جاءت العملية الاستباقية الأخيرة في القبض على 116 إرهابيًا خططوا لاستهداف قيادات أمنية ومنشآت نفطية وحيوية .. جاءت هذه العملية لتؤكد من جديد على كفاءة الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بقيادة معالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية، كما جاءت لتؤكد على العيون الساهرة لهذه الأجهزة التي أحبطت في مرات عديدة الكثير من الخطط الإرهابية التي استهدفت أمن الوطن والمواطن. وقد أثبتت التحريات والتحقيقات التي أعقبت كشف هذه الشبكة الإرهابية عن الدور القذر الذي يلعبه نظام الملالي في إيران في تمويل وتدريب هذه الشبكات في معسكرات الحرس الثوري الإيراني، وجاءت اعترافات بعض عناصر هذه الشبكة والتي بثها تلفزيون البحرين قبل أيام لتؤكد التدخلات الإيرانية الفاضحة في الشأن المحلي البحريني. إن القبض على هذه المجموعة الكبيرة من المخربين والذين تنوعت أدوارهم في هذه العملية ما بين ناقل للعبوات المتفجرة ومنفذ ميداني فضلا عن تولي عدد منهم مسؤولية تصنيع ونقل وتخزين المواد المتفجرة جاءت لتثبت بما لا يدع مجالاً للشك الهدف الأساسي من تشكيل مثل هذه الخلايا وهو الإخلال بالأمن والنظام العام وضرب الاقتصاد الوطني وتعريض أمن وسلامة مملكة البحرين للخطر. وكان من نتيجة نجاح الأجهزة الأمنية في توجيه ضربات استباقية لهذه التنظيمات الإرهابية إضعاف هذه التنظيمات وإرباك حركتها في البحرين والكشف عن دور الحرس الثوري الإيراني الشائن في التدريب والتمويل والتخطيط، علاوة على ما قامت به أذرعه الإرهابية الخارجية ومنها كتائب عصائب أهل الحق الإرهابية في العراق وحزب اللات الإرهابي في لبنان من خلال تكثيف عمليات تجنيد العناصر الإرهابية بداخل مملكة البحرين والترتيب والتنسيق لتدريبها في المعسكرات الإرهابية بالخارج وتزويدهم بالأموال والأسلحة النارية والعبوات الناسفة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية في بلدنا العزيز. إن نوعية المواد والأسلحة التي اكتشفت لدى هذا التنظيم الإرهابي ومنها 42 كيلوجرامًا من مادتي سي 4 وتي إن تي شديدة الانفجار وأكثر من 757 كيلوجراما من مادة نترات اليوريا وأسلحة منها رشاشات كلاشينكوف ومسدسات وطلقات نارية وصواعق وعدد من القنابل المغناطيسية واليدوية وعدد من العبوات المضادة للأفراد والمركبات المصفحة والخارقة للدروع وعدد من المركبات التي تم استخدامها في عمليات نقل المواد المتفجرة وأربع قذائف متشظية يتم إطلاقها بواسطة قاذف الآر بي جي والتي تستخدم لتدمير العربات خفيفة التصفح وتلحق إصابات مميتة بالأفراد .. هذه المواد والأسلحة الخطرة كانت ستسبب كوارث بشرية وعمليات قتل جماعي فيما لو تمكن الإرهابيون من استخدامها، لكن الله ستر ولطف وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على هذه المجموعة الإرهابية قبل أن تحقق أهدافها الدنيئة. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى سنظل فقط نستنكر ونشجب التدخلات الإيرانية في البحرين وبقية دول الخليج؟!! ولماذا لا تتخذ قرارات خليجية مشتركة لردع التدخلات الإيرانية ومنها قطع العلاقات معها أو على الأقل تجميدها، وحظر التبادل التجاري معها وتقييد حرية السفر إليها. نأمل أن تعقد قمة خاصة لقادة دول مجلس التعاون قريبًا لبحث ما يمكن عمله ضد إيران وتدخلاتها القذرة في شؤوننا المحلية والخليجية.
مشاركة :