أشاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، بعمق ومتانة العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية الشقيقة، وما تشهده من تقدم وازدهار في المجالات كافة على أسس من الود والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وأكد جلالة الملك، لدى استقباله في قصر الصخير هذا اليوم وفد مؤسسة الأهرام المصرية برئاسة الأستاذ عبد المحسن سلامة رئيس مجلس ادارة مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين المصريين والوفد الصحفي المرافق له ، تقديره للدور المحوري لمصر العروبة بقيادة فخامة الاخ الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعمها وحرصها على الأمن القومي العربي ورفضها لأي تدخلات خارجية في شؤون الامة العربية ، وجهودها المشهودة في محاربة التطرف والإرهاب، والتزامها الدائم بدعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي.وثمن جلالة الملك الدور الريادي للصحافة المصرية عبر تاريخها العريق، ومن بينها مؤسسة الأهرام، في دعم حركة التنوير والإبداع الفكري والثقافي، والتزامها بالحس القومي والإنساني في ترسيخ قيم المواطنة الصالحة والعروبة والتسامح والاعتدال، ونبذ خطابات التحريض والكراهية والإرهاب، وتمسكها عبر أخبارها وتقاريرها بالموضوعية وأبحاثها الرصينة.وأكد جلالة الملك المفدى خلال حديثه مع الوفد الصحفي المصري، اهمية تعزيز وتكثيف الجهود في محاربة الإرهاب من خلال العمل المشترك بين الدول.وقد دار الحديث خلال اللقاء عن أزمة قطر فأشار جلالته حفظه الله الى اننا نحترم سيادة الدول ونعمل بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى.ومن خلال منظومة مجلس التعاون ، كنا دائما ندعو الى العمل المشترك لصالح دولنا وشعوبنا ، وعملنا على هذا الاساس مع الأشقاء ، في الوقت الذي كانت قطر تعمل بسياسة لا تتفق وسياسة دول مجلس التعاون وادت بالتدخلات في شؤون دولنا الداخلية ، وكنا على مدى السنوات الماضية نحث قطر على التوقف عن هذه الممارسات التي تضر بالامن الوطني لدولنا ، وبقي الموقف القطري مستمرا بسبب تعنت القيادة القطرية ، وإصرارها على المضي مع الإرهاب في خلق جو مشحون بالتوتر بين الدوحة وكل من البحرين والسعودية والامارات ومصر ودول عربية اخرى ، في تصعيد يجعل من فرص الحل محدودة وضيقة ، بل وغير ممكنة ما بقي الموقف القطري مصرا على أنه لا تغيير في سياسات الدوحة ، ولا تراجع عن مواقفها ، الداعمة للإرهاب ، أو استعداد لتنفيذ ما سبق وأن التزمت به بتوقيع اميرها تعهدا من أن قطر لن تسيء في علاقاتها مع جيرانها وبدعمها للإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة.كما دار الحديث في هذ السياق متسائلا جلالته انه منذ بداية الازمة، لماذا أمير قطر لم يذهب الى الرياض لشرح موقفه ، وهذا واجب من الاخ الاصغر للاخ الاكبر حسب عاداتنا وشيمنا، ولماذا لم يطلب قوات درع الجزيرة لحفظ الامن وهذا من واجباتها الاساسية المتفق عليها في مجلس التعاون بدلا من دعوته لقوات من الخارج .. ولماذا لم تلتزم قطر بتعهداتها التي وقع عليها امير قطر بنفسه في عام 2013 والاتفاق التكميلي عام 2014 والتي من ضمنها عدم التعرض والاساءة لمصر.. نحن أعرف بشعب قطر .. هم اهلنا واصدقاؤنا وهم شعبنا قبل حكم آل ثاني، ولا نرضى أن يكون الشعب القطري في مثل هذا الوضع غير المناسب، اما اتهامات قطر بأن الدول الاربع حاولت ان تقوم بإنقلاب مضاد للانقلاب الاساسي فان ذلك ليس له أساس ، حيث انه حدث انقلاب وقبله حدثت عدة انقلابات سببها خلافات في داخل النظام ، وفي واقع الامر نحن جميعا قلقون من تعدد الانقلابات واستمرارها داخل النظام في قطر وهذا يشكل عدم استقرار ، اننا نتمنى ان يكون في قطر نظاما دستوريا مستقرا ، فاستقرار قطر مسألة تهمنا جميعا، والخلاصة هنا ، إما أن تغير قطر سياستها الحالية المخالفة لسياسة اشقائها وإلا سوف يستمر الوضع الحالي على ما هو عليه. من جانبه، عبَّر السيد عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام نقيب الصحفيين المصريين نيابة عن رؤساء تحرير الصحف والمجلات المصرية، عن شكره وتقديره لجلالة الملك المفدى على اهتمام جلالته الدائم بتوثيق علاقات التعاون والشراكة بين البلدين الشقيقين، وتضامنه مع مصر في مسيرتها التنموية وحربها ضد الإرهاب، ومبادراته الرائدة على صعيد نشر ثقافة السلام والتسامح والحوار بين الأديان والثقافات والحضارات، والتي توجت مؤخرًا بتأسيس مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي.
مشاركة :