روسيا تفشل في تكرار سيناريو حلب في الغوطة

  • 3/7/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

المعارضة السورية في الغوطة الشرقية الأربعاء إن مقاتلي المعارضة سيدافعون عن الغوطة ولا مفاوضات على الخروج منها الذي اقترحته روسيا. وقال في رسالة نصية "لا توجد أي مفاوضات حول هذا الموضوع. وفصائل الغوطة ومقاتلوها وأهلها متمسكون بأرضهم وسيدافعون عنها". وكانت روسيا، أقوى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، عرضت الخروج الآمن لمقاتلي المعارضة من الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق مع عائلاتهم وأسلحته. ومع بداية الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية بريف دمشق أدلى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بتصريح لافت قال فيه إن "الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع المسلحين لمغادرة (مدينة) حلب، أواخر عام 2016، يمكن أن تتكرر في الغوطة"، معربا عن أمله في أن يتم اتخاذ كافة الاحتياطات والتدابير اللازمة. ويتبع الروس ومعهم الإيرانيون والنظام السوري استراتيجية تقسيم الغوطة الشرقية إلى قسمين, شمالي وجنوبي وهي الاستراتيجية العسكرية نفسها التي طبقوها عندما قسموا حلب الشرقية إلى قسمين فسهل عليهم السيطرة عليهما بعد تطبيق سياسية الأرض المحروقة، التي تقتل البشر وتدمر الحجر وتحرق الشجر. ويعتمد التكتيك العسكري الروسي على تكريس وتعميق الانقسام بين فصائل المعارضة الموجودة على أرض الغوطة، برسم حدود فاصلة بين المناطق التي يسيطر عليها كل من "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" و"حركة أحرار الشام". والسيناريو الروسي في حلب اعتمد على تدمير جميع مقومات الحياة الأساسية، ومنها المستشفيات والبنى التحتية والأسواق وأماكن البيع والشراء، وحتى مخيمات اللاجئين. والهجوم الثلاثي، من روسيا وإيران والنظام، على الغوطة أيضا لم يقتصر على الشق العسكري فحسب، إذ سبقه تشديد الحصار وإحكام الخناق بشكل شبه تام، على 400 ألف مدني، هم في الأصل يرزخون تحت الحصار والتجويع منذ عام 2013. بدأت عملية اقتحام الغوطة بدفع قوات "سهيل الحسن"، الملقب بالنمر الوردي، الذي يتلقى أوامره من القيادة الروسية مباشرة وليس من النظام, إلى تنفيذ عمليات الاقتحام. وحاول الروس من بداية تدخلهم العسكري المباشر في سوريا، الإمساك بجميع خيوط المعادلة السياسية، لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، إذ فشلوا في السيطرة على عملية السلام في جنيف فتحولوا إلى مباحثات أستانة (عاصمة كازخستان) ثم تحولوا إلى (مؤتمر) مدينة سوتشي الروسية بشأن سوريا (30 يناير/ كانون ثان الماضي)، لكن أيضا دون نتيجة تذكر. بعد أن انتهى مؤتمر سوتشي بلا شيء طرح الأمريكان ورقة الدول الخمس, التي سميت في الأمم المتحدة بـ"اللا ورقة" ومن شأنها تجريد الروس من أية مكاسب تذكر في سوريا خصوصا بعد إشراك بريطانيا وفرنسا في العملية السياسية.

مشاركة :