40% من الأطفال دون مراقبة و43% منهم وافقوا على مقابلة غرباء! بلغت نسبة استخدام الأفراد للإنترنت في البحرين حوالي 91%، لتصبح بذلك المملكة أحد أكثر الدول استخداماً للإنترنت عبر الأفراد على مستوى العالم مقارنة بعدد السكان، كشف عن ذلك لـ "أخبار الخليج"، المستشار الأول لتطوير شؤون المستهلك بهيئة تنظيم الاتصالات، الشيخ عبدالله بن حمود آل خليفة. وأكد الشيخ عبدالله، على أن نسبة استخدام الانترنت عبر الهواتف المحمولة وصلت إلى 180% ، وأن 40% من أولياء الأمور يتركون أطفالهم دون مراقبة، ونحو 38% من الشباب واجهوا التنمر عبر الانترنت الذي يمثل أكبر تهديد الكتروني للشباب في المنطقة. أما ثاني أكثر المشاكل إثارة للقلق هي أن 43% من الأطفال وافقوا على مقابلة غرباء تعرفوا عليهم عبر الانترنت وذلك وفقاً لدراسة مسحية اجرتها الهيئة في المملكة. وحول هذا الموضوع، تحدث المستشار الأول لتطوير شؤون المستهلك بهيئة تنظيم الاتصالات، عن التدابير التي اتخذتها الهيئة بهذا الشأن، ولفت الهيئة بدأت رحلة الحد من مخاطر الانترنت منذ 2010، فقامت بدراسة بنيت على أسس علمية، لمعرفة ماهية المشكلة، ووضع حلول لها. ومع الاستراتيجية التي وضعتها الهيئة، ازداد نسبة الوعي لدى الأشخاص وبلغ 75%، وذلك بعد أن قامت الهيئة بجهود حثيثة عبر نشر فيديوات تثقيفية عرضت في صالات السينما واليوتيوب والتلفزيون وتكثيف المواد التثقيفية التي وزعت في جميع مدارس المملكة. وأضاف الشيخ عبدالله بن حمود، :أدت النتائج الى تقليل فرصة مقابلة الاشخاص للغرباء عبر الانترنت الى 16.4% ، ومقارنة بالأرقام العالمية فهذا يعتبر تطور ملحوظ ونطمح للمزيد". وتعاونت الهيئة مع شركة "كاسبرسكي" لتنظيم جولات توعوية للأمن الالكتروني في مختلف مدارس المملكة، وذلك بهدف زيادة الوعي بالتهديدات والأخطار التي تتربص بالأطفال على شبكة الانترنت، وفي هذا الصدد، أشار الشيخ عبدالله بن حمود، "أن أسلوب حياتنا المعتمد كثيراً على التواصل مع الآخرين أفسح المجال أمام بعض المخاطر لتشكل تهديداً لمجتمعنا، ويسرنا التعاون مع كاسبرسكي لاب لتنظيم جولات "أطفال آمنون" للأمن الإلكتروني في المدارس في البحرين." وختم الشيخ عبدالله بن حمود،" إن التهديدات التي تتربص بالأطفال عبر الإنترنت، ولا سيما التنمر الالكتروني، تترك مضاعفات خطرة وبعيدة المدى يمكن أن تؤثر في الأداء الأكاديمي لأطفالنا وفي سلامتهم العامة، ولمّا كان الأطفال هم مستقبل مجتمعنا، فإن من مسؤولياتنا تزويدهم بالأدوات والمعلومات اللازمة لبقائهم آمنين في العالم الرقمي." ومن جهته صرح المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وجنوب إفريقيا لدى كاسبرسكي لاب، أمير كنعان، قائلاً "إن سلامة الأطفال تمثل إحدى أهم الأولويات لدى كاسبرسكي لاب بوصفها شركة تُعنى بالأمن الإلكتروني، ونحن نثمن الدعم الذي تحظى به مبادرة كاسبرسكي لاب من قبل هيئة تنظيم الاتصالات في البحرين"، مضيفًا إلى "أن سلامة جميع الأسر تظل من أهمّ الأولويات، ونحن لن نتمكّن من جعل إنترنت المستقبل أكثر أماناً إلا بغرس المبادئ الأساسية للسلوك الآمن على الإنترنت لدى أطفال اليوم، وهو ما يُعتبر أحد أهدافنا الرئيسية التي يكاد يكون من المستحيل تحقيقها دون دعم من