•• لم أكن أتصور أن يتنازل الدكتور عبدالله مناع عن مهنة الطب من أجل الكتابة والعمل الصحفي الذي لا يأتي من ورائه إلا المشاكل وصداع الرأس. •• إلا أن هذا الطويل الشامخ أصر منذ الستينات أن يهجر مهنة الطب ويتفرغ للكتابة والصحافة وقد كان حينها نجما ساطعا بين أقرانه في عالم الكتابة والصحافة بل وهو لم يبلغ الخامسة والعشرين بدأ يكتب القصة والرواية في جريدة «الرائد» عندما كان رئيس تحريرها عبدالفتاح أبو مدين بجانب الرواد من أمثال محمد حسن عواد ومحمد حسين زيدان وعزيز ضياء وضياء الدين رجب. •• كل هذا حدث في تلك السنوات الخوالي وقد دعم بداية مسيرته تلك بأحدث قصصه المسلسلة في جريدة «الرائد» سماها «على قمم الشقاء» عن قصة حب بين فتاة مسلمة وفتى مسيحي أدت في النهاية إلى طريق مسدود كانت ضحيته الفتاة المسلمة. وكان يكتب تلك القصص المتتابعة من الإسكندرية وهو ما زال على مقاعد الدراسة. •• لكن المفاجأة عندما حول هذه القصص أخيرا إلى رواية وطبعها في كتاب أنيق أطلق عليها نفس الاسم «على قمم الشقاء» وقد حولها إلى رواية ولا أدري كيف وصلتني نسخة منها قبل أن يطرحها للتداول والأسواق والتهمت سطورها في ليلة واحدة غير مصدق أن مثل هذه الرواية يمكن نشرها في جريدة «الرائد» بكل صراحتها وارتفاع نبرتها الواضحة الصريحة في الستينات. •• أقول أخيرا وأنا واثق مما أقول إن هذه الرواية «على قمم الشقاء» التي ستنزل إلى التداول قريبا في الأسواق ستكون من ضمن أنجح الأعمال الأدبية التي كتبها وألفها الدكتور عبدالله مناع على كثرتها وستكون في القمة بين كل مؤلفاته لأنها رواية كتب لها مقدمة باذخة وجريئة قال في نهايتها إنه لا يتصور أن يقدم على إعادة نشرها لو لم يكن هناك دفع قوي من بعض الأصدقاء وفي مقدمتهم الكاتب والصحفي أحمد عدنان عندما فتح له المجال أن يطل منه على ذلك الزمن الجميل الذي مضى.. وقد كان!!.
مشاركة :