لندن - ردت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية على المشككين في العلاقات الوثيقة التي تجمع بريطانيا بالمملكة العربية السعودية بالتأكيد أن هذه العلاقة "أنقذت أرواح مئات الأشخاص" في بلادها التي تستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في ثاني محطة ضمن جولته الخارجية التي شملت مصر وستشمل أيضا الولايات المتحدة. ودافعت ماي أمام البرلمان عن صلات بريطانيا بحليفتها السعودية، وقالت ردا على سؤال من جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال المعارض "الصلة التي تربطنا بالسعودية تاريخية. إنها مهمة وأنقذت أرواح مئات الأشخاص على الأرجح في هذه الدولة". ووصل الأمير محمد بن سلمان إلى لندن، مساء الثلاثاء، في زيارة تستمر ثلاثة أيام واعتبرتها الحكومة البريطانية أنها "ستدشن مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية" بين البلدين. وسيفتتح ولي العهد السعودي مع ماي الاجتماع العاشر للشراكة الاستراتيجية البريطانية السعودية في مقر رئيسة الحكومة. والاجتماع الذي سيحضره وزراء من البلدين، سيركز على دعم الإصلاحات في السعودية والعلاقات التجارية والدفاع والأمن، حسب الحكومة البريطانية. وتسعى لندن والرياض إلى توسيع علاقاتهما الدفاعية القائمة منذ فترة طويلة لتصبح شراكة بعيدة المدى. وتشعر كلتاهما بوجود فرصة لتوسيع علاقتهما الحالية: فبريطانيا تبحث عن شركاء تجاريين مع خروجها من الاتحاد الأوروبي، والسعودية بحاجة إلى توسيع دائرة الاستثمارات في الداخل. وكان وزير الخارجية بوريس جونسون على رأس مستقبلي الأمير محمد بن سلمان. وفي أول ارتباط رسمي له الأربعاء استقبلت الملكة إليزابيث في قصر بكنغهام الأمير محمد بن سلمان لإجراء محادثات وتناول الغداء، وهو تكريم نادر يقتصر على رؤساء الدول. الملكة إليزابيث أثناء استقبال الأمير محمد بن سلمانالملكة إليزابيث أثناء استقبال الأمير محمد بن سلمان وستشمل الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام مقابلتين رسميتين مع الأسرة المالكة في بريطانيا ولقاء مع مسؤولي الأمن القومي وزيارة لمقر الإقامة الريفي لرئيسة الوزراء. وبعد الغداء، سيلتقي الوفد السعودي بماي وحكومتها في مقرها بداوننغ ستريت لتدشين "مجلس الشراكة الاستراتيجية" البريطاني السعودي، وهو مبادرة لتشجيع الإصلاحات الاقتصادية في السعودية وتعزيز التعاون بشأن قضايا مثل التعليم والثقافة وكذلك الدفاع والأمن. وقال المتحدث باسم ماي للصحافيين "سيؤذن ذلك بعهد جديد من العلاقات الثنائية التي تركز على شراكة تعود بفوائد واسعة النطاق على كل منا". Thumbnail وتتنافس بريطانيا لإدراج شركة النفط السعودية الحكومية أرامكو في بورصتها، لكن من غير المتوقع صدور قرار في هذا الصدد الأسبوع الحالي. وفي وقت لاحق هذا الشهر يزور الأمير محمد الولايات المتحدة، التي تريد أيضا الظفر بذلك الإدراج المربح، بيد أن مصادر قالت إن كلتا الدولتين ربما لا تفوزان به. وعبر مسؤولون بريطانيون سرا عن سعادتهم باختيار الأمير محمد (32 عاما) بريطانيا لتكون أول دولة غربية كبرى يقصدها في جولته الخارجية الأولى منذ تقلده ولاية العهد العام الماضي. وتحرص الحكومة البريطانية على تحويل علاقاتها الدفاعية التاريخية إلى تجارة واستثمار متبادلين، متطلعة إلى كل من سوق آخذة في الاتساع في المملكة لصادرات قطاع الخدمات وإلى اجتذاب الأموال السعودية لتمويل المشروعات الداخلية. وأفادت مصادر بريطانية وسعودية بأن ثمة اتفاقات تجارية محتملة مع مجموعة (بي.إيه.إي سيستمز) الدفاعية البريطانية وشركة (إم.بي.دي.إيه) الأوروبية لتصنيع الأسلحة، وقد يجري إبرام اتفاقات أولية بشأن استكشاف الغاز والبتروكيماويات والصناعات الأخرى. وكتب السفير السعودي لدى بريطانيا الأمير محمد بن نواف في صحيفة فاينانشال تايمز "هذا التحديث لن يكون سهلا، ولن نستطيع الاضطلاع به بمفردنا". وقال "لذلك في الوقت الذي نبتعد فيه عن اعتمادنا التاريخي على النفط ستتاح سبل تجارية ضخمة أمام الشركات الخارجية للعمل مع السعودية والاستثمار فيها".
مشاركة :