عبّر مسؤولون بريطانيون عن سعادتهم باختيار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بريطانيا لتكون أول دولة غربية كبرى يقصدها في جولته الخارجية الأولى منذ تقلده ولاية العهد العام الماضي. وتحرص الحكومة البريطانية على تحويل علاقاتها الدفاعية التاريخية إلى تجارة واستثمار متبادلين، متطلعة إلى كل من سوق آخذة في الاتساع في المملكة لصادرات قطاع الخدمات، وإلى اجتذاب الأموال السعودية لتمويل المشروعات الداخلية. وأفادت مصادر بريطانية وسعودية، بأن ثمة اتفاقات تجارية محتملة مع مجموعة (بي.إيه.إي سيستمز) الدفاعية البريطانية وشركة (إم.بي.دي.إيه) الأوروبية لتصنيع الأسلحة، وقد يجري إبرام اتفاقات أولية بشأن استكشاف الغاز والبتروكيماويات والصناعات الأخرى. ودافعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن علاقات بلادها العسكرية والأمنية مع حليفتها المملكة العربية السعودية، بينما التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الملكة إليزابيث على مأدبة غداء في مستهل زيارة رفيعة المستوى للعاصمة البريطانية. وقالت ماي: "العلاقات التي تربطنا بالسعودية تاريخية، إنها علاقات مهمة، وأنقذت حياة مئات الناس على الأرجح في هذا البلد". وكان وزير الخارجية بوريس جونسون على رأس مستقبلي الأمير محمد لدى وصوله في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء. وأول ارتباط رسمي له يوم الأربعاء هو زيارة إلى قصر بكنجهام لإجراء محادثات مع الملكة إليزابيث وتناول الغداء معها، وهو تكريم نادر يقتصر على رؤساء الدول. وذكرت "رويترز" أن بريطانيا نظمت الأربعاء استقبالاً حافلاً لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأقامت له الملكة إليزابيث مأدبة غداء، بينما تسعى الدولتان إلى توسيع علاقاتهما الدفاعية القائمة منذ فترة طويلة لتصبح شراكة بعيدة المدى. وأضاف التقرير تشعر كلتاهما بوجود فرصة لتوسيع علاقتهما الحالية، فبريطانيا تبحث عن شركاء تجاريين مع خروجها من الاتحاد الأوروبي والسعودية بحاجة إلى إقناع المستثمرين المتشككين بإصلاحاتها الداخلية. ويلتقي الوفد السعودي بماي وحكومتها في مقرها بداوننج ستريت لتدشين "مجلس الشراكة الإستراتيجية" البريطاني السعودي، وهو مبادرة لتشجيع الإصلاحات الاقتصادية في السعودية وتعزيز التعاون بشأن قضايا مثل التعليم والثقافة وكذلك الدفاع والأمن. وقال المتحدث باسم ماي للصحفيين "سيؤذن ذلك بعهد جديد من العلاقات الثنائية التي تركز على شراكة تعود بفوائد واسعة النطاق على كل منا". وتتنافس بريطانيا لإدراج شركة النفط السعودية الحكومية أرامكو في بورصتها، لكن من غير المتوقع صدور قرار في هذا الصدد الأسبوع الحالي. وكتب السفير السعودي لدى بريطانيا محمد بن نواف في صحيفة "فاينانشال تايمز" هذا التحديث لن يكون سهلاً، ولن نستطيع الاضطلاع به بمفردنا". وقال: "لذلك في الوقت الذي نبتعد فيه عن اعتمادنا التاريخي على النفط ستتاح سبل تجارية ضخمة أمام الشركات الخارجية للعمل مع السعودية والاستثمار فيها".
مشاركة :