ماي: السعودية أنقذت أرواح المئات في بريطانيا

  • 3/8/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - وكالات - بدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس، زيارة رسمية إلى المملكة المتحدة تستمر ثلاثة أيام، استهلها بغداء مع الملكة اليزابيث الثانية في قصر باكنغهام.وبعد الاستقبال الملكي الذي يعد تكريماً نادراً يقتصر على رؤساء الدول، توجه ولي العهد إلى مقر رئيسة الوزراء تيريزا ماي حيث أجرى معها محادثات تناولت العلاقات الاقتصادية والدفاع والاصلاحات في السعودية.وجرى خلال المحادثات تدشين «مجلس الشراكة الاستراتيجية» البريطاني - السعودي، وهو مبادرة لتشجيع الإصلاحات الاقتصادية في السعودية وتعزيز التعاون بشأن قضايا مثل التعليم والثقافة وكذلك الدفاع والأمن.وقبل ساعات من استقبالها ولي العهد، دافعت رئيسة الوزراء، أمام البرلمان، عن صلات بريطانيا بحليفتها السعودية في مجالي الدفاع والأمن، مؤكدة أن التعاون مع المملكة أنقذ أرواح مئات الأشخاص.وقالت ردا على سؤال من زعيم «حزب العمال» المعارض جيريمي كوربين: «الصلة التي تربطنا بالسعودية تاريخية. إنها مهمة وأنقذت أرواح مئات الأشخاص على الأرجح في هذه الدولة».وأضافت: «نرى إصلاحات في السعودية ونشجع ذلك».ويتضمن جدول الزيارة إضافة إلى اللقاء مع الملكة إليزابيث الثانية ورئيسة الوزراء، اجتماعات مع ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وكبار المسؤولين.وكان في استقبال ولي العهد لدى وصوله لندن، مساء أول من أمس، وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، والسفير البريطاني لدى السعودية سايمون كوليز، وعدد من الشخصيات.وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أن زيارة ولي العهد هي بمثابة إعلان عهد جديد من العلاقات الثنائية بين البلدين والشراكة التي تعود بالمنافع الكبيرة على الطرفين.ونشرت الوزارة على موقعها تصريحات لرئيسة الوزراء البريطانية قالت فيها إن أمن وازدهار السعودية من أمن وازدهار بلادها.وستركز الزيارة على قضايا اقتصادية، خصوصاً أن لندن تأمل بفوائد اقتصادية من الاصلاحات التي بدأها ولي العهد في إطار خطته «رؤية 2030» الهادفة الى تنويع الاقتصاد السعودي، بعدما كان يعول على النفط الى حد بعيد.وقال الناطق باسم ماي ان «هذا الأمر سيدشن مرحلة جديدة في علاقاتنا الثنائية محورها شراكة تعود بفائدة كبيرة على بلدينا وتشمل تأمين وظائف بريطانية والحفاظ على أخرى».وإذ وصف السعودية بأنها «القوة الأكبر سياسيا وديبلوماسياً واقتصادياً في الشرق الأوسط»، شدد الناطق على أن زيارة ولي العهد السعودي ستنطلق من الأرضية التي وضعت أسسها زيارة ماي إلى السعودية في نوفمبر من العام الماضي، وستساهم بتنسيق التعاون في مواجهة «تحديات دولية مثل الإرهاب والتطرف والصراع الدائر في اليمن وكذلك الأزمة الإنسانية في ذلك البلد، علاوة على ملفات إقليمية أخرى مثل العراق وسورية».وسيتم التطرق أيضاً، خلال المحادثات، إلى طرح مجموعة «أرامكو» النفطية السعودية جزءاً من أسهمها في البورصة، اعتباراً من النصف الثاني من 2018.وفي هذا السياق، قال وزير الدولة البريطاني أليستر بيرت في البرلمان، أمس، إن بريطانيا ستواصل تقديم مسوغات كي يكون الإدراج الجزئي لشركة «أرامكو» في لندن.وأضاف: «نرغب أن يكون إصدار أسهم (أرامكو) في المملكة المتحدة وسنواصل الدفع بأن مدينة لندن ستكون الموقع الأفضل له».يشار إلى أن المملكة المتحدة تعد ثاني أكبر مستثمر أجنبي في السعودية بعد الولايات المتحدة. وهناك نحو 300 مشروع مشترك بين الطرفين باستثمارات إجمالية تقدر بـ17.5 مليار دولار.وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، ارتفعت قيمة التجارة الثنائية بين السعودية وبريطانيا إلى 2.3 مليار جنيه استرليني. وتعد السعودية أكبر شريك تجاري لبريطانيا في الشرق الأوسط.وفي 2016، بلغت قيمة التجارة في السلع والخدمات نحو 9 مليارات جنيه إسترليني.كذلك تمتد العلاقات بين الدولتين إلى قطاع السياحة حيث ان لندن أكثر مدن أوروبا الغربية التي يقصدها الخليجيون، ويمثل السعوديون 20 في المئة منهم وينفقون نحو 2400 جنيه استرليني في كل زيارة. ومن المتوقع أن ترتفع الزيارات من السعوديين إلى بريطانيا بـ20 في المئة بحلول 2020، حسب تقرير لموقع «العربية نت».كذلك يزور السعودية كل سنة نحو 100 ألف بريطاني، من بينهم نحو 24 ألف بريطاني يقصدون مكة المكرمة للحج والعمرة.وأفادت مصادر بريطانية وسعودية أن ثمة اتفاقات تجارية محتملة مع مجموعة «بي إيه إي سيستمز» الدفاعية البريطانية وشركة «إم بي دي إيه» الأوروبية لتصنيع الأسلحة، وقد يجري إبرام اتفاقات أولية بشأن استكشاف الغاز والبتروكيماويات والصناعات الأخرى.

مشاركة :