افتتح في متحف الشارقة للفنون معرض جديد يتضمن مجموعة من الأعمال المستوحاة من طفولة ونشأة واحد من أبرز الفنانين التشكيليين السودانيين وأكثرهم تأثيرا وأهمية في الوقت الحالي. ويتضمن معرض «الروائح العطرية للغابة والصور» أكثر من 70 عملًا من أعمال الفنان التشكيلي السوداني المعاصر صلاح المر. ويأخذ المر المشاهدين القادمين لزيارة المعرض، في رحلة شخصية، يكشف لهم خلالها بعضًا من تجاربه الشخصية خلال سنوات نشأته في العاصمة السودانية الخرطوم. وتستعرض هذه المجموعة من الأعمال تعرفه على شوارع المدينة والمنطقة الريفية المحيطة عندما كان يافعًا. وكان الفنان التشكيلي السوداني المولود في العاصمة السودانية سنة 1966، تخرج في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية المرموقة في الخرطوم. وسبق لأعمال الفنان التشكيلي صلاح المر، الذي يعرف بكونه رساما، ومصورا فنيا، ومصورا فوتوغرافيا، وصانع أفلام، أن عرضت في الشرق الأوسط وافريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية. وتروي كل واحدة من اللوحات والصور ضمن معرض «الروائح العطرية للغابة والصور» حكايتها الخاصة، بما تتضمنه من ذاكرة وملاحظات للأحداث التي شهدها الفنان التشكيلي خلال سنوات طفولته. وينقسم معرضه الذي يقام في الشارقة إلى أربعة أقسام، وهي استوديو كمال، والغابة، والروائح العطرية، إضافة إلى قسم أخير يقدم من خلاله المر مستويات متنوعة من الإبداع والابتكار، والتي اختبرها أثناء تنفيذ أعماله الفنية. وفي قسم الغابة، يقدم المر مجموعة من اللوحات المرسومة على قماش، والتي تحاكي مشاهد من غابة السنط التي تمثل وجهة معروفة وبارزة بالنسبة لسكان مدينة الخرطوم. وتبرز الأعمال الفنية الجمال الطبيعي للغابة التي تمثل ملاذا يبتعد فيها مرتادوها عن حياة المدينة الصاخبة، وتعد من أبرز الوجهات التي يقصدها البشر والحيوانات الصغيرة على حد سواء. وفي قسم استوديو كمال، يعرض المر مجموعة من الأعمال التي تعرّف المشاهدين على استوديو التصوير الخاص بوالده كمال الدين محمد. وقد استلهم المر هذه اللوحات الفنية من الأشخاص والأصوات التي كانت تملأ الاستوديو الموجود في سوق السجانة في الخرطوم. أما القسمان الأخيران: «الروائح العطرية»، و«مراحل مختلفة»، فيسلطان الضوء على القدرات الإبداعية والفنية التي يمتلكها المر، ويقدمان نماذج رائعة للحياة في العاصمة السودانية. ويعد المر من أبرز الفنانين التشكيليين والمصورين، وسبق له أن ألف وشارك في تنفيذ أكثر من 35 كتابًا للأطفال، نشرت في العالم العربي وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا. وبفضل مهاراته في مجال التصوير الفني، فقد تمكن من إحراز مجموعة من الجوائز العالمية العديدة، ومن ضمنها جائزة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل. ومن خلال عمله كصانع أفلام، قام المر بإخراج وإنتاج ستة أفلام قصيرة، ومن ضمنها أفلام وثائقية وروائية عرضت خلال عدد من المهرجانات الدولية. وكان المر قد فاز بجائزة لجنة التحكيم (جائزة تقديرية خاصة) عن فيلم «طير الجنة» في مهرجان «صور هامة» الدولي للأفلام القصيرة في إثيوبيا عام 2010. وفي تصريح لها، قالت سعادة منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: «لقد أثبت صلاح المر خلال مسيرته المهنية الطويلة ما يتمتع به من إبداع، وموهبة فنية، وقدرات هائلة مكنته من خوض أنماط فنية متنوعة بدءًا من الرسم والتصوير الفني والتصوير الفوتوغرافي. ونحن في هيئة الشارقة للمتاحف سعداء لدورنا الذي يتمثل بعرض مجموعة الأعمال التي قدمها لنا الفنان التشكيلي المرموق، والمشاركة بالاحتفاء بالتقاليد الفنية الأصيلة والمتنوعة التي يزخر بها السودان».
مشاركة :