اليسار الإيطالي يتحدى رينزي ويسعى لإبرام اتفاق لتشكيل حكومة مع حركة خمس نجوم الشعبوية

  • 3/6/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يسعى أفراد في تيار اليسار الإيطالي، الذي مني بهزيمة ثقيلة في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي، الثلاثاء إلى إبرام اتفاق مع حركة "خمس نجوم" الشعبوية والمعادية للمؤسسات لتشكيل حكومة جديدة. وتأتي هذه الخطوة في تحد واضح لماتيو رينزي، رئيس الحزب الديمقراطي ورئيس الحكومة الخاسر، الذي رفض رفضا قاطعا "تشكيل حكومة مع متطرفين". أثار تحقيق حركة "خمس نجوم" الشعبوية الإيطالية فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي اضطرابا سياسيا في الساحة السياسية الإيطالية وذلك نظرا لعدم حصول أي من التيارات المتنافرة (الشعبويون واليمين واليسار) على غالبية واضحة كافية لتشكيل الحكومة. وبعد أن مني الحزب الديمقراطي الحاكم (يسار الوسط) بهزيمة كبيرة وحلوله ثالثا بعد الشعبويين وائتلاف اليمين يحاول أعضاء بارزون في الحزب الثلاثاء تحدي رئيس الحكومة المنتهية ولايته ماتيو رينزي عبر السعي لإبرام اتفاق مع حركة "خمس نجوم" التي تصدرت الانتخابات. وكان لويجي دي مايو زعيم حركة "خمس نجوم" المعادية للمؤسسات أعلن حزبه "الفائز" في الانتخابات بعد الحصول على حوالى 33 بالمئة من الأصوات، لكنه بحاجة لتشكيل ائتلاف يحظى بغالبية برلمانية ليحكم. ولكن رئيس الحزب الديمقراطي ماتيو رينزي ورئيس الوزراء استبعد إمكانية ذلك لدى إعلانه استقالته الاثنين في أعقاب نتيجة كارثية في الانتخابات وتراجع ائتلاف حزبه اليسار-الوسط إلى المرتبة الثالثة بحصوله على 23 بالمئة من الأصوات. وقال رينزي "قلنا خلال الحملة إننا لن نشكل حكومة مع متطرفين. ولم نغيّر رأينا" مضيفا أن الحزب الديمقراطي "لن يكون عكازا لقوات معادية للمؤسسات". وقال الخبير السياسي جوفاني أورسينا إن مغادرة رينزي تعني "إن احتمالات الاتفاق بين الحزب الديمقراطي وحركة خمس نجوم أكبر الآن نظرا لأن رينزي كان عقبة أمامه". لكن رينزي قال الثلاثاء إنه لن يستقيل قبل تشكيل حكومة جديدة وسيكون بمثابة "ضامن" بأن لا يقدم حزبه تسويات مع ما وصفها بأنها "رياح التطرف" التي اجتاحت إيطاليا في انتخابات الاثنين. لكن أصواتا بارزة في حزبه لا توافق على ذلك وهو حاليا يتعرض لضغوط للاستقالة. وقال ميشال إيميليانو حاكم منطقة بوليا والعضو البارز في الحزب الديمقراطي إن حزبه سيقدم "دعما خارجيا" لحكومة تشكلها حركة "خمس نجوم". وفي مقابلة مع صحيفة إيل فاتو كوتيديانو (الحقيقة) وجه إيميليانو انتقادات لرينزي لعدم استقالته فورا. وقال إيميليانو إن رينزي "على استعداد لعرقلة النظام السياسي في سبيل التمسك (بالسلطة)". اليورو عملة فاشلة ومع فرز جميع الأصوات تقريبا تظهر النتيجة تقدم تحالف اليمين بحصوله على 37 بالمئة يليه حركة "خمس نجوم" وتحالف اليسار بزعامة الحزب الديمقراطي. وذكّر التصويت باستفتاء بريكسيت في بريطانيا وانتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على خلفية الخطاب المعادي للهجرة والمؤسسات مما أثار مخاوف في العواصم الأوروبية من عدم الاستقرار. وأعلن ماتيو سالفيني زعيم حزب "الرابطة" اليميني المتطرف، أكبر أحزاب التحالف اليميني، بعد الانتخابات الأحد أحقيته في الحكم. وتركزت حملة سالفيني الانتخابية على معاداة الهجرة ووعد بترحيل مئات آلاف المهاجرين "غير القانونيين" ووصف اليورو بأنه "عملة فاشلة". وحل حزب "فورتسا إيطاليا" بزعامة قطب وسائل الإعلام سيلفيو برلسكوني ثانيا في التحالف، وهي انتكاسة مهينة لرئيس حكومة إيطالي سابق لثلاث ولايات. ومع عدم تحقيق أي حزب أو تحالف غالبية واضحة، يطالب زعيم حزب حركة "خمس نجوم" لويجي دي مايو بحق ترشيحه لرئاسة الوزراء، بعد فوز حزبه بأصوات الإيطاليين الساخطين لتباطؤ الإصلاحات الاقتصادية. لا شيء سيكون كالسابق ويواجه دي مايو المتوقع أن يزور مسقط رأسه بلدة بوميليانو داركو المركز الصناعي قرب نابولي، في وقت لاحق الثلاثاء، معضلة التوصل إلى توازن. فأي تصور لاتفاقات مريحة مع أحزاب أخرى في أعقاب الانتخابات يهدد بإبعاد المؤيدين له من الإيطاليين الغاضبين إزاء السياسات التقليدية. كما أن أي اتفاق مع حركة "خمس نجوم" يمكن أن يقسم الحزب الديمقراطي حيث كثيرون مستاؤون من انتصارات الحركة في معاقل هي تقليديا لليسار. وقال أورسينا إن "السؤال المهم في الأيام المقبلة هو ما سيفعله الحزب الديمقراطي. لا الحلف اليميني ولا حركة خمس نجوم قادران على تشكيل حكومة بمفردهما. السؤال إذا هو ما ستفعله الكتلة الثالثة". وقال معلقون إن أي تسوية لن تكون سهلة وستستغرق وقتا، أقله حتى يلتقي النواب المنتخبون حديثا للمرة الأولى في 23 آذار/مارس. وقال لوتشيانو فونتانا محرر صحيفة كورييري ديلا سيرا "إن عالم السياسة الإيطالية كما نعرفه منذ السنوات الخمس والعشرين الماضية انتهى". وأضاف "لا شيء سيكون كالسابق. اللاعبون والمشهد السياسي في البلاد تغير".   فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 06/03/2018

مشاركة :