أظهر ريال مدريد قوته الجماعية في فوزه 2-1 على باريس سان جيرمان ليبلغ دور ربع النهائي، بينما تعثر مستضيفه مرة أخرى مبكراً في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم رغم الملايين التي دفعها الفريق الفرنسي في الصيف لتعزيز صفوفه.وكان غلاف صحيفة «آس» الإسبانية محقاً في التعليق على تأهل ريال مدريد، عندما عنونت: «بواسطة قوس النصر.. ريال مدريد يلقن باريس سان جيرمان درساً في كرة القدم»، وذلك في إشارة إلى قوس النصر الشهير في باريس والهدفين اللذين سجلهما البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاسيميرو.كان أداء باريس سان جيرمان محبطاً للغاية، حيث إن ريال مدريد الذي قدم مباراة مثالية كان بإمكانه الفوز بأكثر من هدفين، بعدما أصابت كرات لاعبيه العارضة والقائم وتصدى حارس المرمى لكرات أخرى. وافتتح البرتغالي كريستيانو رونالدو التسجيل (51)، فيما عادل سان جيرمان عبر الأوروغوياني ادينسون كافاني (71)، برغم طرد لاعب وسطه الإيطالي ماركو فيراتي (66)، قبل أن يسجل البرازيلي كاسيميرو هدف الفوز لريال في نهاية المباراة (80).وكان هدف رونالدو قياسياً، وهو الهدف الثاني عشر للبرتغالي هذا الموسم في المسابقة، وال117 في 148 مباراة (رقم قياسي)، وأصبح رونالدو ثاني لاعب في دوري الأبطال يسجل في 9 مباريات توالياً، بعد الهولندي رود فان نيستلروي مهاجم مانشستر يونايتد في 2012.وطار رونالدو صاحب 33 عاماً مثل «الصقر» في الهواء ليسجل الهدف الأول برأسه، وهو ما يؤكد مدى الجاهزية البدنية التي يتمتع بها حالياً، بعدما نال قسطاً كبيراً من الراحة في مباريات الدوري الإسباني. وافتقد سان جيرمان بشدة إلى مهاجمه نيمار، الذي خضع لعملية جراحية السبت في بيلو هوريزونتي لمعالجة كسر في القدم تعرض له في الدوري المحلي في 25 فبراير، وسيبتعد لفترة قد تمتد ثلاثة أشهر.وتواصلت خيبات سان جيرمان القارية بعد شرائه من قبل هيئة قطر للاستثمارات الرياضية في 2011 وإنفاق مئات الملايين لتعزيز صفوفه وبنيته التحتية، بينها 400 مليون يورو الصيف الماضي، فودع من ربع نهائي دوري الأبطال في 2013 (برشلونة)، 2014 (تشيلسي )، 2015 (برشلونة) و2016 (مانشستر سيتي ) وثمن نهائي 2017 أمام برشلونة. وعاد الإسباني أوناي ايمري مدرب باريس سان جيرمان إلى ركائز تشكيلته، فدفع بالمخضرمين قائد الدفاع البرازيلي تياغو سيلفا ولاعب الوسط الإيطالي تياغو موتا، على حساب الشاب بريسنيل كيمبيمبي والأرجنتيني جيوفاني لوسيلسو.لكن من جهة ريال، كانت الغيابات أكبر عن تشكيلة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، فجلس الجناح الويلزي غاريث بايل على مقاعد البدلاء على غرار لاعب الوسط الألماني طوني كروس والكرواتي لوكا مودريتش لعدم تعافيهما بشكل كامل من إصابات، ليحصل لوكاس فاسكيز وماركو اسنسيو والكرواتي ماتيو كوفايستش على فرصة البدء بالمباراة. وسدد سان جيرمان ثلاث كرات على مرمى خصمه في الشوط الأول، وهو أدنى معدل له في دوري الأبطال على أرضه منذ أكتوبر 2015، أمام ريال مدريد أيضاً. وفي الشوط الثاني، خسر الظهير البرازيلي داني الفيش الكرة أمام اسنسيو، فوصلت إلى لوكاس فاسكيز الذي رفعها من الجهة اليسرى وارتقى اليها رونالدو وتابعها برأسه قوية داخل الشباك (51).