«صناع الأمل» تفتح نافذة التفاؤل والإيجابية في عالمنا العربي

  • 3/6/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: «الخليج» منذ إطلاقها نهاية فبراير 2018، نجحت مبادرة «صناع الأمل» في اجتذاب عدد كبير من المشاركات من شباب وشابات من مختلف أنحاء العالم العربي، يتطلعون إلى المساهمة في نشر الأمل وصنع تغيير إيجابي، فحتى اليوم، تلقت مبادرة «صناع الأمل» آلاف قصص الأمل من أفراد ومجموعات، لديهم مشاريع ومبادرات، يسعون من خلالها إلى مساعدة الناس وتحسين نوعية الحياة، أو المساهمة في حل بعض التحديات التي تواجهها مجتمعاتهم.وسعياً لمشاركة هذه القصص كي تكون مصدر إلهام للآخرين، الذين يتطلعون إلى تغيير مجتمعاتهم نحو الأفضل، نستعرض بعض قصص صناع الأمل التي تفتح نافذة أمل وتفاؤل وإيجابية في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج. القصة الأولى: طالبة تطور مبادرة مبتكرة للتبرع بالدم نظرة السعودية معدية العمري؛ طالبة الطب في جامعة أم القرى، للحياة تغيرت تماماً، بعد الحادث المروع الذي تعرضت له إحدى صديقاتها واستلزم نقل كميات كبيرة من وحدات الدم لها، حيث واجه الأطباء صعوبة في توفير حاجتها بسبب ندرة فصيلة دمها. من هذه التجربة المؤلمة، نفذت العمري فكرة مبتكرة لإنقاذ المرضى والجرحى، الذين يحتاجون لنقل دم دون أن يتوفر دائماً ما يكفي منه، من خلال إنشاء منصة إلكترونية وتطبيق على الهواتف المحمولة، يشجع على ثقافة التبرع بالدم بين الرجال والنساء، ويربط المتبرعين وبنوك الدم والمستشفيات، من أجل توفير احتياجات المرضى من الدم بكل يسر وسهولة.وتحمل المنصة اسم «سافينو»، الذي يشير إلى اسم «الوريد الصافن الطويل»؛ أي الوريد السطحي للساق، وهو أطول وريد في الجسم على طول الطرف السفلي، ويكون مطموراً تحت الجلد.وتضم المنصة أسماء عدد من المتبرعين، وبالتالي يمكن توفير الدم من أكثر من متبرع في وقت واحد، فضلاً عن تحديد الموقع الجغرافي للمتبرعين المتواجدين ضمن المنطقة ذاتها للمحتاجين، وفي حال عدم وجود متبرعين، بالإمكان طرح بدائل أخرى للحصول على الدم.ومنذ إطلاقها عام 2017 حتى الآن، بلغ عدد المستفيدين من المنصة 532 شخصاً، كما استفاد من خدماتها 30 بنكاً للدم. وتتضمن المنصة أسماء لأكثر من 1200 متبرع ومتبرعة، من مختلف فئات المجتمع السعودي لديهم استعداد للتبرع بالدم فوراً، في حين بلغ عدد الطلبات التي استقبلتها المنصة حتى الآن للانضمام إلى قائمة المتبرعين 3878 طلباً.ونفذت منصة «سافينو»، التي يقوم عليها حالياً سبعة أعضاء، العديد من حملات التبرع بالدم، منها حملة «أخوات الحد الجنوبي»، وهي حملة تحفز الطالبات والسيدات على التبرع بالدم لجنود الجيش السعودي في منطقة الحد الجنوبي، إضافة إلى تقديم المحاضرات التوعوية في مختلف مناطق المملكة، للتشجيع على ثقافة التبرع بالدم.وترى العمري أنه من المهم نشر ثقافة التبرع بالدم في المجتمع، وإبراز فوائد التبرع، مؤكدة: «على المستوى الشخصي للمتبرع، فإن التبرع قد تكون له فوائد أخرى كثيرة عدا مساعدة الآخرين.. حيث يمكن للأشخاص معرفة حالتهم الصحية، والحصول على العلاجات والأدوية اللازمة في حالة إصابتهم بمرض أو فيروس معين، من دون معرفتهم بذلك». القصة الثانية: المعلّمة أحلام.. صانعة أحلام البنات كان يمكن لحياة أحلام يوسف، معلّمة اللغة الإنجليزية في مدرسة جد حفص الثانوية للبنات، في مملكة البحرين، أن تمضي بصورة عادية، بحيث تقوم بواجبها المهني كما هو مطلوب منها.. وكفى.لكن أحلام لم تشأ أن تحصر رسالتها «المقدسة» كمعلمة وفق منظومة التعليم القائمة، أو أن تجعلها حبيسة الصف، أسيرة المنهج. بالنسبة لها، رسالة المعلم معنية بالدرجة الأولى بالطالب، وتلبية احتياجاته التربوية. ولأجل طالباتها، طورت أحلام مبادرة «احتواء»، التي تقوم على تقديم تجربة تعليم فردية مميزة.