أقامت وزارة الثقافة، أمس، ندوة بعنوان دراسة الحكاية الشعبية، وذلك في بيت الحكمة بوزارة الثقافة والرياضة. وعرض الدكتور رامي أبو شهاب، أستاذ الأدب والنقد بجامعة قطر، خلال الندوة التي قدمها الكاتب جمال فاير، ورقة بحثية بعنوان «تحليل الحكاية الشعبية»، أبرز فيها أن الاهتمام بدراسة الحكاية الشعبية بدأ منذ القرن التاسع عشر، ليتطور فيما بعد حتى تشكلت المناهج والمقاربات بغية دراسة الموروث عامة، والحكاية الشعبية خاصة، موضحاً أن الحكاية الشعبية هي تراث متناقل لا نعرف من هو واضعه، ولكن نعرف من رواه، أو راويه الأخير، إذ يحضر في الوسيط الشعبي ليتحول إلى منتج شعبي بامتياز. وذكر المحاضر أن هناك جهوداً برزت لتسجيل وتدوين الحكايات الشعبية، باعتبارها تراثاً يعد شكلاً من أشكال الهوية والخصوصية الثقافية لكل أمة، لافتاً إلى أن الحكاية الشعبية تتميز بقدرتها على تفسير بعض الجوانب الاجتماعية، والفكرية والثقافية، منبهاً إلى الأخطار التي تتهدد التراث، نتيجة التّحولات الاجتماعية والثقافية التي تشهدها مجتمعاتنا بفعل عدة عوامل. وأشار شهاب إلى أن دولة قطر، انطلاقاً من إيمانها بقيمة التراث، برزت فيها محاولات لجمع تراث الحكاية الشعبية منذ أربعين عاماً، حيث تعاون على عملية الجمع عدد من الهيئات الحكومية والأهلية، فضلاً عن جهود بعض الأفراد، موضحاً أنها تحظى باهتمام في المجتمع، ولها تأثيرها الثقافي والاجتماعي. وفي السياق ذاته، ذكر أن الحكاية والقصة تندرجان ضمن النصوص السّردية التي يكون فيها السرد محوراً رئيساً، مشيراً إلى أن هناك بعض الفروق بينهما. كما تختلف الحكاية عن القصة بتركيز على الأحداث والمغامرات، وهي كذلك موجزة، لكونها تعتمد على التبسيط، والمعنى الرمزي، كما تعمد الحكاية غالباً إلى الخوارق والعجائب، وهذا يأتي رغبة في التحرر والتخلص من الواقع.;
مشاركة :