أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه رغم المعارضة القوية المحلية والعالمية لخططه بفرض تعريفة على واردات الصلب والألمنيوم إلا انه لن يتراجع عن قراره كما انه لا يعتقد بأن ذلك سيؤدي إلى حرب تجارية.وقال ترامب في رده على سؤال خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض الإثنين «نحن نعيد التفاوض على اتفاقية التجارة لشمال أمريكا (نافتا) وكما قلت سابقا انه في حال لم نتوصل إلى اتفاق فإني سأنهي اتفاقية (نافتا)». لكنه أكد في المقابل انه «في حال التوصل إلى اتفاق عادل للعمال والشعب الأمريكي فإن التعريفة على الصلب من كندا والمكسيك ستكون من النقاط التي سنناقشها ونرى ما سيحصل حينها».كانت الخطة التي أعلن عنها ترامب الأسبوع الماضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على واردات الالمنيوم اعتبارا من الأسبوع المقبل قد أثارت مخاوف عديدة خارجية واعتراضات داخلية وتحديدا من قادة الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه الرئيس.وفي هذا السياق قالت آشلي سترونغ وهي المتحدثة باسم رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري بول راين «إننا قلقون من عواقب إثارة حرب تجارية ونحث البيت الأبيض على عدم المضي قدما في هذه الخطط» معتبرة أن «قانون الإصلاح الضريبي الجديد ساهم في تعزيز الاقتصاد ولا نريد بالتأكيد تعريض هذه المكاسب للخطر».لكن ترامب استبعد في تصريحه حصول أي حرب تجارية واعتبر انه «على الناس فهم ان بلادنا قد تمزقت من الناحية التجارية على يد كل بلد في العالم تقريبا سواء كان صديقا او عدوا ومنها روسيا والصين».ولفت إلى «ان الاتحاد الأوروبي لديه تعريفات وكذلك قيود تجارية تعتبر أسوأ بكثير من التعريفات وإذا أرادوا القيام بشيء كمثل الرد بتعريفات مماثلة فإننا سنفرض ضرائب على سياراتهم التي يرسلونها إلى هنا كالماء».وكشف عن انه خلال السنوات العديدة الماضية كانت الولايات المتحدة تخسر سنويا 800 مليار دولار في مجال التجارة متعهدا بأن هذا لن يحدث من الآن فصاعدا.واعتبر ان «المشكلة الأكبر هي الصين حيث خسرنا معها 500 مليار دولار ومن العار كيف سمح الرؤساء السابقون بحصول ذلك لكننا سنهتم بالأمر».وفي ظل تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم والسيارات، أوصى اقتصادي ألماني بارز أوروبا بضرورة اتخاذ إجراءات مضادة لمواجهة ذلك.وقال كريستوف شميت رئيس المجلس الاستشاري لتقييم التنمية الاقتصادية الشاملة بألمانيا، في تصريحات خاصة لصحيفة «راينيشه بوست» الألمانية في عددها الصادر أمس الثلاثاء: «نظرا لأنه فيما يبدو أن الرئيس ترامب يرغب في اختبار الحدود، فلا مفر إذن من إظهار الإمكانات المتوافرة بشأن اتخاذ إجراءات مضادة -بشكل ودي - ولكن أيضا على نحو محدد». وتابع الاقتصادي الألماني البارز قائلا: «وفي الوقت ذاته يمكن أن يحاول الاتحاد الأوروبي تكثيف التجارة مع مناطق أخرى بحيث يصبح من ناحية أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ناحية أخرى يعرض مزايا التجارة الحرة».وأشار شميت الذي يرأس أيضا معهد «أي دابليو أي» لأبحاث الاقتصاد في مدينة إيسن، إلى أنه لا يرى أن العالم في حرب تجارية، وقال: «ليس لدينا حرب تجارية حتى الآن، يتعين علينا ألا نسعى إليها»، مؤكدا أن الجميع يخسر في أية حرب تجارية. (وكالات)