كل الوطن- رويترز، أ ف ب :أكد الرئيس السوري بشار الأسد اليوم (الأحد) أن العملية العسكرية في الغوطة الشرقية «يجب أن تستمر لتكافح الارهاب»، بعد حملة جوية وبرية أتاحت للقوات الحكومية استعادة السيطرة على أكثر من 25 في المئة من آخر معقل للمعارضة قرب دمشق. وبعد نداءات كثيرة خلال الفترة الماضية، أعلنت الأمم المتحدة أمس نيتها إرسال مساعدات اليوم إلى المنطقة التي يعيش فيها 400 ألف شخص يعانون من أزمة إنسانية حادة. وإلى جانب الحملة الجوية، بدأ الجيش السوري الذي تلقى تعزيزات عسكرية هجوماً برياً ازدادت وتيرته تدريجياً، وتركز على الجبهة الشرقية. وقال الأسد في تصريحات لصحافيين نقلها التلفزيون الرسمي «يجب أن نستمر في العملية بالتوازي مع فتح المجال أمام المواطنين للخروج»، معتبراً أن «عملية الغوطة هي استمرار لمكافحة الارهاب». واضاف الأسد أنه «لا يوجد أي تعارض بين الهدنة وبين الأعمال القتالية، فالتقدم الذي تم تحقيقه أمس وأول من أمس في الغوطة من قبل الجيش العربي السوري تم في ظل هذه الهدنة». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام وصلت إلى وسط الغوطة، وهي تبعد حالياً حوالى ثلاثة كيلومترات عن دوما»، ابرز مدن هذه المنطقة المحاصرة. ويعود التقدم، في رأيه، إلى «كون العمليات العسكرية تجري بشكل أساسي في مناطق زراعية، إضافة إلى التمهيد الجوي العنيف». ونقلت «وكالة الانباء السورية» (سانا) عن مصدر عسكري قوله، إن «وحدات الجيش تقدمت على أكثر من اتجاه، وطهرت الكثير من المزارع والبلدات باتجاه حرستا (غرب) ودوما»، مؤكداً السيطرة على عدد من البلدات في الجبهة الشرقية للغوطة، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق. وتبلغ المساحة التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة المعارضة في الغوطة حوالى مئة كيلومتر مربع، وتشكل حوالى ثلث المساحة الكلية للغوطة. وأوضح المصدر أن الجيش السوري قام «خلال اليومين الماضيين وخارج أوقات التهدئة المحددة بتوجيه ضربات بالنار والقوات على مقرات ومناطق وجود الإرهابيين فى الغوطة الشرقية»، مشيراً إلى استعادة السيطرة على بلدات وقرى، بينها أوتايا والنشابية وحزرما في شرق وجنوب شرقي الغوطة. من جهته، قال قائد في التحالف العسكري، الذي يساند الرئيس بشار الأسد، إن «الأمر يتطلب من القوات الحكومية التقدم بضعة كيلومترات فقط لشطر المنطقة إلى نصفين». وقتل 34 مدنياً أمس في قصف للقوات الحكومية السورية على الغوطة الشرقية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «بين القتلى 26 مدنياً، ضمنهم 11 طفلاً، قتلوا في قصف صاروخي وجوي على مدينة دوما وضواحيها الشرقية». وارتفعت بذلك حصيلة القتلى نتيجة حملة القصف العنيف التي بدأت في 18 شباط (فبراير) الماضي إلى أكثر من 690 مدنياً. ونددت واشنطن بحملة القوات السورية «المدعومة من روسيا وايران». وحض الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الرئيس الايراني حسن روحاني في اتصال هاتفي على «ممارسة الضغوط الضرورية على النظام السوري لوقف هجماته العشوائية على السكان». وحملت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي والرئيس الأميركي دونالد ترامب في اتصال هاتفي دمشق وموسكو «كامل المسؤولية عن المعاناة الانسانية الرهيبة» في الغوطة الشرقية. وكانت واشنطن وباريس هددتا بشن ضربات في حال توافر «أدلة دامغة» على استخدام السلاح الكيماوي في سورية. وتكرر منذ مطلع العام ظهور عوارض اختناق وضيق تنفس تحديداً في الغوطة الشرقية. وطالما نفت دمشق استخدام الأسلحة الكيماوية، اعتبر الأسد أن «هذا الكلام مجرد ابتزاز، أما أن نأخذه في جدية طبعاً، لأن هذا الكلام يُستخدم عادة ذريعة لتوجيه ضربات الى الجيش السوري». وأعلنت الأمم المتحدة الاحد أنها تنوي إرسال قافلة مساعدات اليوم إلى الغوطة الشرقية، مؤلفة من «46 شاحنة تقل مواد طبية وغذائية، إضافة إلى طعام لـ27 ألف و 500 شخص ممن هم بحاجة اليه». وحصلت الأمم المتحدة، وفق ما جاء في بيان لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، على موافقة لإدخال مساعدات لـ 70 ألف شخص، وتلقت ضمانات بإرسال قافلة أخرى الخميس. وتسري منذ الثلثاء الماضي يومياً بين التاسعة صباحاً (07:00 توقيت غرينيتش) والثانية بعد الظهر هدنة أعلنت عنها روسيا. ويُفتح خلالها «ممر إنساني» عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرقي مدينة دوما لخروج المدنيين. وتتهم دمشق وموسكو الفصائل المعارضة بمنع المدنيين من المغادرة وأخذهم «دروعاً بشرية»، الأمر الذي تنفيه الفصائل في الغوطة. وتنتظر الأمم المتحدة السماح لها بادخال مساعدات إلى الغوطة الشرقية، حيث الظروف الإنسانية صعبة. وتراجعت وتيرة القصف منذ بدء الهدنة، إلا أنه لم يتوقف، خصوصاً خارج أوقات سريانها، ولم يُسجل خروج أي مدني عبر المعبر، وفق المرصد. ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن الجيش الروسي قوله إن «المتشددين في الغوطة الشرقية فرضوا حظر تجول في المناطق الخاضعة لسيطرتهم لمنع مغادرة المدنيين من خلال ممر إنساني خلال الهدنة». ونفى مسؤولون في المعارضة بشدة منعهم المدنيين من المغادرة. وأبلغ مسؤول في الأمم المتحدة في سورية أن قافلة إغاثة لن تدخل الغوطة الشرقية اليوم، بعدما كان من المقرر أن تتجه القافلة التي تضم حوالى 40 شاحنة إلى بلدة دوما. ولم تتمكن سوى قافلة صغيرة تقل إمدادات لما يصل إلى سبعة آلاف و 200 شخص من الدخول إلى الغوطة منذ بداية العام، وكان ذلك في منتصف الشهر الماضي. وشبه ديبلوماسي غربي، طالباً عدم الكشف عن هويته، الوضع في الغوطة الشرقية بشرق حلب، حيث لم تسمح القوات الحكومية لقوافل الإغاثة بالدخول في أواخر 2016، قبل أن تسقط المنطقة في يد دمشق. وقال: «الأمر مماثل في عدم الموافقة على دخول الإغاثة إلى شرق حلب. كلام كثير ولا عمل».
مشاركة :