أكدت المستشارة الاقتصادية وعضو اللجنة الوطنية للمكاتب الاستشارية بمجلس الغرف الدكتورة نوف الغامدي لـ"سبق" أهمية الزيارات التي قام بها سمو ولي العهد محمد بن سلمان خلال هذه الفترة إلى مصر وبريطانيا وأهميتها اقتصاديًّا على السعودية. وقالت: السياسة السعودية اليوم أصبحت قادرة على إحداث التغيير في إطارين مهمين؛ داخلي وخارجي، وذلك بفضل التغلب التدريجي على الكثير من المعوقات والتعقيدات التي كانت تتشكل حول نمطية المملكة وتقليديتها وقيمها المشحونة بطريقة غير مناسبة، في أولى الزيارات الرسمية الخارجية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد منذ توليه ولاية العهد، تتجه أنظار العالم إلى هذه الزيارات التي تنطلق من مصر ثم بريطانيا ثم أخيراً الولايات المتحدة الأميركية، والسؤال هنا يقول: كيف كسب سمو ولي العهد تأييد الرأي العام الدولي بعد أن أدخل المملكة في مرحلة انتقالية استحقت التأييد من العالم؟ وتجيب: السياسة السعودية لا تفكر اليوم بذات الطريقة التي كانت سائدة قبل عقدين من الزمن فمتغيرات التاريخ تتطلب الخروج إلى أفضل التجهيزات لمعالجة الأبعاد المجتمعية الداخلية والأبعاد الخارجية، فعلى المستوى الداخلي يتلقى المجتمع السعودي اليوم وعبر رؤية (2030) التحولات المجتمعية الضرورية لبناء ونحت الثروة السعودية بتاريخها وبشقيها البشري والثروة الطبيعية، فالمطلوب في هذه المرحلة معالجة حقيقية لتعقيدات المسارات المتأزمة التي ولدتها التحولات التي شهدها العالم، وهذا باختصار ما يحدث في المملكة، فالتكهنات المشحونة بالقيم غير الدقيقة عن المملكة تنتهي اليوم مع تضامن طبيعي يقود المملكة إلى مركز متجدد لدورها التاريخي. عمق العلاقات المصرية السعودية وتتابع: عندما يقوم ولي العهد بزيارة إلى مصر فإن ذلك تتويج لإيمان السياسة السعودية بالدور الكبير الذي تضطلع به مصر التي تمر بمرحلة التعافي السياسي بعد ثورتها التي جاءت خطأً بالإخوان المسلمين إلى السلطة، وكانت المملكة الأكثر قرباً من القاهرة في كل الأزمنة، والعلاقات السعودية - المصرية تتجاوز كل المراحل، فالحقيقة السياسية تؤكد أن التناغم السعودي - المصري مطلب مهم فالتجربة فيما يخص العلاقات مع مصر ترسخ أن هاتين الدولتين تشكلان مفاتيح مهمة لكل أبواب المنطقة التي يبدو للآخرين أنه لا يمكن تجاوزها. وتوضح الغامدي: الاتفاقيات الموقعة هي الاتفاق المعدل لاتفاق إنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار الوزارة وصندوق الاستثمارات العامة في المملكة، حيث سيتم تأسيس الصندوق بإجمالي مبلغ 16 مليار دولار لضخ الاستثمارات السعودية في تلك المشروعات في عدد من محافظات مصر، على أن يتم اختيار المشروعات من خريطة مصر الاستثمارية التي أعدتها الوزارة بالتنسيق مع باقي الوزارات والهيئات الحكومية، ووقعت مذكرة تفاهم بشأن تفعيل الصندوق السعودي المصري للاستثمار بين الوزارة وصندوق الاستثمارات العامة في المملكة. تشجيع الاستثمارات الاقتصادية وتضيف: كما وقّعت برنامجًا تنفيذيًّا للتعاون المشترك لتشجيع الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، في مصر مع الهيئة العامة للاستثمار في السعودية؛ بهدف تبادل فرص الأعمال والاستثمار لزيادة الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، ولتسهيل التعاون في مجال الاستثمار وتبادل القوانين والتشريعات واللوائح وكافة التطورات المتعلقة بمناخ الاستثمار في كلا البلدين وعقد منتديات وورش عمل ولقاءات مشتركة عن الاستثمار وتبادل بعثات الأعمال بين الطرفين لتشجيع الاستثمار وتنظيم اللقاءات التوافقية بين رجال الأعمال والشركات في البلدين، والعمل على إزالة الصعوبات التي قد تعوق تنفيذ الاستثمارات التي ينفذها مستثمرو أي من الجانبين لدى الجانب الآخر. الموقف البريطاني وتكمل: في الزيارة الثانية