لندن - أعلنت بريطانيا والسعودية عن خطة طموحة بقيمة 65 مليار جنيه استرليني (90.29 مليار دولار) لتعزيز روابط التجارة والاستثمار في الأعوام القادمة. وقالت متحدثة باسم مكتب رئاسة الوزراء في بيان بعد اجتماع رئيسة الحكومة تيريزا ماي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "تم الاتفاق خلال الاجتماع على هدف طموح لتجارة متبادلة وفرص استثمار بحوالي 65 مليار جنيه على مدار الأعوام المقبلة، بما في ذلك استثمار مباشر في المملكة المتحدة ومشتريات عامة سعودية جديدة من الشركات البريطانية". وأضافت "هذه دفعة مهمة لازدهار المملكة المتحدة ودلالة واضحة على الثقة الدولية القوية في اقتصادنا بينما نستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي". ودافعت ماي عن علاقات بلادها العسكرية والأمنية مع حليفتها المملكة العربية السعودية الأربعاء بينما التقى ولي العهد السعودي بالملكة إليزابيث على مأدبة غداء في مستهل زيارة رفيعة المستوى للعاصمة البريطانية. وسلط جدل عنيف في البرلمان بين ماي وزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين الضوء على التوتر في بريطانيا بشأن التدخل العسكري السعودي على رأس التحالف العربي في اليمن دعما للحكومة الشرعية في مواجهة ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران. وقالت ماي "العلاقات التي تربطنا بالسعودية تاريخية، إنها علاقات مهمة وأنقذت حياة مئات الناس على الأرجح في هذا البلد"، لكن نوابا من المعارضة قطعوا إجابتها لفترة وجيزة بعدما هتفوا قائلين "عار!". وجرى النقاش في الوقت الذي حضر فيه الأمير محمد مأدبة غداء مع ملكة بريطانيا في أول لقاء ضمن زيارة تمتلئ بمظاهر المودة الدبلوماسية التي تهدف للمساعدة في توسيع الروابط الدفاعية القائمة من زمن طويل لتصبح شراكة واسعة النطاق. واستقبلت ماي ولي عهد السعودي في ترحيب دبلوماسي كبير. ويشعر البلدان بوجود فرصة لتوسيع علاقتهما الحالية، فبريطانيا تبحث عن شركاء تجاريين مع خروجها من الاتحاد الأوروبي، والسعودية بحاجة إلى إقناع المستثمرين المتشككين بإصلاحاتها الداخلية. شراكة استراتيجية كان أول ارتباط رسمي لولي العهد السعودي الأربعاء زيارة قصر بكنغهام لمقابلة الملكة إليزابيث وهو تكريم نادر يقتصر على رؤساء الدول. والتقى الوفد السعودي بعد ذلك برئيسة الوزراء ووزراء كبار في مقر الحكومة لتدشين "مجلس الشراكة الاستراتيجية" البريطاني السعودي وهو مبادرة لتشجيع الإصلاحات الاقتصادية في السعودية وتعزيز التعاون بشأن قضايا مثل التعليم والثقافة وكذلك الدفاع والأمن. وتتنافس لندن وواشنطن وهونغ كونغ على إدراج شركة النفط السعودية الحكومية أرامكو في بورصاتها، لكن من غير المتوقع صدور قرار في هذا الصدد الأسبوع الحالي. وقال أليستير بيرت وزير الدولة بوزارة الخارجية أمام البرلمان "نود أن يتم طرح أسهم أرامكو في المملكة المتحدة وسنواصل تقديم حي المال على أنه أفضل مكان لذلك". وفي وقت لاحق هذا الشهر يزور الأمير محمد الولايات المتحدة التي تريد أيضا الظفر بذلك الإدراج المربح، إلا أن مصادر قالت إن كلتا الدولتين ربما لا تفوزان به. وعبر مسؤولون بريطانيون في تصريحات خاصة عن سعادتهم باختيار الأمير محمد (32 عاما) بريطانيا لتكون أول دولة غربية كبرى يقصدها في جولته الخارجية الأولى منذ تقلده ولاية العهد العام الماضي. وتحرص الحكومة البريطانية على إقامة علاقات تجارية واستثمارية متبادلة وتتطلع إلى سوق آخذة في الاتساع في السعودية لصادرات قطاع الخدمات واجتذاب الأموال السعودية لتمويل مشروعات داخلية. ويرغب ولي العهد السعودي في إظهار أن الإصلاحات جعلت بلاده مكانا أفضل للاستثمار ومجتمعا أكثر تسامحا. ونشرت صور على الانترنت ظهرت فيها مركبات أجرة في لندن عليها صور ترحب بالأمير السعودي وعرضت أيضا لوحات الكترونية رسائل مؤيدة للسعودية. وأفادت مصادر بريطانية وسعودية بأن ثمة اتفاقات تجارية محتملة مع مجموعة بي.إيه.إي سيستمز الدفاعية البريطانية وشركة إم.بي.دي.إيه الأوروبية لصناعة السلاح وقد يتم إبرام اتفاقات أولية بشأن استكشاف الغاز وصناعة البتروكيماويات وقطاعات أخرى. تشمل الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام مقابلة ملكية ثانية تتمثل في عشاء مع الأمير تشارلز والأمير وليام ولقاء مع مسؤولي الأمن القومي وزيارة لمقر الإقامة الريفي لرئيسة الوزراء. وقال المتحدث باسم ماي إنها تعتزم استغلال العشاء الخاص الخميس في مقر الإقامة الريفي في تشيكرز وهو قصر يعود للقرن السادس عشر على بعد 60 كيلومترا شمال غربي لندن، لمناقشة المخاوف بشأن الأزمة الإنسانية في اليمن. ويحتج المتظاهرون على الحكومة البريطانية لموافقتها على بيع أسلحة للسعودية بقيمة 4.6 مليار جنيه إسترليني منذ العام 2015. وقالت ماي إن كل مبيعات الأسلحة تخضع لقواعد صارمة وإن مشاركة السعودية في الصراع مدعومة من مجلس الأمن الدولي كما أن حكومة بريطانيا دعمتها.
مشاركة :