سيئول - (أ ف ب): اتفق زعيما الكوريتين على عقد قمة ثالثة بين بلديهما في ابريل المقبل في المنطقة المنزوعة السلاح، فيما ابدت بيونج يانج استعدادها للتخلي عن أسلحتها النووية في حال ضمان أمن نظامها، بحسب ما أعلنت سيئول. وسارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى الترحيب بهذه الخطوة النوعية، مشيرا الى «تقدم محتمل»، مشيدا بـ«الجهد الجدي» من جانب جميع الاطراف المعنيين. وقالت الرئاسة الكورية الجنوبية ان الشمال منفتح لمفاوضات «صريحة» مع الولايات المتحدة حول نزع السلاح النووي وانه سيعلق تجاربه النووية والصاروخية خلال فترة الحوار. وتتعرض كوريا الشمالية لمجموعة عقوبات فرضها مجلس الامن التابع للأمم المتحدة على خلفية برنامجيها النووي والبالستي، الا ان بيونج يانج تؤكد على الدوام أن انظمتها الدفاعية غير قابلة للتفاوض. الا ان تشونغ اوي يونغ مستشار الرئيس الكوري الجنوبي الذي أجرى محادثات طويلة يوم الاثنين مع كيم جونج اون قال ان بيونج يانج مستعدة للتخلي عن برنامجيها النووي والبالستي اذا تم ضمان أمنها القومي وأمن قيادتها. وعلى الرغم من ايجابية الطرح فإن الشرط يبقى عقبة يصعب تخطيها نظرا الى ان بيونج يانج تعتبر نفسها عرضة لاجتياح أمريكي منذ توقف النزاع الكوري (1950-1953) بهدنة، ما يعني ان البلدين لا يزالان رسميا في حالة حرب. وأعلنت سيئول ان القمة بين الكوريتين ستعقد نهاية ابريل في قرية بانمونجوم وسط المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل الشمال عن الجنوب. وفي حال أكد الشمال هذا الامر ستكون القمة الثالثة بين البلدين بعد قمتين في عامي 2000 و2007. وأضاف تشونغ اوي يونغ ان اللقاء ستسبقه مكالمة هاتفية بين كيم جونج اون ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي ان، لافتا الى انهما سيفتحان بينهما خطا للتواصل الطارئ «لاحتواء التوترات العسكرية والتنسيق في شكل وثيق». وعلق ترامب: «للمرة الاولى منذ أعوام، يبذل جميع الاطراف المعنيين جهدا جديا. العالم يراقب وينتظر». لكنه لم يدل بأي موقف حيال حوار مباشر محتمل بين واشنطن وبيونج يانج. وأضاف الرئيس الأمريكي الذي كثف منذ توليه الحكم هجماته الشخصية على الزعيم الكوري الشمالي «قد تكون آمالا كاذبة، لكن الولايات المتحدة مستعدة لبذل جهد كبير مهما كان المسار». وفي بروكسل، أبدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أمس الثلاثاء استعداد الاتحاد لدعم هذا التقارب، وقالت: «سنسر باستقبال وزير خارجية كوريا الجنوبية الذي تواصلت معه اليوم، خلال (اجتماع) مجلس الشؤون الخارجية في 19 مارس». وأضافت اثر اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد: «سنعرض معه مدى تقدم المباحثات وسنعمل ايضا على السبل التي يستطيع عبرها الاتحاد الاوروبي دعم هذه المبادرات الاولى المشجعة من جانب كوريا الشمالية». وتأتي تطورات الثلاثاء نتيجة لتقارب متسارع أتاحته الألعاب الاولمبية الشتوية التي انتهت في 25 فبراير، بعد عام شهد توترات كبيرة بسبب إجراء بيونج يانج تجربة نووية هي الأقوى في تاريخها واطلاقها سلسلة صواريخ بالستية بعيدة المدى بعضها قادر على الوصول الى البر الأمريكي.
مشاركة :