أميرتنا وغرس بذور الثقافة الخضراء

  • 3/6/2018
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

شرفت مؤخرا بحضور لقاء صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بعدد من المشاركين في معرض البحرين الدولي للحدائق ومن الداعمين له والقائمين على إنجاحه هذا العام بهذه الصورة المتطورة الملفتة، حيث تم استعراض مخرجات المعرض، وتكريم الفائزين بجائزة صاحب الجلالة الملك حمد للتنمية الزراعية. وكما أبهر معرض 2018 الجميع سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو العالمي، فقد أبهرت أميرة البحرين الحضور بهذا الاهتمام البالغ من سموها بالقطاع الزراعي، وبتقديم كل الدعم له، وللعاملين به، وقد جاء سؤالها المتكرر عن مردود هذا الحدث والأثر الذي تركه على مملكتنا على مر سنواته الطوال، ومحاولتها الوقوف على أدق التفاصيل والمعلومات التي تتعلق به، ليعكسا هذا الشغف الشديد من لدن سموها بتنمية هذا القطاع والنهوض به، لما له من انعكاسات إيجابية على المسار التنموي بالمملكة. اليوم يشعر الزائر لمعرض البحرين الدولي للحدائق أن هذه الفعالية قد تحولت مع الوقت ومنذ إطلاقها في عام 2004 إلى واجهة حضارية تعكس هذا الوجه الجميل الأخضر لمملكتنا أمام العالم، وإلى نهج متطور لتحقيق النماء الاجتماعي والبيئي والاقتصادي. لم يعد هذا الحدث الجميل شكلا ومضمونا مجرد فعالية سنوية تجذب القاصي والداني، بل بات يمثل أحد أهم المناسبات الوطنية على الساحة، والتي تنتظرها جماهير غفيرة من داخل المملكة وخارجها للاطلاع على أحدث التقنيات الزراعية، ووسائل تطوير العمالة في هذا القطاع، وعوامل تشجيع الاستثمار الزراعي، من أجل زيادة الرقعة الخضراء، ولتعزيز الاهتمام المتنامي بهذا القطاع المهم كوسيلة لتنوع الاقتصاد والارتقاء به. هذا المعرض السنوي الذي يقام تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبدعم وحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، الرئيسة الفخرية للجنة العليا المنظمة له، ورئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، إنما يعكس قناعة القيادة بأهمية الوجه الأخضر الحضاري لمملكتنا، كهدف استراتيجي للتنمية المستدامة، من خلال جعل البحرين بيئة زراعية تحقق النماء الاجتماعي والبيئي والاقتصادي. إن مثل هذه المبادرات لنشر الثقافة الخضراء من خلال دعم القطاع الزراعي والاهتمام بالبيئة، وتطوير النظم التعليمية والتدريبية في هذا المجال، ودعم المزارعين وتأهيلهم، إنما تعكس رؤية طموحة لأميرة البحرين للوصول بمملكتها إلى تحقيق الأمن الغذائي النسبي، وهو ما أثبتته على مر السنوات من خلال رعايتها لهذا الحدث واهتمامها المتواصل والشديد بالقطاع الزراعي، وحماسها الشديد لخروج هذه الفعالية بهذا الشكل الجميل، على أعلى درجة من الحرفية والمهنية. لقد أصبح الأمن الغذائي هاجسا يسيطر اليوم على كل المجتمعات حول العالم، وخاصة في ظل الظروف والأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي نمر بها جميعا، ومن ثم بات تحقيق الأمن الاقتصادي لا يقل أهمية عن بلوغ الأمن السياسي، إن لم يكن يتفوق عليه، وهذا ما أدركته الكثير من الدول في هذه المرحلة الحرجة بعد أن سيطرت السياسة على جميع الجهود والعقول والميزانيات. لذلك لم يعد هذا المعرض مجرد حدث، يتهافت عليه الزائرون، لتحقيق المتعة الجمالية، وإنما أصبح هدفا إنمائيا واجتماعيا وبيئيا واقتصاديا يتماشى مع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، ومع الرؤية الاقتصادية للمملكة 2030، فهكذا تفكر الدول المتحضرة اليوم، وهكذا تخطط مملكتنا وقيادتها الرشيدة. فشكرا لصاحبة السمو أميرة البحرين، وللقائمين على المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي وعلى رأسهم الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام، ولكل من تحمس ودعم ورعى هذه الفعالية الجميلة، التي تحولت إلى منصة للخبراء والهواة على حد سواء، لغرس بذور الثقافة الخضراء، ونشرها كنمط حياة!!

مشاركة :