نساء كابول يتحدين المجتمع برفع الأثقال

  • 3/8/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كابول - لا يزيد عدد الإناث في منتخب أفغانستان لرفع الأثقال عن العشرين في مقابل نحو مئة رجل، إلا أنهن مستعدات لدحرجة جبال في مجتمع يعتبر الرياضة وصمة عار على النساء. وهن يلتقين مرتين إلى ست مرات في الأسبوع بالوسائل المتاحة في قاعة صغيرة تغطي أرضها سجادة حمراء في مقر اللجنة الأولمبية الأفغانية في كابول، لرفع الأثقال والإطاحة بمحرمات راسخة موروثة عن التقاليد. وتؤكد كل الرياضيات هنا حصولهن على موافقة آبائهن وأزواجهن وتشجيعا منهم، على غرار راشدة بارهيز (40 عاما) صاحبة البنية القوية خلافا للكثير من الفتيات في أفغانستان النحيلات وقصيرات القامة. وقد بدأت راشدة ممارسة الرياضة لأنها كانت تعاني من وزن زائد ومن ثم رفع الأثقال عندما اعتمدت هذه الرياضة في كابول قبل سبع سنوات. ترفع راشدة وهي ممددة على مقعد طويل مرتدية سروالا رياضيا مع حجاب على رأسها، 70 كيلوغراما، حسب ما يؤكد مدربها توتاخيل شاهبور. وتقول بين تمرينين “قبل تسع سنوات كنت أذهب إلى قاعة الرياضة بالبرقع وكنت سمينة جدا ويبلغ وزني 120 كيلوغراما وكنت أمضي وقتي عند الطبيب. أما وزني اليوم فتراجع إلى 82 كيلوغراما”. والوزن القياسي الذي رفعته راشدة حتى الآن هو مئة كيلوغرام فنالت كأسين ومجموعة من الميداليات في مسابقات محلية وإقليمية في الهند وكازاخستان. وعند عودتها إلى منزلها في إحدى ضواحي كابول حيث الطرقات غير معبدة، عرضت جوائزها على سجادة في غرفة الجلوس. وبدلا من أن تكون معروضة الآن في واجهة فهي مكدسة في كيس بلاستيكي عادي. وتقول ابنتها البكر لمى (22 عاما) “نحن كسولات جدا لإزالة الغبار عنها”. وتعلق راشدة قائلة “من يهتم لذلك؟”. إلا أنها تؤكد أن زوجها فخور جدا بها ويسمح لابنتيها بمرافقتها، فيما بدأت بيشتا (20 عاما) التدرب إلى جانب والدتها في مقر اللجنة الأولمبية الأفغانية. لكنه لا يتساهل معهما بشأن التوجه إلى القاعة الرياضية على ما تقول الشقيقتان اللتان تذهبان خفية مع والدتهما عندما يكون والدهما في عمله. وتقول لمى “يعتبر أننا مازلنا شابات جدا على ذلك. فالفتاة التي تمارس الرياضة هنا يصنفها في خانة بنات السوء”، مع عجزها عن تفسير ذلك. فمنذ نعومة أظافرهن في سن السادسة أو السابعة تقول الأمهات لبناتهن إنه لا ينبغي عليهن الركض أو القفز وركوب الدراجة الهوائية. ويرى 38 بالمئة من الرجال الأفغان أن اللباس المناسب للنساء في الخارج هو البرقع، حسب ما أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة “ايجيا فوندايشن”. ويعتبر أكثر من الثلثين منهم أن النساء ينبغي ألا يعملن خارج المنزل فيما لم تحصل 66 بالمئة من النساء الأفغانيات على أي تعليم، حسب ما جاء في الدراسة وعنوانها “أفغانستان في العام 2017”. ويوضح شاهبور أنه وعندما أنشأت اللجنة الأولمبية الأفغانية اتحاد رفع الأثقال اضطرت إلى الترويج لهذه الرياضة لاستقطاب الإناث. ويقول هذا العسكري البالغ 52 عاما إنه من واجبه تشجيع الإناث وحمايتهن. ويؤكد “في حال فرضت انضباطا صارما كما هي الحال في الجيش لن أجد أحدا في اليوم التالي. أنا أعاملهن كبناتي”. ويضيف “انظروا إلى ملابسهن؛ هن لا يملكن أحذية مناسبة”، مشيرا إلى سعدية أحمدي التي ترتدي سروالا رياضيا فيه ثقب كبير على مستوى الفخذ. وهي في سن الخامسة والعشرين العضو الأكثر حصدا للألقاب والجوائز في الاتحاد.

مشاركة :