يتوجه ولي العهد السعودي إلى بريطانيا، التي كتب وزير خارجيتها "بوريس جنسون" مقالاً في صحيفة التايمز البريطانية يتضح من خلالها أن التاريخ مرجع للرؤية الصحيحة في العلاقات الدولية، لم تكن هذه الكلمات هي الوحيدة ولكنها كانت مدخلاً معبراً عن تلك الأهمية التي تضعها بريطانيا للمملكة وولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يثير إعجاب العالم كله وليس بريطانيا في قدراتها السياسية في إحداث تلك التحولات عبر إصلاح حقيقي تضمن تجديداً اقتصادياً واجتماعياً منح المجتمع السعودي مسارات أكثر انفتاحاً في الكثير من المسارات المجتمعية المطلوبة لوضع المجتمع السعودي على المسار الصحيح عبر إخضاع المجتمع للمنطق عبر قبول أوسع لمصادر التغيير ومنهجيته السياسية، وزير الخارجية البريطاني أيضاً عبر بكل وضوح أن قيادة المملكة للرأي الدولي حول إيران وتدخلاتها في المنطقة تشكل عاملاً مشتركاً بين المملكة وبريطانيا فما أكثر من دلائل الموقف البريطاني من ربط الأمن القومي البريطاني بالشراكة مع المملكة. تنوع الاقتصاد وتقول الغامدي: ستعزز الزيارة فرصاً استثمارية للشركات البريطانية للمساعدة في تحقيق الرؤية في مجالات كالتعليم والترفيه والرعاية الصحية، حيث لدى الشركات البريطانية خبرة عالمية المستوى بهذه المجالات، تشمل خارطة الطريق هذه خططاً لأن تصبح المملكة العربية السعودية مركزاً عالمياً للاستثمار لديه اقتصاد أكثر تنوعاً، وهذه الزيارة تتيح فرصة لبحث السبل التي تمكن للمملكة، بالعمل مع حي المال في مدينة لندن، من تحقيق هذا الهدف، وتنمية استثماراتها هنا في المملكة المتحدة في قطاعات مثل البنية التحتية. وأردفت: اليوم نشهد لقاء قوتين ولقاء مملكتين على طاولة التفاهم والنقاش حول ما يدور في المنطقة ومستقبل المنطقة ونترقب لوضع الحلول للحد مما ينتجه العنف والتطرف، المملكتان يهمهما المستقبل والشباب والمرأة ودورها في نهوض المجتمعات، وبريطانيا مهتمة كثيراً بما يقوم به سمو ولي العهد من جهود جبارة لإحياء مجتمع ينبض بالشباب من رجال ونساء وهم الشريحة الأكبر في المملكة، زيارة ولي العهد ستتضمن اجتماعات مع كبار المسؤولين في بريطانيا، وهو ما يعني أن هناك اتفاقاً على سلسلة من الصفقات الحيوية للاقتصاد في البلدين تصل قيمتها إلى أكثر من 100 مليار دولار. العلاقات الأمريكية السعودية وتختم الغامدي حديثها حول المحطة الثالثة خلال شهر مارس (2018) حيث يزور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أميركا ويلتقي الرئيس الأميركي، وكما يعرف العالم أجمع أن العلاقات السعودية - الأميركية ذات طابع استثنائي من حيث نمطها الاستراتيجي، فالكثير من الملفات المشتركة بين البلدين تصنع ذلك العمق التاريخي لهذه العلاقة، الرئيس الأميركي الذي يبدي ثقته بالمملكة في مسارها الاقتصادي والسياسي الجديد سوف يستمع إلى سمو ولي العهد بكل إنصات فما تقوم به المملكة في المنطقة يتقاطع والمصالح المشتركة بين البلدين. وتختتم: السياسة السعودية اليوم أصبحت قادرة على إحداث التغيير في إطارين مهمين؛ داخلي وخارجي، وذلك بفضل التغلب التدريجي على الكثير من المعوقات والتعقيدات التي كانت تتشكل حول نمطية المملكة وتقليديتها وقيمها المشحونة بطريقة غير مناسبة، المملكة اليوم تغير هذه المفاهيم، فولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يكسب بلده المملكة ثقة دولية تعيد المجتمع الدولي إلى التاريخ وإلى الدور السعودي الذي يستشعر الخطر الدولي الذي تسببه دول مارقة في المنطقة مثل إيران، فهاهو العالم كله يؤمن أن السياسة السعودية في هذا الجانب تثبت صحة توقعاتها، فقد رسمت الخطر الحقيقي الذي يتربص بدول العالم كله إذا ما سمح لإيران أن تنفذ طموحاتها في المنطقة، حيث سيكون ذلك خسارة حقيقية سوف تتوجع منها الدول الكبرى قبل غيرها.
مشاركة :