في تاريخ عميد الاندية السعودية وعمقه التاريخي (الاتحاد) رموز خالدة وشخصيات بارزة وكفاءات ادارية لامعة خدمت مسيرة الكيان الاتحادي بوفاء واخلاص على مدى ثمانية عقود.. ومن هذه الاسماء التاريخية التي صنعت الاتحاد الحديث الامير طلال بن منصور الذي يلازم سرير المرض "شفاه الله" والتصق اسمه بالعميد قبل اكثر من اربعة عقود زمنية حين ترأس النادي اول مرة في اواخر عام 1394ه واستمر حتى نهاية شعبان 1401 ه فساهم خلال تلك الحقبة بقيمه الادارية ووعيه التنظيمي ودعمه المتواصل في صناعة انجازات عميد الاندية. ان ما يميز شخصية الامير طلال بن منصور قربه من محبي ناديه ما جعل لاعبي واداريي وشرفيي وجماهير النادي العريق يتفقون على محبته لخلقه الرفيع وتواضعه الجم وعشقه الازلي للكيان الاتحادي حيث ساهم في رسم طريق عودة ناديه لمنصات التتويج بعد غياب طويل وتحديدا منذ فوزه بكأس الملك امام النصر 5/3 بقيادة نجمه الاسطوري سعيد غراب عام 1387ه توقف بعدها معين بطولات النادي الثمانيني حتى موسم 1402ه الذي شهد عودة تاريخية للاتحاد في ميدان البطولات بعد مشوار شاق توجه بتحقيقه لبطوله الدوري المشترك الذي ضم 20 ناديا من الممتاز والدرجة الاولى فساهم بذلك عاشق الاتحاد طلال بن منصور في اعادة اعمار العميد الذهبي وتوهجه في سماء البطولات اذ كانت هذه البطولة الخالدة نقطة تحول مفصلية في تاريخ عميد الاندية السعودية وفاتحة خير اعادت العميد لمنصات الذهب بقيادة الامير طلال بن منصور الذي اعد الفريق البطل بجانب رئيس النادي في ذلك الموسم الاستاذ ابراهيم افندي. لقد انفق طلال بن منصور خلال تلك الحقبة الزمنية قرابة 40 مليون ريال ساهمت في استمرار عجلة تقدم الاتحاد وخصوصا في فترة رئاسته الثانية بدأ من عام 1403ه وحتى 1405ه فضلا عن نجاحه في استقدام المدرب الالماني الشهير كرامر الذي يعد اول مدرب اوروبي مرموق يعمل في الاندية السعودية ابان تسعينيات القرن الهجري الماضي. كما تميزت هذه الشخصية الريادية العريقة بالحرص على ترسيخ مفهوم المنافسة الشريفة وقيمها السامية حتى في ميدان مواجهات التنافس التقليدي فكان بالفعل انموذج لشخصية رياضية مثالية تستحق الاحترام والاعتزاز. ومع دعواتنا القلبية لسموه بالشفاء العاجل نتمنى تثمين ما قدمه من دعم متواصل وخدمات جليلة واسهامات ريادية للحركة الرياضية في المملكه باطلاق اسمه على احدى المدن الرياضية التي امر الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين "رعاه الله" بانشائها في 11 مدينة وذلك تقديراً لتضحياته بصحته وماله وجهده في سبيل خدمة شباب ورياضيي وطنه من خلال نادي الاتحاد العريق وخصوصا بعدما اجبرته ظروفه الصحية على الابتعاد عن العميد.