ضحكت فاطمة سالم بتردد عندما حان دورها في #القيادة في موقف صغير للسيارات يحتوي على مخروطات برتقالية ساطعة وأسهم. ومثلها مثل الملايين من النساء السعوديات، تخطط فاطمة لتقديم طلب الحصول على رخصة قيادة عندما تقوم السلطات في المملكة العربية #السعودية برفع الحظر على قيادة المرأة للسيارة في حزيران/يونيو المقبل، لكن عليها أولاً أن تتعلم القيادة. وقالت فاطمة، البالغة من العمر 30 عاماً، وتدرس الماجستير: "أنا مرتبكة قليلاً". فاطمة سالم وتقوم الإيطالية فرانسيسكا بارديني، وهي سائقة سيارات سباق سابقاً، بمساعدتها على تهدئة أعصابها وتذكرها بأن عليها مراقبة المرايا والتأكد من ربط حزام الأمان. وبعدما أصبحت السيارة في الطريق، تدخلت بارديني لمساعدتها في تصويب العجلة بعد انعطافة إلى اليسار، وتمايلتا معاً إلى الأمام عندما ضغطت فاطمة على المكابح قبل شارة التوقف. وأصدر #الملك_سلمان بن عبدالعزيز العام الماضي، مرسوماً ملكياً، أعلن فيه السماح للنساء بقيادة السيارات في 2018. وكان ولي العهد الأمير #محمد_بن_سلمان وراء عدد من الإصلاحات التي تهدف للتخفيف من بعض القواعد بالبلاد، بما في ذلك السماح للنساء بحضور مباريات كرة القدم والحفلات الموسيقية، كما وعد بإعادة دور السينما هذا الشهر بعد حظرها لثلاثة عقود. وتهدف الإصلاحات لجذب استثمارات أجنبية، وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، وزيادة الإنفاق المحلي. وتنتظر عشرات السعوديات داخل حرم جامعة "عفت" للفتيات بمدينة جدة، الفرصة لتعلم القيادة. ونظمت الجامعة هذا الأسبوع تدريباً للطالبات لتعلم أساسيات كيفية تشغيل السيارة. بالنسبة لمعظم الشابات، فإن التدريب الذي يستمر لمدة ساعة وترعاه شركة فورد، هو المرة الأولى التي يجلسن فيها على مقعد السائق. ومن المتوقع أن تنظم الجامعات النسائية في السعودية دورات تدريبية متخصصة في القيادة بمجرد إعلان الحكومة عن القواعد والمبادئ التوجيهية لذلك. وتقول سارة غوث، طالبة جامعية (18 عاماً): "شعرت بالإحراج، لم أجلس أبداً على هذا الجانب من السيارة، عادة ما أجلس في الخلف أو على الجانب الأيمن، لكنني شعرت بأن الأمور تحت السيطرة. أريد أن أقود سيارة، أريد أن أكون مستقلة". سارة غوث وترى الشركات المصنعة للسيارات قرار رفع الحظر على قيادة النساء للسيارات فرصة للترويج لمنتجاتها بالمملكة التي يقطنها حوالي 20 مليون نسمة، نصفهم من النساء. ويتم تدريس برنامج فورد "مهارات القيادة من أجل الحياة"، وهو عبارة عن جلسة واحدة تركز على السلامة، في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك السائقون الذكور في المملكة، لكن هذه هي المرة الأولى التي تدرس فيها الشركة مجموعات نسائية فقط، واللاتي سيصبحن في الغالب سائقات لأول مرة. وتقول بارديني، المدربة الإيطالية لدى فورد، إن "هؤلاء الفتيات مثل الكتاب الفارغ. إنهن يردن حقاً أن يتعلمن". وقبل بدء التدريب هذا الأسبوع، أجرت شركة فورد مسحاً شمل سيدات من أنحاء السعودية لفهم ما يتطلعن إليه داخل السيارة من أجل تسويق منتجاتها للسائقات الجديدات. وتقول كريستال وورثم، مديرة تسويق شركة فورد بالشرق الأوسط وإفريقيا، إن الشركة تتوقع "بالطبع" ارتفاعاً في مبيعات سياراتها مع بدء السعوديات قيادة السيارات هذا الصيف، مشيرة إلى أن بعض النساء اشترين سيارات بالفعل عند رفع الحظر، في حين يمتلك البعض الآخر سيارات. وتضيف: "النساء يتواجدن دائماً في صالات العرض الخاصة بنا، لكنهن يتسوقن الآن بنشاط لشراء سيارات لأنفسهن، وهو أمر مثير، هذه سيارات يستطعن قيادتها لا الجلوس فيها فحسب". من جهتها، تقول أمل الجهني، وهي طالبة بكلية الهندسة وعمرها 23 عاماً، إن والدها يدعمها بقوة خلال رحلة الاستعداد للقيادة، ووعد بمنحها سيارة مستعملة تمتلكها العائلة عندما تكون مستعدة. ويقود شقيقها، البالغ من العمر 16 عاماً، السيارة بالفعل. وتتابع: "أمي ترفض فكرة قيادتي للسيارة. تقول إنه أمر خطير، وإنها ستتركني أقود بعد أن أتزوج. لكن والدي أخبرها بأنها سترتاح بمجرة رؤية أخريات يقدن سيارات". وتعتمد الفتاة السعودية جوانا الفتاني (19 عاماً)، على شركات لخدمات نقل الركاب، مثل "أوبر"، للذهاب إلى أي مكان تريده. وتجلس بجوار سائقين مختلفين خلال رحلة الذهاب والعودة من الجامعة. وتقول إن معظم السيدات يشعرن بالغضب من فكرة الجلوس بجوار رجال داخل السيارة، لكنها تتطلع إلى الحرية، لافتة إلى "إنها خطوة كبيرة نحو تمكين المرأة. إنها مثل إعلان هام، الجميع بحاجة إلى ذلك. هذا هو الوقت المناسب للقيام بذلك".
مشاركة :