طلبت الحكومة السودانية، من فرنسا استخدام نفوذها لحضّ الحركات المسلحة في إقليم دارفور على الانخراط في عملية السلام. وتستضيف العاصمة الفرنسية باريس الإثنين المقبل تحالف المعارضة السوداني بشقيه السياسي والمسلح لمناقشة إمكان إنشاء تحالف معارض جديد يضم كل الفصائل المسلحة والقوى السياسية. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية السفير قريب الله خضر، التزام السودان بتحقيق السلام عبر التفاوض في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وإقليم دارفور. وناقش وزير الدولة للخارجية حامد ممتاز، مع السفيرة الفرنسية لدى الخرطوم إيمانويلا بلاتمان، تطورات الأوضاع السياسية في السودان ودوره في دعم الاستقرار الإقليمي. وامتدح الوزير السوداني عمل وكالة العون التنموي الفرنسية خاصةً في دارفور ودعمها المشاريع الإنتاجية. من جهتها، أعربت السفيرة الفرنسية عن شكر بلادها للسودان لتعزيز الاستقرار الإقليمي والتعاون في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وأكدت حرص بلادها على تطوير العلاقات ودعم عملية السلام بخاصة في دارفور. إلى ذلك، استبعد نائب رئيس الوزراء، وزير الاستثمار مبارك الفاضل المهدي عودة «الحرس القديم» من مساعدي الرئيس عمر البشير الذين أُبعدوا من السلطة في العام 2013 إلى الحكومة عبر التعديل الوزاري المرتقب. ورأى أن مرحلتهم خلّفت مواجهات وعداءات واعتماد سياسة الحزب الواحد، ما أوصل البلاد إلى المرحلة الحالية، مشيراً إلى أن عودتهم ستكون نكسة وستؤثر سلباً على علاقات السودان الخارجية. وأوضح مبارك أنه يثق في البشير ورئيس الوزراء بكري حسن صالح لصفتهما العسكرية واعتبرهما «صمام أمان» للسودان. وتوقع فشل قوى المعارضة في باريس، لأن ما يجمعهم هو العداء لنظام البشير وليس لديهم برنامج واضح، كما أن الخلافات بينهم شديدة، ناصحاً إياهم بالتوصل إلى تسوية سياسية مع الحكومة، مشيراً إلى خروج ابن عمه، زعيم حزب الأمة الصادق المهدي من البلاد واستقراره في القاهرة تجنباً للاعتقال فضلاً عن اعتقاده بأن بقائه في الخارج سيتيح له فرصة أفضل للتفاوض مع الحكومة. في شأن آخر، قال القيادي في المعارضة المسلحة في جنوب السودان، بيتر أدوك نيابا، إن اقتراح الجماعات المعارضة إبعاد الرئيس سلفاكير ميارديت من رئاسة الحكومة الانتقالية، يُعدّ عقبةً أمام فرص إحلال السلام، واصفاً إياه بالـ «خطأ». وأوضح نيابا أنه لا يمكن تحقيق السلام في غياب أحد الأطراف الرئيسية للنزاع.
مشاركة :