الحكومات والمؤسسات العامة، لذلك فنحن ممتنّون للهيئة على دعمها مبادرتنا". وفي هذا السياق، صرحت خبيرة سلامة الأطفال على الإنترنت لدى كاسبرسكي، لاب ماريا نامستنيكوفا، "إن التواصل عبر الإنترنت قد يبدو بيئة آمنة للوهلة الأولى، نظراً للحفاظ على مسافة معينة بين الجانبين، إلا أن وصول هذه البيئة الآن إلى هذا الحجم الكبير والتنوع الواسع، يجعل أخطارها تكاد تكون متطابقة مع أخطار العالم الواقعي". وأشارت ماريا، إلى أنه "لا يتضح تماماً في بعض الأحيان أي العالَمين هو "الواقعي"، حيث انتقلت بعض هذه التهديدات من واقع الحياة إلى الإنترنت، ما يجعل التغلب عليها تماماً أمراً غير ممكن. ومع ذلك، فبالإمكان أن نعلّم أطفالنا الطريقة المثلى للتصدي لهذه التهديدات، وذلك عبر توعيتهم في المقام الأول، ولا سيما في المدارس، التي تُعدّ أفضل بيئة للتثقيف والتعليم، ومع ذلك، لا بدّ من الإشارة إلى أن كثيراً من التهديدات على الإنترنت يمكن تحييدها باللجوء إلى حلول أمنية متخصصة." وتتماشى نتائج وصلت إليها كاسبرسكي لاب مع النتائج التي ظهرت في الدراسة المسحية لهيئة تنظيم الاتصالات؛ إذ تُظهر البيانات الواردة من KSN (Kaspersky Security Network) أن 81% من الأطفال في البحرين يُمضون وقتاً طويلاً في التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، ويشمل ذلك استخدام الشبكات الاجتماعية ومختلف تطبيقات التراسل، ما يجعلهم عُرضة لجميع التهديدات المرتبطة بهذه الخدمات. ويخشى نحو ثلث أولياء الأمور (32%) الذين جرت مقابلتهم في الاستطلاع، عالمياً، أن يكون أطفالهم معرضين لخطر الوقوع ضحايا للتنمّر عبر الإنترنت. كذلك تخشى النسبة نفسها من المستطلعة آراؤهم من الأخطار التي يمكن أن تتربّص بأطفالهم عند التعامل مع الغرباء. وفي الوقت نفسه، يدرك 7% من المشاركين في الدراسة حدوث حالاتٍ عانى فيها أطفالهم من التنمّر عبر الإنترنت أو تواصلوا فيها مع غرباء مشبوهين. ويشير التناقض بين المعدل الحقيقي للتنمر عبر الإنترنت ونسبة الحالات التي تصبح معروفة لأولياء الأمور، إلى أن هذا التهديد والتهديدات الأخرى يمكن أن تكون أعظم مما قد يبدو للوهلة الأولى. حيث يوصى بألا يتخذ الأطفال أصدقاء على الشبكات الاجتماعية سوى من الذين يعرفونهم شخصياً، وذلك لمساعدتهم على تجنّب التهديدات التي تنطوي عليها تلك الشبكات. وحتى عندما يكون الأمر كذلك، فإن على الأطفال الامتناع عن نشر الكثير من المعلومات الشخصية على الإنترنت، إذ يمكن أن تُستخدم هذه المعلومات من قبل مجرمي الإنترنت إذا ما استطاعوا قرصنة أحد الحسابات التابعة لهؤلاء الأصدقاء. وتم تحديد عدة علامات تحذيرية من شأنها أن تساعد أولياء الأمور على معرفة ما إذا كان أطفالهم يواجهون مشاكل على وسائل التواصل الاجتماعي، وتشمل هذه العلامات التغيرات المفاجئة في المزاج من دون سبب واضح وتغيير نمط استخدام الأجهزة والشبكات الاجتماعية (يبدأ الطفل مثلاً في الاستيقاظ ليلاً للدخول إلى الإنترنت) وحصول زيادة أو نقص حادّين في عدد الأصدقاء على الشبكات الاجتماعية وظهور أصدقاء بفارق كبير في السن بين الطفل وبينهم وظهور صور ورسائل مسيئة على صفحات الطفل الاجتماعية بالإضافة إلى حذف الطفل صفحته على الشبكات الاجتماعية.
مشاركة :