تعنى مبادرة «احتواء» التي استفادت منها 116 طالبة، بمساندة ودعم طالبات المستوى الثاني والثالث الأدبي، من مختلف فئات التحصيل العلمي، مع التركيز على ذوات التحصيل المتدني، والمتعثرات دراسياً من فئة أصحاب الهمم، إلى جانب الطالبات اللاتي يعانين ظروفاً خاصة، ويحتجن إلى احتواء نفسي وأكاديمي من نوع خاص، وذلك في مادة اللغة الإنجليزية. لهذه الغاية، أطلقت أحلام في عام 2014 مبادرة «احتواء»، حيث بلورت من خلالها استراتيجية مبتكرة، أطلقت عليها اسم «تفريد التعليم»، أي تقديم تجربة تعليمية فردية، مصممة وفق مواصفات خاصة تناسب كل طالبة حسب ظروفها، وحسب قدراتها وإمكاناتها، إيماناً من أحلام بأن التعليم الناجح يقوم على مراعاة الفروقات الفردية بالدرجة الأولى، بحيث يتم استثمار القدرات المتفوقة لاستخراج الأفضل وصقل القدرات المحدودة وتنميتها، واستجلاء طاقات وإمكانات أخرى، من مبدأ أن التطور العقلي والفكري سمة بشرية بالأساس.وتشمل مبادرة «احتواء» تصميم كتيبات وأنشطة ومشاريع متنوعة، متدرجة في الصعوبة، وفق أسلوب «تفريد التعليم»، الذي يقوم على «الاهتمام بالفرد المتعلم»، بحيث تُترك مسألة التقدم الذي تحققه الطالبة إلى قدراتها الفردية، وسرعتها الذاتية في التعلم داخل الصف.ولا يقتصر «تفريد التعليم» على تقديم محتوى تعليمي فردي مبتكر في اللغة الإنجليزية، وإنما تقديم تجربة تربوية شاملة.تضم «احتواء» العديد من الأنشطة التواصلية والتفاعلية بين المعلمة والطالبات، وبين الطالبات وأولياء الأمور، من بينها مشروع «اتصال إيجابي»، و«جداريات» و«التحفيز من أجل التعليم»، و«البطاقات الافتراضية التحفيزية لأولياء الأمور». القصة الثالثة: رزق المصري.. مريض الشلل الرعاش يصنعُ الأمل لذوي الهمم بالنسبة لبعض الناس، قد يكون المرض العضال عائقاً أمام ممارسة حياتهم اليومية، وقد يحد من طموحهم ويجعلهم ينكفئون على أنفسهم. لكن هناك من يجدون في المرض تحدياً يمكن تجاوزه، وفرصة لتحويله إلى طاقة إيجابية. هذه هي حكاية رزق، الذي لم يسمح للمرض بأن يعطله عن رسالته في الحياة: صناعة الأمل.رزق المصري، أردني، في العقد السادس من عمره، اتخذ من العمل التطوعي رسالة، ترجمها إلى عمل دؤوب لا ينقطع، حتى حين أصيب بمرض الباركنسون (الشلل الرعاش) قبل ثلاثة عشر عاماً.رحلة رزق مع العمل التطوعي تمتد لأكثر من 35 عاماً، فهو ساهم في إدخال رياضة كرة السلة على كرسي متحرك لأصحاب الهمم مطلع الثمانينات، حيث بدأ العمل التطوعي مع الاتحاد الأردني للمعاقين في عام 1981، ومنذ ذلك الحين وهو يُلازم أصحاب الهمم على اختلاف فئاتهم، يساعدهم ويرشدهم ويضيء لهم طريق الأمل.تولى المصري إدارة الاتحاد الدولي لمنطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا للكراسي المتحركة، في الفترة ما بين 1990 حتى 1997، بهدف تشجيع أصحاب الهمم على ممارسة الرياضات المحببة لهم، واستثمار أوقاتهم بصورة ممتعة تجعلهم يقبلون على الحياة، ويتجاوزون التحديات التي تخلقها إعاقاتهم، ليشعروا بأنهم قادرون على تحقيق إنجازات لهم.وجنباً إلى جنب مع اهتمامه بذوي الإعاقات من أصحاب الكراسي المتحركة، كرّس المصري جانباً من جهوده التطوعية لرعاية أصحاب الهمم من «الصم والبكم» منذ عام 1990. ومن أهم أهداف الجمعية، حثّ الجهود الرسمية والشعبية للتفاعل مع قضايا الإعاقة بشكل عام، والصم بشكل خاص، ووضع قضايا الإعاقة على أجندة صناع القرار في مجالات التربية والصحة والاجتماع والتدريب وغيرها، إضافة إلى تحفيز وتشجيع المجتمع على الانفتاح على لغة الإشارة والتفاعل مع بيئة الصم والبكم، والعمل على تهيئة الأجواء للصم لإبراز إبداعاتهم ومواهبهم.

مشاركة :