل الأزمة التي تعصف في ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للحقل 340 ألف برميل يومياً، لكن مصدراً بقطاع النفط قال إن «الإنتاج بلغ 308 آلاف برميل يومياً الأسبوع الماضي». وتدير المؤسسة الوطنية للنفط حقل الشرارة بالشراكة مع «ريبسول» و«توتال» و«أو إم في» و«شتات أويل». وتتسبب الإغلاقات المتكررة والطويلة في انخفاض الضغط بآبار الحقل النفطي، ما يقلص من الطاقة الإنتاجية. ويتطلب تعزيز الطاقة الإنتاجية في الحقل استثمارات تلح إليها الحاجة وتواجه مؤسسة النفط صعوبة في جذبها. وقلصت المؤسسة الوطنية للنفط والدولة بصفة عامة الكثير من الخدمات في ظل هبوط إيرادات النفط. وأضاف الهادي صاحب الأرض «على المؤسسة الوطنية للنفط أن تقف لمسؤوليتها وتقوم بتنظيف الأرض مثلما كان يحدث قبل 2011». ويغذي حقل الشرارة مصفاة الزاوية النفطية البالغة طاقتها 120 ألف برميل يومياً في غرب البلاد، وهي أكبر مصفاة تعمل في ليبيا حاليا. وكانت المؤسسة الوطنية للنفط أعلنت قبل أسبوع حالة القوة القاهرة في حقل الفيل، البالغة طاقته 70 ألف برميل يومياً، بعدما تسبب احتجاج الحراس في إغلاق الحقل الذي يديره مشروع مشترك بين مؤسسة النفط وشركة «إيني» الإيطالية. ويُمزج الخام الذي ينتجه حقل الفيل مع مكثفات حقل الوفاء، لإنتاج مزيج مليته الذي يجري تصديره من مرفأ مليته.
مشاركة :