المعروف عن المرأة البحرينية أنها مجتهدة ومكافحة، وعندما تحب تفعل المستحيل لإسعاد زوجها وأطفالها، كما أنها لا تتردد في التضحية لرفع شأن زوجها. المواطنة (س) مثلها مثل كثير من النساء تزوجت وأخلصت وضحت وأسعدت زوجها ووقفت إلى جانبه حتى نال أعلى الشهادات، بَنَتْ بيتها (طوبة طوبة) على قولة إخواننا المصريين، سعادتها كانت في وصول زوجها إلى أعلى المراتب بعد أن وفرت له كل وسائل الراحة الزوجية، أبناؤها دخلوا أفضل المدارس وتربوا أحسن تربية، عاشت حياة زوجية طويلة (20 سنة) بحلوها ومرّها مع زوج وثقت به ثقة عمياء فلم تلجأ إلى أي أسلوب ملتوٍ لكي تحاول أن تحصل على أي ثروة أو عقار ينفعها في الكبر، لتفاجأ بأن الزوج العزيز عشق غيرها وقرّر هدم عالمهما الزوجي الجميل ليكون حياة جديدة مع أخرى شرطها الوحيد أن يطلق الزوجة الأولى (أم العيال)، وطبعا الزوج العاشق لبّى الطلب وقال (سمعا وطاعة)، وضرب بكل المُثل العليا وأخلاقيات الشهامة عرض الحائط وشطب على عشرة 20 سنة بقلم ظالم يُسمى الطلاق، وتنازل عن حضانة فلذات كبده لكي تصحو (س) فجأة من عسل مر وتفاجأ بانهيار حياة كاملة بَنَتْها خلال 20 سنة بلا وظيفة ثابتة وفي عمر ليس صغيرا، لن أظلم زوجها المحترم الذي قرّر أن يتنازل ويدعهم يعيشون في بيتهم؛ أقصد (بيته)، حتى يتزوج الأبناء، البيت الذي شاركت زوجته في تخطيط ورسم كل تفاصيله وديكوراته، والتي فكرت أنه ملاذها حتى الممات، لتشعر في لحظة أنها تتسوّل العيش فيه حتى يكبر أبناؤها ويتزوجون وكأنها تسكن في قطار من الممكن أن يقف في أي لحظة وفي أي محطة ليطلب منها النزول بشنطة ثيابها فقط، أيُّ ظلم هذا لنفسيتها ولكرامتها يا ناس؟! عندما أفاقت (س) من صدمتها اكتشفت أنها وصلت إلى السن الذي لا يسمح للمرأة (المطلقة) أو لأي مواطن أن يحصل على وحدة سكنية (بحسب اشتراطات وزارة الإسكان)، وكان هذا أول «طراق» لها من الدولة بعد أن شبعت من «طراقات» ظلم الزوج، ثم حاولت أن تحصل على قرض لشراء بيت أو «قرقور» أو شقة صغيرة تؤويها بعد أن تُطرد من المنزل، وبالرغم من قلة المبلغ حيث سيوفر لها الإسكان مبلغ 50000 ألف دينار (ما يجيب حتى قرقور)، صُدِمَت بـ«طراق» تطفيشي آخر وبالقوانين والروتين الذي ينص على أنها يجب أن تجد الشقة ويوافق صاحب العقار على أن ينتظر شهورا حتى تحصل على المبلغ، وطبعا لا يوجد أي تاجر ينتظر حضرات موظفي الإسكان وإجراءاتهم الطويلة، فضاع حلم القرقور (أقصد الشقة)، وحتى عندما حاولت الاستفادة من المشاريع الإسكانية الجديدة (المزايا) صُدمت بـ«الطراق» الأخير وهو أن شروطهم ألا يتعدى العمر الثلاثين. حفظ كرامة المواطن يكون عن طريق حصوله على المسكن المحترم، فكيف تحافظ المطلقة بعد أن تكبر وتبلغ من العمر خمسين أو ستين بلا أي سكن أو مأوى؟ أين تذهب (س) وغيرها بعد أن تتقاعد ويتزوج الأبناء؟ وخصوصا أن الزوج المحترم يلح من الآن وقبل أن يتزوج الأبناء ويلمح بأنه يريد البيت ويطالبهم بالخروج منه ليأجر لهم شقة صغيرة يسكنون فيها!! (مو قادر ينتظر عياله يتزوجون، يبي يطردها مع عيالها من الحين عشان زوجته الثانية حاطة عينها على البيت)، هل ترضون لأمهاتكم وبناتكم أن يكونوا تحت رحمة هذا النوع من الرجال؟ ثم إنه لو انتظرت الزوجة إلى أن يتزوج الأبناء هل ترضون أن تكون تحت رحمة النسيب أو زوجة الابن؟ مشكلة (س) ليست فردية أو خاصة، بل مشكلة كبيرة تعاني منها شريحة كبيرة من أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، نرجو منكم النظر فيها؛ فحفظ كرامتهن من حفظ كرامة كل امرأة تحتاج إلى أن تشعر بأنها ليست ضعيفة أو وحيدة في مملكة أميرتنا وأمنا الروحية الشيخة سبيكة التي تجاهد بكل قوة لكي تحافظ على حقوق المرأة البحرينية ورفع شأنها عربيا وعالميا، بمساندة كريمة من جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد. لذلك أناشدكم جميعا أن (ترحموا عزيز قوم ذل).
مشاركة :