الشاهد يسارع إلى احتواء مواجهة مع اتحاد الشغل

  • 3/6/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

سارع يوسف الشاهد رئيس الحكومة التونسية إلى محاولة إحتواء مواجهة محتملة مع اتحاد الشغل بدأت تلوح في الأفق من خلال لقاء جمعه بنور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد فيما أكدت دوائر نقابية إن الشاهد تعهد بإشراك المركزية النقابية في صناعة القرارات المهمة. ومساء الإثنين، فتح الشاهد قصر الحكومة بالقصبة أمام الطبوبي في لقاء "مفاجئ" تناول السبل الكفيلة بتهدئة العلاقة المتوترة بين الاتحاد والحكومة. وقال بيان صادر عن رئاسة الحكومة إن اللقاء تناول "موضوع الصيغة التشاركية في ملفات الإصلاحات الكبرى وتنقية المناخ الاجتماعي ومؤسسات القطاع العام". وهذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها رئاسة الحكومة عن العلاقة "التشاركية". وقالت اوساط متطابقة مقربة من رئاسة الحكومة وأخرى مقربة من المكتب التنفيذي للاتحاد أن اللقاء جاء بناء على مبادرة من الشاهد بهدف الإصغاء إلى رأي الطبوبي. وروجت رئاسة الحكومة لصورة يظهر فيها الشاهد وهو يصافح مبتسما الطبوبي بحرارة في ما يشبه رسالة إلى الرأي العام مفادها أن العلاقة جيدة بين الرجلين. وكان الطبوبي وجه السبت رسالة شديدة اللهجة إلى يوسف الشاهد خلال كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح مؤتمر المركزية النقابية الجهوي بتونس. وشدد الطبوبي في كلمته متوجها إلى الشاهد يقول "نحن لسنا ننازعك في صلاحياتك ولا في صلاحيات أي مؤسسة دستورية لكن مثلما لك حقوق لك أيضا واجبات باعتبارك تترأس السلطة التنفيذية ومؤتمنا على تونس وعلى مؤسسات ودواليب الدولة". وأضاف يقول "المسؤول المحنك والسياسي الناجح مطالب بالأرقام ومطالب بالنتائج وأنا عندما أنظر وأتمعن اليوم في هذه النتائج أجدها كلها سلبية" مشددا على أن الاتحاد "لن يكون شاهد زور" وعلى أن "التفويت في القطاع العام لن يتم وهو خط أحمر". وانتقد الأمين العام للاتحاد طريقة تعاطي الشاهد مع المركزية النقابية مشددا على أنه لا "يمكن حصر دور ووظيفة المنظمة الشغيلة في مربع المطلبية العمالية البحتة". ورأى مراقبون في رسائل الطبوبي المتشنجة نوعا من التلويح بأن اتحاد الشغل يمهد لمواجهة الحكومة في حال عدم إشراك الاتحاد في ملف الإصلاحات الكبرى. وقالت اوساط مقربة من رئاسة الحكومة إن النداء والنهضة والمقربين من الشاهد نصحوه باستقبال الطبوبي لاحتواء غضب الاتحاد والإصغاء لرايه بشأن الأوضاع العامة وطمأنته على أن الحكومة ملتزمة بسياسة الحوار مع المركزية النقابية. وكان لافتا أن البيان المقتضب ركز على مفهوم "التشاركية" وهو مفهوم تستخدمه الحكومة لأول مرة إذ كثيرا ما ردد الشاهد على أن علاقته بالاتحاد مبنية على الحوار. غير أن رسائل الطبوبي تستبطن رفض المركزية مجرد الحوار للحوار وتطالب الشاهد بإشراك الاتحاد في صناعة القرارات المتعلقة بالإصلاحات. وقالت اوساط مقربة من المكتب التنفيذي للاتحاد الإثنين إن الطبوبي شدد خلال اللقاء تمسك الاتحاد بالمشاركة في صناعة القرارات المصيرية معربا عن استياءه من حشره في دائرة المطلبية الضيقة التي "لا تنسجم مع وزنه وثقله". وخلال الأسابيع الماضية أخذ الخطاب النقابي المنتقد للحكومة نسقا تصاعديا على خلفية استئثار كل من النداء والنهضة بصناعة القرارات المتعلقة بالاصلاحات. ومنذ رعايته للحوار الوطني العام 2014 الذي أزاح النهضة من الحكم وأنقذ تونس من أزمة سياسية حادة، بدا اتحاد الشغل وكأنه قوة سياسية متنفذة تضاف إلى قوته المدنية. ويقول سليم الشواشي المختص في علم اجتماع الشغل "في الوقت الذي تتعامل فيه الحكومة مع الاتحاد كمجرد منظمة نقابية معنية بالدفاع عن حقوق العمال يعتبر الاتحاد نفسه قوة اجتماعية سياسية من حقها المشاركة في صناعة القرارات الحكومية". ويضيف الشواشي لمراسل ميدل ايست اونلاين يقول "إن ما لا يجاهر به الاتحاد، هو معارضته لاستئثار النداء والنهضة بالحكم وتهميش القوى الديمقراطية، وهو ما عمّق تشنجه". وشددت الأوساط على أن قرار تعليق الحوار مع المحتجين في الحوض المنجمي هو رسالة للاتحاد بأن الحكومة لن تسمح مستقبلا للإضرابات التي كبدت البلاد خسائر بالمليارات. غير أن متابعين للشأن التونسي يعتبرون أن محاولة احتواء الشاهد لغضب الطبوبي لن تضمن بالضرورة احتواء النشطاء النقابيين الذين يقودون الإضرابات والاعتصامات. وهم يرون أن تونس تبقى مرشحة لمواجهة بين الحكومة والاتحاد ما لم يقد الطبوبي جهودا للتهدئة وما لم يلتزم الشاهد بإشراك اتحاد الشغل في صناعة القرار.

مشاركة :