يزيد داء الأمعاء الالتهابي خطر الإصابة بنوبة قلبية. علاوة على ذلك، يُعتبر هذا الخطر مستقلاً عن عوامل الخطر التقليدية، كارتفاع ضغط الدم، والتدخين، والداء السكري، وارتفاع معدل الكولسترول. كانت هذه خلاصة دراسة تناولت احتمال قيام رابط بين داء الأمعاء الالتهابي وداء القلب، محللةً السجلات الطبية لأكثر من 17.5 مليون شخص. «تشير اكتشافاتنا إلى ضرورة اعتبار داء الأمعاء الالتهابي عامل خطر مستقلاً في حالة داء القلب»، يوضح الدكتور محمد بانهوار، طبيب متخصص في الطب الباطني في جامعةCase Western Reserve في كليفلاند أشرف على وضع تقرير الدراسة، وستُقدَّم الأخيرة خلال الجلسة العلمية السنوية لعام 2018 لكلية طب القلب الأميركية التي ستُعقد في أورلاندو. الأمعاء الالتهابي داء طويل الأمد يؤدي إلى التهاب الأمعاء أو الجهاز الهضمي لأن جهاز المناعة يهاجم الخلايا المفيدة والصحية، كأنسجة الأمعاء والبكتيريا الصديقة، معتبراً إياها خطراً. نوعان ثمة نوعان من داء الأمعاء الالتهابي: التهاب القولون التقرحي الذي يصيب خصوصاً القولون والأمعاء الغليظة، وداء كرون الذي يصيب أي جزء من الجهاز الهضمي بين الفم والشرج. يشمل بعض أعراض داء الأمعاء الالتهابي الشائعة ألم البطن، والإسهال، وظهور دم في البراز، والتعب، وخسارة الوزن. وتُشخَّص إصابة معظم المرضى قبل بلوغهم عقدهم الرابع. لما كانت أعراض داء الأمعاء الالتهابي عادةً أكثر عدائية مع نوبات أعلى وتيرة في حالة النساء والشباب، فيعتقد الباحثون أن هاتين الفئتين تعانيان معدلات التهاب أعلى. تشير تقديرات استندت إلى بيانات استطلاعية جُمعت في عام 2015 إلى أن نحو ثلاثة ملايين بالغ في الولايات المتحدة «شُخّصت إصابتهم بداء الأمعاء الالتهابي في مرحلة ما من حياتهم»، علماً بأن هذا الرقم أعلى بنحو الثلث، مقارنة بمليونين وفق تقديرات عام 1999. صحيح أن داء الأمعاء الالتهابي ومتلازمة الأمعاء المتهيجة يتشاركان في الأعراض ذاتها، إلا أنهما مختلفان بما أن هذه المتلازمة لا تعود إلى الالتهاب وتؤذي الجهاز الهضمي بطريقة مختلفة. كذلك من الضروري عدم الخلط بين الداء البطني وداء الأمعاء الالتهابي، مع أنهما يتشاطران بعض الأعراض ويؤديان إلى التهاب الأمعاء. لكن الداء البطني يرجع إلى رد فعل مناعي محدد تجاه الغلوتين، وهو مجموعة من البروتينات تتوافر في أنواع من الحبوب كالقمح. المرضى يواجهون خطراً قلبياً مستقلاً استخدم الدكتور بانهور وزملاؤه في تحليلهم بيانات لا تُحدَّد هوية أصحابها من سجلات طبية مسجَّلة إلكترونياً تعود إلى أكثر من 17.5 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و65 سنة تُدرَج في 26 نظام رعاية صحية في الولايات المتحدة. استناداً إلى هذه البيانات، تمكّن الباحثون من تحديد هوية مَن شخّص الأطباء إصابتهم بداء الأمعاء الالتهابي بين عامَي 2014 و2017، ومَن عانوا نوبات قلبية بغض النظر عما إذا كانوا مصابين بداء الأمعاء الالتهابي أو لا. أظهرت النتائج أن 211870 شخصاً شخّص الأطباء إصابتهم بداء الأمعاء الالتهابي، أي ما يعادل 1.2% من المجموع ويتلاءم مع التقديرات العامة للشعب الأميركي. لاحظ الفريق أن عوامل الخطر التقليدية المرتبطة بداء القلب، كالتدخين، والداء السكري، وارتفاع ضغط الدم ومعدل الكولسترول، أكثر شيوعاً بين مَن يعانون داء الأمعاء الالتهابي. اكتشف الفريق أيضاً أن مرضى داء الأمعاء الالتهابي كانوا أكثر عرضة بنحو الضعف للإصابة بنوبة قلبية، مقارنةً بمن لا يعانون هذا الداء. ولكن حتى بعد تعديل النتائج لإزالة تأثير عوامل الخطر التقليدية والخصائص السكانية، كالسن، والجنس، والعرق، ظلّ مَن يعانون داء الأمعاء الالتهابي أكثر عرضة للنوبة القلبية، وفق نتائج الدراسة. جاء هذا الخطر المستقل أعلى بنحو 23 مرة من خطر الإصابة بنوبة قلبية في حالة مَن لا يعانون داء الأمعاء الالتهابي. بالإضافة إلى ذلك، كشفت مقارنة للمجموعات الفرعية أن النساء اللواتي لم يبلغن الأربعين من العمر ويعانين داء الأمعاء الالتهابي أكثر عرضة لخطر الإصابة بنوبة قلبية، مقارنةً بالرجال من الفئة العمرية ذاتها المصابين بداء الأمعاء الالتهابي. بعد سن الأربعين، يصبح خطر الإصابة بنوبة قلبية متشابهاً بين مرضى داء الأمعاء الالتهابي الرجال والنساء. يوصي الدكتور بانهور بضرورة أن يصرّ الأطباء على إخضاع مَن يعانون داء الأمعاء الالتهابي لفحوص داء القلب وتبني استراتيجيات للحد من هذا الخطر.
مشاركة :