في وقت التقى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية إندونيسيا أسامة الشعيبي، أمس (الإثنين)، الطفلة هيفاء، التي يعتقد أن تكون من أب سعودي، وأمها الإندونيسية في مقر السفارة السعودية في جاكرتا، كشف الشعيبي لـ«عكاظ» تفاصيل ما جرى، مؤكدا أن الأم تعمدت عدم إحضار أي وثائق تثبت علاقتها بالمواطن السعودي، الذي يعتقد أنه والد الطفلة.وأوضح أنه عقد معهما لقاء مطولاً، بحضور المترجمين، وطلب منها إبراز الوثائق التي تدل على صدق روايتها بعلاقتها وزواجها من السعودي قبل وفاته «رحمه الله» منذ 11 عاما، إلا أنها لم تحضر أي وثيقة رسمية، أو صور من هويته أو جواز سفره أو حتى صورة شخصية له.ورجح السفير أن تكون هذه الخطوة «متعمدة» من الأم، وقال «ربما تكون متخوفة من سحب الطفلة منها ونقلها إلى أهل أبيها في السعودية».وبين أنه قام بطمأنتها، مضيفا «أكدنا لها أن هذا الإجراء في مصلحة الطفلة، لمساعدتها على تسريع إجراءاتها في هذه الأحوال، بما تشمله من دعم مادي».وقدم السفير الشعيبي إعانة مالية كهدية من السفارة للطفلة، لتحسين وضعها المعيشي والمالي والاجتماعي، وإعانتها على تحمل الأعباء الدراسية، حتى تقوم والدتها بإحضار الوثائق المطلوبة. وأوضح أنه سيستمر التواصل مع الطفلة، وأمها، والعمل على مراجعة الملفات بالسفارة لما قبل تسع سنوات للحصول على معلومات عن المواطن المذكور، لمحاولة الوصول إلى أهله وذويه في السعودية، والتواصل معهم بخصوص هذه الحالة.وأوضح السفير الشعيبي في تصريحات نقلتها قناة العربية، أنه «في حال تعذر الحصول على الوثائق، نلجأ إلى تحاليل DNA لإثبات النسب، بحضور لجنة من السعودية، لأخذ العينة من الطفلة ومطابقتها مع أهلها في السعودية».وقال: «الطفلة هيفاء ذات خلق لطيف، وأحسست أني والدها ومسؤول عنها، وأنا حريص عليها لأنها يتيمة، ولدينا حالات كثيرة لأطفال في إندونيسيا، يبحثون عن آبائهم في السعودية»، مبينا أن «هناك حالة توصلنا خلالها إلى أب في غيبوبة، ومتزوج من أكثر من امرأة، ولديه 40 طفلا»، مضيفا: «هذه القصة تحكي مأساة، وتعظ الآخرين حول حكايات مماثلة ضحيتها أطفال لا ذنب لهم». وقال: «نحن بحاجة إلى قانون يجبر الأب السعودي على تحسين وضع أولاده في مثل هذه الحالات».
مشاركة :