أثرية: المصريون القدماء كرموا المرأة وجعلوها من أسباب نشأة الكون

  • 3/8/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قالت الأثرية ناجية نجيب فانوس كبير أمناء المتحف المصري بالتحرير، إن الفكر المصري القديم تأثر بالمرأة ومكانتها الرفيعة وأهميتها الكبيرة لصنع أمة متحضرة ومنتصرة تباهى بشأنها الكتاب والشعراء في مصر القديمة.وأكدت ناجية نجيب، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الخميس، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمراة الذي يوافق 8 مارس من كل عام، أن أشهر حكماء العصور الفرعونية الحكيم (بتاح حوتب) أوصى بحفظ قيمة ومكانة المرأة سواء كانت زوجة أو أم، فيقول "إذا كنت عاقلا فأسس لنفسك دارا وأحبب زوجتك حبا جما وآتها طعامها وزودها بالثياب وقدم لها العطور لينشرح صدرها ما عاشت، فهي حقل مثمر لصاحبه، وأياك ومنازعتها ولا تكن شديدا عليها فبلين تستطيع أن تمتلك قلبها وأعمل دائما على رفاهيتها ليدوم صفاؤك".وأضافت أنه من بين وصايا (بتاح حوتب) عن الأم "يجب ألا تنسى فضل أمك عليك ما حييت، فقد حملتك قرب قلبها.. وكانت تأخذك إلى المدرسة وتنتظرك ومعها الطعام والشراب، فإذا كبرت واتخذت لك زوجة.. فلا تنس أمك".وقالت الأثرية نجيب فانوس، إنه من مشاهد تكريم المرأة، وسمو شأنها في مصر القديمة، أنه عندما فكر المصري في نشأة الكون، كانت السماء والأرض (نوت، جب) ملتصقيتن، وتم فصلهما بواسطة الهواء والرطوبة (شو، تفنوت)، وحدث حمل نتيجة التزاوج فوضعت السماء (نوت) أربعة أطفال، هم (أيزيس وأوزرويس ونفتيس وست)، وكانت أما مثالية ترعى صغارها وتحنوا عليهم، ولذلك عندما يموت ملوك مصر القدماء كانوا يتحولون لنجوم في جسد أمهم السماء (نوت) تيمنا بتلك الأسطورة.وكشفت عن أبرز تضحيات المرأة في القصص والأساطير فى مصر القديمة، ومنها أسطورة إيزيس وابنها حورس التي تجلت فيها تضحية الأم وحنانها، فتقول الأسطورة الشهيرة إنه عندما قطّع الأخ الشرير (ست) جسد أخيه (أوزيريس)، تألمت إيزيس كثيرا، وقاومت الظلم وهربت إلى أحراش الدلتا في شمال مصر خوفا على الجنين حورس من فتك الشرير (ست)، وهناك وضعت حورس الأبن والذي تربى يتيم الأب ولكن بفضل أمه تحول إلى شاب قوي وبارع في فنون القتال وأخذ الثأر لأبيه وأصبح هو ملك مصر ومن خلفه جاء كل فراعنة مصر العظماء.وأوضحت أن عرش مصر اعتلته العديد من الملكات منهن (ميريت نيت)، التي تعد أول ملكة في تاريخ العالم اعتلت عرش البلاد، واختلفت الآراء في شأن هذه الملكة، فيما إذا كانت قد حكمت البلاد، أم أنها كانت مجرد زوجة للملك، إلا أن المؤكد توليها البلاد بدليل لوحة عثر عليها في إحدى مقابر أبيدوس نقِش عليها اسم الملكة (ميريت نيت) وحدها، إلى جانب الملكة (خنت كـاوس الأولى) ملكة مصر القديمة التي لعبت دورا مهما في تعاقب الأسرتين الرابعة والخامسة، وكانت تحكم مصر حكما منفردا.ولفتت كبير أمناء المتحف المصري، إلى الملكة (سبك نفرو) ابنة الملك أمنمحات الثالث، التي لم يطل حكمها أكثر من ثلاثة أعوام وأربعة أشهر و20 يوما كما جاء في بردية تورين بين أعوام 1782 و 1778 ق.م، وتولت عرش مصر بعد وفاة أخيها (أمنمحات الرابع).وتابعت أن الدولة المصرية الحديثة، شهدت كذلك ولادة عدد من الملكات، أبرزهن الملكة العظيمة (تتى شرى) زوجة الملك (سقنن رع تا عا الأول) وجدة كل من (كامس وأحمس الأول)، طاردي الهكسوس، مؤكدة أنها لعبت دورا مهما في إشعال حماس أبنائها للدفاع عن الوطن، وكذلك من بعدها الملكة (اع حوتب) التي قدمت أروع الأمثلة في التضحية حيث قدمت زوجها وابنها الشهيد كامس وابنها أحمس الذي انتصر بمؤازرة أمه وسجل ذلك على لوحة بالمتحف المصري. وأضافت الأثرية نجيب فانوس، أن أحمس قال عن أمه، والمسجل بمعبد الكرنك بالأقصر، "امدحوا سيدة المصريين، سيدة جزر البحر المتوسط، ذائعة الصيت في كل بلد أجنبي، هي التي تصنع الخطط للناس، زوجة الملك، ابنة الملك، أم الملك، النبيلة العالمة بالأشياء، التي ترعى شؤون المصريين، هي التي جمعت شمل الجيش، ووضعته تحت رعايتها، وحمت الناس، وأعادت المهاجرين، وجمعت الفارين، هي التي هدأت الجنوب، وأخضعت ثائريه، إياح حتب، زوجة الملك، لها الحياة الأبدية".وأشارت إلى أنه من أهم الملكات اللائي حكمن مصر (حتشبسوت) التي كانت تلقب بـ (الأم الملكية)، كأحد أشهر الملكات في التاريخ، ومن أفضل وأقوى ملكات مصر، هي خامس ملوك الأسرة الثامنة عشرة، حكمت من 1482 إلى 1503 قبل الميلاد، وتميز عهدها بقوة الجيش والبناء والرحلات التي قامت بها، وهي الأبنة الكبرى لفرعون مصر الملك (تحتمس الأول)، إلى جانب دور الملكة القديسة (تي) زوجة (أمنحتب الثالث) وأم الملك (أمنحتب الرابع)، والذي نبذ عبادة (آمون) وغير اسمه إلى (أخناتون) وتزوج من (نفرتيتي).وأكدت كبير أمناء المتحف المصري أن المصري القديم قدس المرأة الأم باعتبارها آلهة حامية وترضع الفرعون لبنا مقدسا وهي (حتحور) وجعلها في هيئة بقرة ويظهر من اسمها بالهيروغليفية (حات: بمعنى تحتوي أو تحتضن) و(حور: حورس الطفل الذي يمثل وريث العرش)، لافتة إلى مقصورتها بالمتحف المصري والتي يظهر على جداريها الطويلين نفس الموضوع (البقرة والملك).

مشاركة :