فيما تستمر المعارك في الغوطة الشرقية وتتقدم قوات النظام، حذر مسؤول أممي من الوضع الكارثي متهما النظام السوري بالتخطيط لما يشبه "نهاية العالم". أما دعوات روسيا لخروج المقاتلين مع أسرهم، فقد رفضها هؤلاء مصرين على القتال. اتهم المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة النظام السوري بالتخطيط لما يشبه "نهاية العالم" في سوريا، مضيفا أن النزاع دخل "مرحلة رعب" جديدة. وقال زيد رعد الحسين اليوم الأربعاء (السابع من مارس/ آذار) خلال عرضه تقريره السنوي في جنيف "هذا الشهر، وصف الأمين العام (للأمم المتحدة) الغوطة الشرقية بأنها جحيم على الأرض. وأضاف "في الشهر المقبل أو الذي يليه، سيواجه الناس في مكان آخر نهاية العالم، نهاية عالم متعمدة، مخططا لها وينفذها أفراد يعملون لحساب الحكومة، بدعم مطلق على ما يبدو من بعض حلفائهم الأجانب". واعتبر الحسين أن "من الملح عكس هذا التوجه الكارثي وإحالة (ملف) سوريا على المحكمة الجنائية الدولية". وفي تجاهل للإنتقادات والدعوات الدولية تواصل قوات الجيش السوري عمملياتها في الغوطة الشرقية، وقال التلفزيون السوري اليوم الأربعاء إن وحدات من الجيش السوري تقصف دفاعات مقاتلي المعارضة في بلدة مسرابا بالغوطة الشرقية بهدف تأمين دخول وحدات المشاة. وكشفت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية السورية عن أن الجيش السوري والقوات الموالية له أرسل تعزيزات كبيرة خلال الساعات الـ 48 الماضية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) عن المصادر اليوم الاربعاء أن "6500 جندي من القوات الحكومية والقوات الرديفة وصلت إلى الغوطة خلال اليومين الماضيين، لتعزيز جبهات الغوطة ضد مسلحي المعارضة"، ولم يتسن التأكد من هذا من مصادر أخرى. وحسب بعض المصادر تحشد القوات الحكومية أكثر من 30 ألف مقاتل على جبهات الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد في وقت سباق اليوم بأن قوات الحكومة السورية استقدمت المزيد من التعزيزات العسكرية إلى الغوطة الشرقية. وأوضح أن "700 عنصر على الأقل من المليشيات الموالية لقوات النظام وصلوا إلى جبهات الغوطة الشرقية، حيث تقاتل قوات النظام المدعومة بمسلحين موالين لها على جبهات المنطقة الواقعة بين مدينتي حرستا ودوما، وجبهات مزارع مسرابا والأشعري وبيت سوا والريحان". وتفي الأنباء بأن القوات الحكومية أصبحت تسيطر على أكثر من 40 بالمائة من مساحة المنطقة. رفض عرض روسيا للخروج من الغوطة من ناحية أخرى نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها اليوم إن بعض مقاتلي المعارضة المتحصنين في منطقة الغوطة الشرقية مستعدون لقبول عرض روسي بمغادرة المنطقة مع أسرهم. وكانت موسكو عرضت خروجا آمنا لمقاتلي المعارضة مع أسرهم وأسلحتهم مقابل منحهم حصانة. لكن حمزة بيرقدار، المتحدث العسكري باسم "جيش الإسلام" أحد أبرز جماعات المقاتلة في الغوطة الشرقية، قال اليوم إن مقاتلي المعارضة سيدافعون عن الغوطة ولا مفاوضات على الخروج الذي اقترحته روسيا. وقال لرويترز في رسالة نصية "لا توجد أي مفاوضات حول هذا الموضوع. وفصائل الغوطة ومقاتلوها وأهلها متمسكون بأرضهم وسيدافعون عنها". في سياق منفصل كشف مصدر في "فيلق الرحمن"، لوكالة الأنباء الألمانية أن مسلحين في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة على أطراف دمشق يجرون مباحثات مع تركيا بهدف إجلاء المئات من المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة. ولم يتم الكشف عن إسم المصدر أو التأكد من صحة الخبر من مصدر آخر. وتجدر الإشارة إلى أن الـ 240 مقاتلا الذين يُقترح إجلاؤهم ينتمون إلى "هيئة تحرير الشام" المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا. كما أن وقف إطلاق النار الذي طالبت به الأمم المتحدة لا يشمل تنظيم القاعدة. وفي نيويورك دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع أطراف النزاع في سوريا إلى السماح بدخول آمن لقوافل المساعدات لإيصال الإمدادات إلى الغوطة الشرقية غدا الخميس. وذكر غوتيريش في بيان أصدره المتحدث باسمه، ستيفان دوغاريك، أن هناك قافلة من المقرر أن تنقل مساعدات إنسانية تشمل الإمدادات الطبية والصحية لتصل إلى 70 ألف شخص في دوما. وقال غوتيريش إنه يشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد باستمرار الهجمات على تلك المدينة المحاصرة بالرغم من قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار. ع.ج/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
مشاركة :