أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس (الاثنين) أن قافلة مساعدات إنسانية عادت من مدينة دوما في الغوطة الشرقية قبل إتمام إفراغ حمولتها، نتيجة القصف الذي تزامن مع إطلاق قذائف مورتر على العاصمة دمشق. وقالت الناطقة باسم اللجنة يولاندا جاكميه في جنيف: «الفريق آمن، لكن نظراً للوضع الأمني جرى اتخاذ قرار بالعودة في الوقت الحالي. أفرغوا قدر ما يستطيعون من الحمولة في ظل الوضع الراهن على الأرض». ومع تزامن المساعدات الدولية، حقق الجيش السوري أمس المزيد من التقدم في الغوطة الشرقية، وسيطر على 40 في المئة من المنطقة، بالتزامن مع مقتل حوالى70 مدنياً، نتيجة استمرار القصف الجوي. وقال ممثل مفوضية المتحدة لشؤون اللاجئين في سورية سجاد مالك على موقع «تويتر»: «إن قافلة المساعدات تغادر دوما الآن بعد حو الى تسع ساعات. أوصلنا مساعدات بقدر المستطاع وسط القصف»، مضيفاً «المدنيون عالقون في وضع مأسوي». وأوضحت ناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للامم المتحدة في سورية ليندا توم «استمر القتال والغارات في الغوطة الشرقية اليوم، ومدينة دوماً ضمناً في الوقت الذي كان يتم فيه إفراغ القافلة». وأكدت عضو في المجلس المحلي في دوما بيان ريحان مغادرة القافلة: «فيما كانت تسع شاحنات لا تزال تنتظر تفريغ حمولتها»، وأضافت «الانسحاب جرى بشكل مفاجئ». ودخلت القافلة، التي تضم 46 شاحنة والمشتركة بين الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري، ظهراً إلى الغوطة الشرقية محملة بالمواد الغذائية والطبية لحوالى 27 ألف شخص. إلا أن الحكومة السورية لم تسمح بإدخال الكثير من المواد الطبية الضرورية، من بينها «حقائب الاسعافات الاولية». ووثق المرصد السوري منذ بدء التصعيد في 18 شباط (فبراير) الماضي مقتل حوالى 760 مدنياً، وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف و 800 جريح. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تم توثيق 18 حالة اختناق وضيق نفس بعد صاروخ أطلقته طائرة حربية واستهدف بلدة حمورية»، مشيرا إلى تعذر معرفة الاسباب الناتجة عنها. وتحدث ناشطون معارضون على وسائل التواصل الاجتماعي عن قصف بـ «الغازات سامة» و«غاز الكلور»، إلا أن الاعلام الرسمي وصف اتهام الحكومة السورية باستخدام تلك الأسلحة بـ«مسرحية الكيماوي». وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن «مسرحية الكيماوي هي دليل انهيار الجماعات الإرهابية وتتزامن مع التقدم الكبير للجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية وهدفها حماية الإرهابيين».
مشاركة :