سلطان بن سلمان: تسارع وتيرة تطوير المتاحف الوطنية لمواكبة تطلعات الدولة والمواطنين

  • 11/1/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

وقع الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في نيويورك أمس الأول مذكرة تفاهم مع توماس كامبل مدير متحف متروبوليتان بنيويورك، بشأن التعاون في مجال المتاحف التي وافق عليها مجلس الوزراء وفوض رئيس الهيئة بالتوقيع عليها. وذلك بحضور السفير عبدالله المعلمي مندوب المملكة الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة، وجوزيف ويستفال سفير الولايات المتحدة لدى المملكة، وخالد الشريف قنصل المملكة في نيويورك، والدكتور علي الغبان نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار. ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، قال الأمير سلطان بن سلمان في تصريح له بعد توقيع المذكرة: "نحن نعمل في سلسلة متواصلة لتطوير مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري الذي يعد تطوير المتاحف الوطنية إحدى حلقاته المهمة، وهو ما يلحظ المتابع تسارع وتيرتها لمواكبة تطلعات الدولة والمواطنين الذين يتوقون إلى إحداث نقلة في جوانب التراث الوطني كافة والعناية بجوانبه وتطوير أساليب حمايته والتعريف به؛ وهو ما يؤكده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تشرف المشروع بأن يحمل اسمه". وأوضح رئيس الهيئة أن مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري يشمل جزئية مهمة لإنشاء متاحف جديدة في المناطق، وعدد من المتاحف الكبرى المتخصصة، إضافة إلى تطوير المتاحف القائمة وتأهيل مواقع التراث الوطني والبلدات التراثية ذات الأهمية التاريخية على امتداد المملكة، وهذه الإنشاءات والتطوير في المتاحف والمواقع التراثية يتطلب تأهيلا للكوادر البشرية التي ستعمل فيها وتطويرا لأساليب العرض، وهو ما تستهدفه هذه الاتفاقية ومثيلاتها مع المتاحف العالمية، سواء متحفي اللوفر والمتحف البريطاني اللذين سبق توقيع اتفاقيتي تعاون معهما، أو ما سيأتي من اتفاقيات مع متاحف أخرى بعد استكمال تقييم مجالات الاستفادة واستيفاء الموافقات الرسمية. وأشار إلى أن المذكرة تشمل معارض زائرة ومعارض مشتركة وتشمل إعارة قطع للعرض في متحف المتروبوليتان، وقطع من موجوداته للعرض في متاحف المملكة وفقا للضوابط المقرة في نظام الآثار في المملكة، وقال: "إن العلاقة بمتحف المتروبوليتان قديمة وأعيرت بعض القطع المهمة جداً وكانت من أكثر القطع جاذبية في المتحف التي تعطي انطباعا عن العمق الحضاري الذي تزخر به الأرض التي تقف المملكة العربية شامخة عليها، والمتوجة بكونها منبع الإسلام واحتضانها لمنطلق الدين الإسلامي العظيم والحضارة الإسلامية التي انتشرت في أرجاء العالم، وذلك ما سيكون لعرضه على أنظار العالم الأثر الكبير خصوصا إذا ما تم ذلك في أحد أهم المتاحف العالمية"، مؤكداً عن ثقته في الاستفادة من هذه الاتفاقيات مع المتاحف ومراكز البحث العالمية المهتمة بالآثار؛ خاصة أن متحف المتروبوليتان يعد من أهم المتاحف في العالم ويمتلك سجلا غنيا عبر تاريخه في بناء المتاحف وتطويرها وإدارتها وفي معارض الآثار وأساليب العرض". واختتم الأمير سلطان بن سلمان أن مثل هذه الاتفاقية تتكامل مع ما يجري بحثه مع وزارة التعليم العالي لإتاحة الفرصة لأعداد من المبتعثين في تخصصات متنوعة بإتاحة الفرصة لهم للعمل واكتساب الخبرة العملية وصقل قدراتهم بممارستهم للعمل في متاحف ومؤسسات مرموقة تكمل ما تحصلوا عليه من تأهيل علمي في الجامعات الدولية التي درسوا بها ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للابتعاث الخارجي. من جانبه، قال توماس كامبل مدير متحف متروبوليتان: "إن متحف متروبوليتان متحف موسوعي يمثل الفنون من جميع الثقافات وجميع الفترات الزمنية. ونحن نهتم غاية الاهتمام بالمحافظة على الروابط القوية مع الدول والثقافات التي تركت أثرا واضحا في الثقافات الإنسانية وخريطة الحضارات عبر العصور ومنها الجزيرة العربية التي كانت ممرا مهما لحركة الحضارات ومنبعا لحضارات مهمة. ولذلك فإن مذكرة التفاهم مع المملكة مهمة جدا لأنها تضع الأساس للتعليم والتدريب والتبادل. وعلى مدى السنوات الخمس القادمة سيحضر متخصصون من المملكة إلى متحف متروبوليتان للعمل معنا في التدريب وفهم أفضل الممارسات في علم المتاحف. وسيسافر موظفونا إلى المملكة لاستكشاف المواقع والآثار والأعمال الفنية الجميلة ولبحث كيف نتعاون في المعارض والأنشطة الأخرى ذات الاهتمام المشترك؛ لذا أعتقد أن المذكرة تضع الأساس لعمل عظيم في المستقبل. كما قال سفير الولايات المتحدة لدى المملكة: "لقد تحدثت أخيرا في واشنطن عن العلاقات السعودية الأمريكية وأحد الأشياء التي ذكرتها هو مدى قلة معلومات الأمريكيين عن المملكة العربية السعودية، وأن هذا التوقيع حدث عظيم، وأعتقد أن معرض الآثار والاتفاقيات المتعلقة بالتراث والثقافات تقوم بعمل عظيم ومهم يربط مجتمعينا معا؛ لأن مجال العمل الذي يمكن أن نتواصل فيه بصورة إيجابية هو من خلال الفن والثقافة والتاريخ وما الأثر الإيجابي الكبير الذي أحدثه معرض طرق الجزيرة العربية عن المملكة في الولايات المتحدة إلا تأكيد على أهمية الاستمرار في التعاون التراثي والثقافي بين بلدينا الصديقين. إلى ذلك أكد السفير عبدالله المعلمي أن هذه الاتفاقية مهمة لأنها تؤسس لتعاون منهجي ومثبت بأطر واضحة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وبين متحف المتروبوليتان. وقال: "ما يعرفه الكثيرون هو أن نيويورك هي عاصمة المال والأعمال وعاصمة الدبلوماسية في العالم ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أنها أيضا عاصمة للفنون والفكر والثقافة. وهذا المتحف الذي نحن فيه يمثل في الوقت الحاضر منارة إشعاع عالمية لأنه يحتوي على أندر المعروضات من مختلف أنحاء العالم؛ ونحن نتطلع إلى اليوم الذي نستطيع أن نرى فيه مزيدا من الآثار السعودية في هذا المتحف وفي غيره، ونعتقد بأن ذلك سيسهم في إثراء الحوار الحضاري بين الشعوب في العالم".

مشاركة :