ندوة جمعية الإخاء: ما أحوجنا .. الى التسامح

  • 3/7/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إيليا القيصر| اجمع المتحدثون في جلسة حوارية نظمتها الجمعية الكويتية للإخاء الوطني في ديوان معرفي، بعنوان «التسامح عبر تاريخ الكويت»، على ان أهل الكويت جبلوا على المحبة والتواد والتراحم منذ نشأة الدولة، مشددين على ان التسامح ركيزة أساسية للمواطنة الحقيقية. واكد عريف الجلسة موسى معرفي، ان الكويت مجتمع فريد، رغم تكونه من أطياف عدة إلا انه مندمج ومترابط منذ نشأته وحتى الآن. من جانبه، قال وزير الأوقاف الأسبق راشد الفرحان ان تسامح أهل الكويت فيما بينهم ظهر جليا منذ حياتهم الأولى البسيطة، وكان واضحا في تعاملاتهم اليومية، مشيرا إلى انه عاصر سفن الغوص واهل السفر ولمس التوادد والتراحم الذي كان يجمع أغنياء البلاد وفقرائها ممن اتفقوا على حب هذا الوطن، لافتا إلى مدى حاجة المجتمع اليوم الى مثل هذه القيم. ونوه بقيم المحبة والإخاء والأمان التي سادت، لافتا إلى ان الباعة في الأسواق كانوا يغطون بضائعهم ويذهبون إلى منازلهم دون خوف. واكد الفرحان انه عندما كان طالبا في المدرسة المباركية وبعدها مدرسة القبلة، لم يكن يعرف مَن مِن زملائه من الشيعة ومَن مِن السنة، فلم يكن هناك فرق بين هذا وذاك. وأشار إلى انه عندما انتقل للدراسة في الأزهر، تلقى التعليم هناك على يد شيخ الأزهر آنذاك الشيخ شلتوت الذي كان يدرسهم جميع المذاهب دون تفرقة، مؤكدا أهمية الاطلاع على المذاهب الأخرى للاستفادة مما تحويه من فكر وعلم. وشدد على أهمية ان تسود المحبة والتسامح في المجتمع، منوها بدور العديد من الأسر العريقة في ترسيخ تلك القيم كأسرة آل معرفي، وعدم الالتفات إلى من يشوهون الدين والتاريخ والإسلام لمصالح شخصية. مجتمع نادر من جانبه، اكد أستاذ التاريخ في جامعة الكويت د. عبدالمحسن المدعج، ان المجتمع الكويتي من المجتمعات النادرة التي نشأت على التسامح رغم اختلاف جذور أهلها. وبين المدعج ان الحكم في البلاد بدأ بالاتفاق والإجماع على الحاكم ولم يتم معارضته طوال هذه السنوات وحتى اللحظة بالرغم من الظروف العاصفة المحيطة، مما يدل على محبة وتسامح أهل الكويت. واكد ان المسيرة التنموية للبلاد منذ نشأتها أسست على المحبة والتواد، حتى جاء الدستور 1961 ليعد العباءة التي تم تفصيلها على مقاس الكويت لصون وحماية هذه القيم الموروثة على المستويات الاجتماعية والثقافية والسياسية. ولفت إلى انه مع ظهور الانتخابات البرلمانية في البلاد 1967 ظهرت بعض الأصوات التي تسعى إلى تحقيق مكاسب شخصية وطبقية ولم تع الموروث الذي نملكه، وبدأ التمييز بين المناطق والعائلات والطوائف، مستدركا «لكن نحمد الله ان هناك من يتصدى دائما لهذه الأصوات النشاز». تأثير التعليم والإعلام و«المنابر» اكد وزير الأشغال الأسبق د. فاضل صفر في مداخلته، على أهمية تشديد الرقابة على المناهج التعليمية والمضمون الإعلامي والخطاب الديني على المنابر، لما لها من أدوار أساسية في ترسيخ قيم المحبة والتسامح والوحدة، مشددا على ان هذه المحاور الثلاثة من اخطر المؤثرات على المجتمع اذا أسيئ استخدامها.

مشاركة :