استأنفت تونس إنتاج الفوسفات أمس، بعد توقف دام حوالى شهرين بسبب اعتصام شبان عاطلين من العمل في محافظة قفصة للمطالبة بالتوظيف في شركات عاملة في مجال الفوسفات، فيما أعلن رئيس الوزراء يوسف الشاهد تاريخ السابع من آذار (مارس) «يوماً وطنياً للانتصار على الإرهاب» وذلك في الذكرى الثانية لهجوم مسلحي «داعش» على مدينة «بن قردان» (جنوب). وأعلن الناطق باسم شركة «فوسفات قفصة» علي الهواشي في تصريح إلى «الحياة»، عودة إنتاج الفوسفات تدريجياً في منطقتي «المظيلة» و «المتلوي» مع استئناف نقل تلك المادة عبر الشاحنات من مواقع الإنتاج في محافظة «قفصة» (جنوب غرب) إلى المجمعات الكيماوية في كل محافظات البلاد، وذلك بناءً على اتفاق بين الحكومة ومحتجين. وعادت عملية الإنتاج منذ صباح أمس، إثر تعليق موقت للاعتصام الذي ينفذه عاطلون عن العمل أغلقوا سكة الحديد ومسالك نقل الفوسفات. وجاء تعليق الاعتصام موقتاً فيما تتواصل المفاوضات بين الجانبين للتوصل إلى حل نهائي لمعضلة الفوسفات في تونس. في القابل، لا يزال الإنتاج معطلاً في منطقتَي «الرديف» و «أم العرايس» على رغم مساع حكومية لتعليق الاعتصام هناك، لكن الرأي العام استقبل بتفاؤل عملية استئناف الإنتاج في «المتولي» و «المظيلة» حيث تساهم المنطقتان بحوالى 80 في المئة من إجمالي إنتاج الشركة في منطقة الحوض المنجمي. وكانت شركة «فوسفات قفصة»، المملوكة للدولة وأكبر الشركات المشغلة في الجهة، أعلنت في وقت سابق أن «أكثر من مئة من بين العاطلين ينفذون اعتصاماً في الجهة احتجاجاً على نتائج اختبار التوظيف بالشركة، إذ يعتبرون أن تلك العملية التي شملت 1700 موظف، شابتها «محسوبية وفساد»، الأمر الذي تنفيه السلطات. في غضون ذلك، اعتبر الشاهد أن «يوم 7 آذار (مارس) 2016 شكّل نقلة نوعية في الحرب على الإرهاب وخطوة مهمة على طريق النصر على قوى الظلام والقضاء نهائياً على أوهام الإرهابيين»، مشدداً على أن «أهم مقومات الانتصار في الحرب على الإرهاب هو إيمان الشعب والمواطن أن هذه الحرب هي معركة وجود».
مشاركة :