«إشارة».. ترجمة اللغة في رموز بصرية

  • 3/6/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تتحوّل اللغة إلى رموز فنية وبصرية، وتصبح ممتدة إلى ما هو أبعد من الحرف، بحيث تمت ترجمتها في أشكال بصرية عبر مواد مختلفة في معرض «إشارة.. إشارات ورموز ولغات مشتركة»، الذي أقامت شركة «أ.ع.م» اللامحدودة النسخة الرابعة منه، أول من أمس في كونكريت في «السركال أفنيو» بدبي. وشهد المعرض الذي حضره الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، ووزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة بنت محمد الكعبي، ورئيس مجلس أمناء جائزة اللغة العربية محمد المر، مجموعة من التجارب الفنية التي سعت الى تجسيد مفهوم الإشارة انطلاقاً من المعنى المباشر المرتبط باللغة، والتي تعد الشكل الأساسي للتواصل، الى جانب الإشارات التي تستخدم في حركة المرور أو المناطق الحضرية. تتنوّع الممارسات الفنية في المعرض بين الرسم والطباعة، وأعمال الفيديو، الى جانب الأعمال التركيبية الضخمة، وتركز الأعمال الموجودة في المعرض على اللغات لكن ليس من خلال النظر اليها كمعطيات ثابتة، بل من خلال النظر الى المساحات في ما بينها. وشارك في المعرض كل من سالم المنصوري، شيخة الكتبي، فلوندرلي، ناصر نصرالله، صبا قيزلباش، آمنة الدباغ، دينا خورشيد، وفرح القاسمي، بالإضافة الى وجود فنانين مكلفين وهما شندي والشاب موها. كما يستضيف المعرض ثلاثة فنانين مقيمين في الامارات وهم روكني هريزادة، رامين هريزادة، وحسام رحمانيان، وعملوا على تقديم عمل يشبه الشعر البصري. واعتمد الفنان سالم المنصوري على الأصوات كي ينتج عمله الفني «الذهاب إلى الداخل»، فقد تناول بعض المقولات والأحاديث، وقام بتحويل الذبذبات الصوتية الى أشكال فنية. وقال لـ«الإمارات اليوم» عن عمله: «اخترت مقالات مختلفة، أولها لحسن شريف، والثاني للكاتب البحريني حسن مدن، والشاعر عباس كايروستامي، بالإضافة الى العمل الخاص بحديث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو الحديث الوحيد الذي استخدمت فيه صوته». وأضاف، «اعتمدت على برنامج يأخذ إيقاع الصوت، ويحوله الى أشكال هندسية وشيء محسوس، وهذا العمل يثير فضول المشاهد ويدفعه للبحث عن المقال وقراءته». ولفت الى أن الأشكال الهندسية تتكرر في الشكل، وهذا ناتج عن الإيقاع الصوتي، منوهاً بأنه قام بقراءة المقالات بنفسه، ولفت الى أن العمل بعدها طبع عبر الطابعة ثلاثية الأبعاد. واختار ناصر نصرالله، المغلفات لتقديم اللغة من خلالها، بحيث وضع داخل ما يقارب 100 ظرف أغراضاً شخصية له، وكتب عليها بلغة مشفرة رموزاً تجسد اسم الغرض داخل الظرف، ونبذة عنه. وحمل العمل اسم «العنوان المنسي»، وقال عنه، «كل نقطة على الظرف تجسد حرفاً باللغة العربية، فهذا الرمز، لا يمكن فكه، ومع الوقت سينسى الغرض الذي بداخله، ويعد العمل تكملة الى الأعمال السابقة التي قدمتها عن البريد». ولفت نصرالله الى أن اللغة هدفها تبسيط الأشياء، ولكنه أخذها الى الجهة المعاكسة، اذ كان يعمل على جعلها أكثر صعوبة وتعقيداً. واعتبر الفنان الإماراتي، أن وضع الأشياء التي تستخدم بشكل يومي داخل المغلفات، يمنحها قيمة فنية، فهي تحتوي على أغراض بسيطة جداً، كقلم حبر يستخدمه للكتابة، إلى جانب وجود بعض الأغراض التي تعني له كثيراً وتعد ثمينة، ومنها ساعة يد شخصية له. ولفت الى أنه لطالما كانت الفكرة تسبق الأداة في أعماله ولهذا وضع جزءاً من حياته اليومية بداخلها، فالعمل يشبه الكبسولة الزمنية، بينما تعد قيمته في السر الذي يحمله بالداخل. أمّا آمنة الدباغ، فقد حرصت على ترجمة اللغة في عملها من خلال المعلقات الشعرية، التي طبعتها على أقمشة وقامت بتجديلها، فيصبح الشعر قابلاً للقراءة بشكل مختلف، ما يمنحه معنى جديداً. وقالت عن عملها «أسميت العمل (القصائد المعلقة)، وأبرزت من خلاله القصائد المعلقة التي كتبت في عصر الجاهلية». ولفتت الى أنها أحبت الشعر منذ الصغر، ولهذا استخدمته في العمل بحيث أصبح الشعر ملموساً من خلال الشكل الجديد، ونوهت بأن تطريز الكلمات كان بالخط الديواني، والأقمشة التي اعتمدتها تستخدم لحياكة الكندورة في الشتاء، وهذا ما يمنح العمل الطراز العربي، ولفتت الى أن إنجاز العمل استغرق أكثر من ثلاثة أشهر. أمّا الفنانة الباكستانية صبا قيزلباش، فقد عملت على 100 صورة قدمتها بالرصاص لتعبر من خلالها عن الحدود بين البلدان المتنازعة، أو حتى التي أوجدت الحدود بسبب الخلافات، ولفتت الى أنها عملت على رسم 100 مشهد من الحدود بين باكستان والهند في «علامات تعريفية»، وتطرح من خلالها الصيغة الحوارية المتوترة، أو التباعد بين البلدين، موضحة أنها اعتمدت بشكل أساسي على بوابات العبور وأماكن التفتيش. في المقابل، حملتنا فرح القاسمي إلى زمن «افتح يا سمسم» من خلال عملها «الجميع مدعو إلى الحفل»، حيث استخدمت الدمى لتقديم اللغات والحروف، بينما قدمت دينا خورشيد في «عبر مسار ما»، الخطوط المطبوعة والزخارف المعلقة. أمّا الفنان فلورندلي فقد عمد الى تقديم عمل تفاعلي من مواد البنى التحتية، بعنوان «غزل فطري»، لتأخذنا شيخة الكتبي عبر عملها «الثانية» إلى عقل الفنانة اللاواعي، حيث تسترجع بناء نصب تذكاري دخلته في أحلامها. حوارات وورش عمل تُقام على هامش المعرض مجموعة من الفعاليات وورش العمل، وتبدأ هذه الفعاليات مع عرض فيديو وحوار يديره كريم سلطان مع ضيوف الشرف في المعرض، وهم روكني هريزادة، رامين هريزادة، وحسام رحمانيان. كما تُقام ورشة خاصة حول الطباعة بالقوالب مع دينا خورشيد، تحت عنوان «علامات وتركيبات». بينما يُقام لاحقاً حوار فني تحت عنوان «الممارسة الفنية في دولة الإمارات»، الى جانب الحوار الفني بين الفنانين والقيمين.

مشاركة :