الاتحاد الأوروبي و الصين يتعهدان بالرد على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب مؤخرًا

  • 3/8/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

كشف مسؤولو الاتحاد الأوروبي النقاب عن اعتزامهم فرض مجموعة من الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية الصنع حال متابعة الولايات المتحدة تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تنص على فرض عقوبات على واردات الصلب والألومنيوم، مما يرفع احتمالات نشوب حرب تجارية.وسارع القادة الأوروبيون - حسبما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية - للتأكيد أنهم لا يريدون إثارة صراع تجاري أوسع مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، إذ قالوا في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي " تويتر " إن " الحروب التجارية كانت سيئة وكان يسهل الانهزام بها"، في إشارة إلى تصريح سابق لترامب إذ زعم أن الحروب التجارية "جيدة ومن السهل الانتصار بها".وذكرت الصحيفة أن مسؤولين في دول أخرى حاولوا أيضًا تخفيف حدة التوترات، فمن جانبها حذرت رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد قائلةً " إنه في الحرب التجارية لا ينتصر أحد، ويجد الناس أنفسهم بصفة عامة منهزمين في كلا الجانبين" ، إلا أن ذلك يعكس القلق في أوروبا حول التأثير المحتمل للرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، وتحديدًا على الصلب.ولفتت الصحيفة إلى أن أمريكا تعد أكبر مستورد للصلب في العالم، وبينما ركزت العديد من حجج ترامب على الصلب الرخيص من بلدان مثل الصين، فإن الاتحاد الأوروبي ككل يعد المصدر الأكبر الوحيد للصلب إلى الولايات المتحدة.ومن جانبها، قالت المفوضة الأوروبية المكلفة بالتجارة، سيسيليا مالمستروم، إن قرار ترامب يعرض آلاف الوظائف الأوروبية للخطر، ويجب أن يتم مواجهة هذا القرار برد صارم ومناسب، مضيفةً أن المسؤولين الأوروبيين كانوا يعملون على إجراء اجتماعات مع نظرائهم في واشنطن لحثهم على إعادة النظر في خطط ترامب.وذكرت مالمستروم إنه إذا تم تفعيل قرار ترامب فيمكن أن تتخذ بروكسل ثلاث خطوات هي : عرض الاتحاد الأوروبي المسألة على منظمة التجارة العالمية، وإضافة تدابير وقائية لحماية الاتحاد الأوروبي من الصلب الوارد من الولايات المتحدة، وفرض رسوم جمركية على عدد من السلع الأمريكية الصنع.وفي الوقت ذاته، قالت الصحيفة الأمريكية إن بعض القلق ينتاب المنطقة بأن الصلب رخيص الثمن الموجه إلى الولايات المتحدة يمكن أن يغمر القارة الآن، ما يضع عبئًا كبيرًا على المنتجين الأوروبيين.وبينما يبدو الرد الانتقامي من بروكسل محدودًا في الوقت الحالي، فيمكن أن يكون له تأثير على السياسة الأمريكية المحلية.وفي هذا الصدد، قال بيتر تشيس، دبلوماسي أمريكي سابق، "إن الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق أن وراء ذلك كله، أشخاص في الإدارة الأمريكية لا يكترثون لاحتمالية حدوث ضرر للنظام الدولي لسيادة القانون الذي أسسناه".ويعد إعلان بروكسل هو آخر رد فعل عنيف ضد قرار ترامب الذي يتعلق بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم، ذلك القرار الذي أدى إلى ذعر على المستوى المحلي وتهديدات بالانتقام من دول خارج أمريكا.وأشارت الصحيفة إلى أن رد الفعل السلبي القوي إزاء قرار ترامب يبدو أنه له أثر طفيف على الرئيس الأمريكي، الذي أصر خلال هذا الأسبوع أنه لن يتراجع عن قراره.كما هدد ترامب بفرض ضرائب على واردات السيارات الأوروبية إلى الولايات المتحدة إذا واصل التكتل الأوروبي أفعاله الانتقامية ضد واشنطن.على جانب آخر أكد وزير الخارجية الصيني وانج يي اليوم /الخميس/ عزم بلاده الرد علي فرض الولايات المتحدة الأمريكية رسوما جمركية علي واردات الفولاذ (الصلب) والألومنيوم.وقال وانج يي - في مؤتمر صحفي على هامش جلسة للبرلمان الصيني وفقا لما ذكرته قناة "الحرة" الأمريكية - إن بلاده سيكون لها حتما رد مناسب وضروري إذا ما فرضت الولايات المتحدة إجراءات تجارية ضدها، ملوحا بإجراءات صينية انتقامية ضد أي رسوم جمركية قد تفرضها الإدارة الأمريكية.ومن المتوقع أن يشهد البيت الأبيض في وقت لاحق اليوم التوقيع علي مرسوم يفرض رسوم علي واردات الفولاذ والألومنيوم .وكان أكثر من 100 عضو في الكونجرس الأمريكي قد ناشد الرئيس دونالد ترامب لعدم الإقدام على هذه الخطوة ، وسط مخاوف من حرب تجارية لا يربح فيها أى طرف .يذكر أن وزارة التجارة الأمريكية قد توصلت إلى أن واردات الصلب والألومنيوم تهدد الأمن القومي الأمريكي، وأوصت بفرض قيود على تلك الواردات.

مشاركة :