قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: "إنني لا أشغل نفسي بقضية قطر، وإن أقل من رتبة وزير من يتولى الملف القطري. وعدد سكان قطر لا يساوون شارعًا في مصر، وأي وزير في الحكومة السعودية يستطيع أن يحل الأزمة القطرية". جاء ذلك خلال لقاء مع رؤساء تحرير عدد من الصحف المصرية، عُقد بمنزل السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، سفير المملكة العربية السعودية لدى مصر. وأكد الأمير محمد بن سلمان في اللقاء الذي نشرته الصحف المصرية: إن العلاقات المصرية - السعودية قوية، ومنيعة، وصلبة، من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.. وإنها عصية على أي محاولة للتخريب. وقال مازحًا: إن العاهل السعودي والرئيس المصري لو أرادا تخريب العلاقات المصرية - السعودية لن ينجحا لصلابة ومتانة ومناعة العلاقات بين الشعبَين في المجالات كافة. مصر عندما تقوم المنطقة كلها تنهض وأبدى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إعجابه الشديد بالمشروعات العملاقة التي زارها برفقة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي أطلق الهمة الفرعونية في شرايين الشعب المصري، وأوجد حالة عمل كبيرة؛ الأمر الذي انعكس إيجابًا على معدل النمو. مضيفًا: "كنت فاقد الأمل تمامًا في أن تقوم مصر، وكنت أدعو الله ألا تنهار، وما رأيته اليوم أكد لي أن الله استجاب لدعائي؛ فقد رأيت تفاعلاً كبيرًا في مستقبل المنطقة؛ لأن مصر عندما تقوم فالمنطقة كلها تستطيع أن تنهض". وقال الأمير محمد بن سلمان: "إن الفارق بين معدلات النمو في دول الخليج ومصر أنه في حال وجود مشروعات كبرى في الخليج فإن البعض يفسر ذلك بوجود ثروات خليجية، تسمح بتوفير التمويل اللازم لهذه المشروعات. أما في مصر فالمشروعات الكبرى نتيجة ثروة بشرية كبيرة". مضيفًا: "ما رأيته من مشروعات عملاقة هو نتيجة حالة عمل كبيرة، تراهن على المستقبل، وأثمر ذلك بالفعل ارتفاع نسبة النمو بشكل فاجأ العالم، وفاجأني أنا شخصيًّا". وعن التطور الاقتصادي المصري قال الأمير محمد بن سلمان: "إن مصر الآن في أفضل أوضاعها من الناحية الاقتصادية، والقادم أفضل جدًّا - بإذن الله تعالى - وفق ما رأيته من عمل جاد على الأرض المصرية". مشروع نيوم : وحول مشروع "نيوم" ، قال الأمير محمد بن سلمان ، إن هذا المشروع يشهد فى جوانبه تعاونا مشتركا بين مصر والسعودية ، وسيؤدى إلى رخاء البلدين على الصعيدين الاقتصادى والسياحى، مشيرا إلى أن المشروع مقدر له أن يشهد استثمارات بقيمة 500 مليار دولار، وستشارك مصر مع السعودية فى أحد جوانبه ، من خلال المشروعات التى ستتم على الأراضى المصرية بمشاركة مصرية ، إذ تشارك مصر بالأراضى وتستثمر السعودية فى إنشاءات كبيرة ، ونحن الآن فى مرحلة الدراسات وأوضح الأمير محمد بن سلمان أن مشروع نيوم من المقرر أن يجذب ملايين السائحين، وسيكون الانتقال بين ضفتى المشروع ، بين الجانبين المصرى والسعودى على مسافة ثلاثة كيلومترات فقط بعد إنشاء جسر الملك سلمان ، مشيرا إلى أن هذا المشروع سيسهم فى دفعة جديدة للشواطئ المصرية فى خليج العقبة الإصلاحات في السعودية : وحول الإصلاحات التى يقوم بها فى داخل السعودية ، قال الأمير محمد بن سلمان ، إن هذه الإصلاحات الاجتماعية، بما فيها السماح للمرأة بقيادة السيارة والحفلات الغنائية وحضور مباريات الكرة، لا تتعارض مع صحيح الإسلام ، مضيفا ، " الإسلام دين سمح ونحن نفتح نقاشا واسعا مع كل الأفكار والتيارات فى المملكة ، وفى مرحلة ماضية كانت نسبة التطرف حوالى 60 % ، أما الآن فهى لا تتجاوز 10 % وقال الأمير محمد بن سلمان ، " كل ما نقوم به فى المملكة ينعكس على الأوضاع الاقتصادية وعلى المواطن وخاصة الشباب السعودى ، مشيرا إلى أن كل ذكريات الإجازات العائلية للمواطنين السعوديين كانت خارج المملكة ، لأن المواطن السعودى كان معتادا أن يقضى إجازته السنوية أو حتى إجازته الأسبوعية فى الخارج ، أما الآن فإن مناخ الانفتاح والتنوير ينعكس على الاقتصاد السعودى إيجابا بإنعاش المناخ السياحى داخل المملكة وخاصة للعائلات السعودية ، كما ينعكس إيجابا على النممو الثقافى والتنويرى داخل المملكة . الموقف السعودي المؤيد للفلسطيين : وحول مستقبل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائليين ،أكد الأمير محمد بن سلمان على موقف بلاده المؤيد لحق الفلسطينيين فى إنشاء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، معتبرا أن الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 هى من الثوابت السعودية والمصرية حرب اليمن : وحول الحرب فى اليمن ، قال الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى ، إن الحرب هناك قاربت على تحقيق أهدافها المتمثلة فى استعادة الشرعية فى مواجهة المتمردين الحوثيين، وأن نهايتها وشيكة بعد تحقيق أهدافها ، منوهاً على الممارسات العدائية لإيران معتبرا أن نظام الملالى نمر من ورق ، نافياً أى اضطهاد للشيعة في السعودية ، وقال: " شيعة السعودية يساهمون فى نهضتها ويتولون مناصب قيادية " أزمة قطر : -واعتبر الأمير محمد بن سلمان في لقاءه مع رؤساء الصحف المصرية ، أن هناك عقدًا نفسية تحرك حكام قطر تجاه الدول العربية، مشيرا إلى أن المشكلة مع قطر تافهة جدا وأن شارعا واحدا فى مصر أكثر عددا من سكان قطر، مبيناً إن الطريقة الوحيدة لحل الأزمة مع قطر تكون على طريقة تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع كوبا عام 1959 ، عندما تدهورت العلاقات الامريكية الكوبية بشكل كبير بعد الثورة الكوبية المناهضة لسياسات واشنطن ، وهو ما أدى إلى قطع الولايات المتحدة علاقتها مع كوبا وفرضت حظرا اقتصاديا عليها، بدأ فى أكتوبر 1960 ، ولم يتم تخفيف سوى عدد من القيود خلال فترة الرئاسة الأولي لأوباما.
مشاركة :