وشهدت الدقيقة 66 منعطفاً ثانياً في المباراة بعد نيل فيراتي إنذاراً ثانياً لاحتجاجه على الحكم، ليكمل سان جيرمان المباراة بعشرة لاعبين، وعادل سان جيرمان النتيجة عبر كافاني، لكن سان جيرمان عوقب على تقدمه الهجومي، وإرهاقه ونقصه العددي بمرتدة من رونالدو اخطأ رابيو في تشتيتها وصلت إلى كاسيميرو سددها، ارتدت من المدافع البرازيلي ماركينيوس إلى الشباك هدفاً ثانياً لريال (80).وقال الفرنسي زيدان مدرب ريال بعد نهاية المباراة «لعبنا بالطريقة الصحيحة من الناحية الخططية، ربما الليلة لم يكونوا جيدين ( باريس سان جيرمان)، لكن هذا سببه أيضا أننا لعبنا جيدا، بالتأكيد أصبحت الأمور صعبة عليهم عندما سجلنا الهدف الثاني». وقال الإسباني أوناي ايمري مدرب باريس سان جيرمان: «صحيح مدريد استحق التأهل، أعتقد أن في اللحظات المهمة في المباراة كانوا هم الأفضل».وأضاف ايمري «أعتقد أنهم سيطروا على 60 بالمئة من المباراة ولم نكن جيدين في الجزء الذي سيطرنا عليه، الخسارة أمام ريال مدريد في حد ذاتها لا تمثل خيبة أمل، لكن الخروج من دور الستة عشر هو الأمر المحبط».وتابع مشيرا لهزيمة باريس سان جيرمان 3-1 باستاد سانتياجو برنابيو «أعتقد أنه كانت لدينا فرصة هناك، كانت الأمور 50-50، لكننا لم نستغل هذه الأفضلية». إسبانيا تسخر من «الأثرياء الجدد» سخرت الصحف الإسبانية من فريق «الأثرياء الجدد» الذي رحل خالي الوفاض، برغم ضم نيمار ومبابي، وكتبت «ماركا» بجانب صورة للأخير وهو مطأطئ الرأس: «400 مليون أنفقت... وخرجوا مجددا من ثمن النهائي».وأضافت: «كان سان جيرمان يخيف كل أوروبا قبل شهرين، لكن بعد شهرين، تأهل الريال إلى ربع النهائي، ويبدو أن ال400 مليون يورو التي بدا أنها استثمرت جيدا عند انهمار الأهداف، أصبحت هدرا».ولعبت «الموندو ديبورتيفو» على الكلام كاتبة «أمير اي مات» (كش مات في لغة الشطرنج)، لوصف فشل الإدارة القطرية التي اشترت النادي عام 2011 ومن أبرز أهدافها حصد اللقب القاري الأول.ورأت «سبورت» الكاتالونية «كشف سان جيرمان عن دوره المتواضع في دوري أبطال أوروبا. يبقى سان جرمان صغيرا جدا، الملايين لا تكفي لشراء التاريخ والعظمة».وأشارت صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» الإيطالية إلى تغريدة سابقة البرازيلي داني الفيش قال فيها: «أهدف إلى التتويج مجددا بدوري أبطال أوروبا، لهذا السبب تركت يوفنتوس وترك نيمار برشلونة».ورأت «بيلد» الألمانية أنه «خروج لسان جيرمان ولمدربه اوناي ايمري أمام ملك المسابقة الأولى، كل ملايين العالم لا تساوي شيئا». ليفربول إلى ربع النهائي على ملعب «انفيلد»، حجز ليفربول مقعده في الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2009، بتعادله صفر-صفر مع ضيفه البرتغالي بورتو. وكان فريق المدرب الألماني يورجن كلوب، ضامناً إلى حد كبير تأهله بعدما ألحق بمنافسه أقسى هزيمة أوروبية له على أرضه باكتساحه ذهاباً 5-صفر.وقرر كلوب إراحة المصري محمد صلاح بإبقائه على مقاعد البدلاء في تشكيلة شهدت خمسة تعديلات، مقارنة بتلك التي فازت السبت على نيوكاسل 2-صفر في الدوري المحلي، لأنه تنتظر «الحمر» مواجهة صعبة السبت خارج قواعدهم ضد مانشستر يونايتد الذي يتصارع معهم على وصافة الدوري المحلي، خلف مانشستر سيتي الذي ضمن اللقب إلى حد كبير. ورغم الأفضلية والتسديدات على المرمى، عجز ليفربول عن وضع الكرة بين الخشبات الثلاث (كرة ماني كانت على القائم) طوال الشوط الأول، ما يظهر أن نتيجة لقاء الذهاب تركت أثرها على الفريق ودفعته إلى اللعب بأقل مجهود ممكن.
مشاركة :