حكمت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة ببراءة المتهم الأول في قضية مشاجرة، من تهمة الاعتداء على سلامة الآخر والتسبب بعاهة مستديمة في ساقة اليمنى نسبتها 10%، وأدانته بالحبس 3 أشهر لسرقة هاتفه وساعته، بسبب توافر حالة الدفاع الشرعي عن النفس، وعاقبت المتهم الثاني بالحبس 10 أيام لضربه الأول وخدش وجهه. وقعت المشاجرة بسبب وقوع احتكاك بسيط بين سيارة المتهم الأول وسيارة المتهم الثاني، ما أدى إلى غضب المتهم الثاني فنزل من سيارته واعتدى بالضرب على المتهم الأول لكما في وجهه، ثم فض الشجار بينهما. واستعان المتهم الثاني بأشخاص آخرين مجهولين، استنجد بهم هاتفيًا طالبًا منهم الحضور إلى موقع الحادث، وبالفعل حضروا وحاول أحدهم التعدي على المتهم الأول بحزام إلا أنه دفع ذلك التعدي. وقام المتهم الثاني بالتعدي على الأول بالضرب، فقام المتهم الأول بالدفاع عن نفسه بركله بقدمه في ساقه اليمنى، فأصيب بكسر فيها بأسفل عظمتي الساق اليمنى، أدى إلى ضعف وضمور نسبى بعضلات الطرف السفلي الايمن، مع إعاقة في نهاية حركة ثني الركبة، و(أزويما بالانسجة الرخوة) للساق اليمنى، وهو ما عد عاهة قدرت نسبتها بـ10%، وبعدها سقط هاتف وساعة المتهم الثاني فاستولى الأول عليهما، وبعد مواجهته بسرقتهما قام بردهما الى جهة التحقيق بعد تسعة اشهر من تاريخ الواقعة. ودفع محامي المتهم الأول بكيدية الاتهام، وبأن موكله كان بحالة الدفاع الشرعي عن النفس. وثبت في التقرير الطبي اصابة المتهم الأول بآلام في الوجه، والركبة، وكدمات على الركبتين، وخدشين بطول 2-3 سم على الوجه، فيما أصيب المتهم الثاني بكسر في أسفل عظمتي الساق اليمنى، أدى إلى ضعف وضمور نسبي بعضلات الطرف السفلي الايمن مع اعاقة في نهاية حركة ثني الركبة، وهو ما يعد عاهة وتقدر نسبتها 10%. أسندت النيابة العامة إلى المتهمين أنهما في ليلة 2 فبراير 2017، المتهم الأول: اعتدى على سلامة جسم المتهم الثاني وأحدث به الإصابات الموصوفة بتقاريره الطبية وأفضى فعل الاعتداء إلى حدوث عاهة مستديمة به من دون أن يقصد إحداثها، وسرق المنقولات المملوكة للمتهم الثاني. المتهم الثاني: اعتدى على سلامة جسم المتهم الأول وأحدث به الإصابات المبينة بتقريره الطبي ولم يفض الاعتداء إلى عجزه أو مرضه عن أعماله الشخصية مدة تزيد على عشرين يومًا. وقضت المحكمة ببراءة المتهم الأول من تهمة الاعتداء على سلامة جسم الثاني والتسبب بعامة مستديمة تقدر بـ10%، معاقبة بالحبس 3 أشهر عن سرقة الهاتف النقال والساعة الخاصة بالمتهم الثاني، كما قضت بمعاقبة المتهم الثاني بالحبس مدة 10 أيام لاعتدائه على سلامة جسم الأول. وقالت المحكمة في حيثيات الحكم إن تعدي المتهم الأول على الثاني بركله قد جاء محاولة منه في رد الاعتداء الحاصل عليه من الأخير، والذى عاود الاعتداء عليه بعد فض الشجار بينهما، وهو ما اوجد المتهم الأول في خطر لم يدفعه الا بالتعدي على المتهم الاخر بركله بقدمه في ساقه، ما ادى إلى حدوث اصابته، وهو ما يتوافر للمتهم الأول الحق في الدفاع الشرعي، لذلك قضت ببراءته من تهمة الاعتداء على سلامته، ما أفضى إلى تعرضه لعاهة مستديمة. أما عن تهمة السرقة المنسوبة الى المتهم الأول فإنه قد استقام الدليل عليه، وذلك اخذا بما قرره المتهمان، إذ قرر الثاني أن هاتفه وساعة يده كارتير سقطا منه أثناء الحادثة وأن الأول هو من سرقهما، وقال الأخير انه أخذهما اعتقادا منه بأنها تخصه، لكنه اكتشف لاحقًا عكس ذلك، فاحتفظ بهما خوفًا من اتهامه بالسرقة، وعند مواجهته بالتحقيقات أرجعها بعد مرور 9 أشهر.
مشاركة :