أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، أن التحديات التي تواجه المسلمين دولاً وحكومات وشعوبًا، كثيرة ومتعددة، والسهام التي توجه لهم من أعدائهم كثيرة ومتتابعة، والصراع بين الحق والباطل مستمر منذ الأزل وباقٍ إلى الأبد ليميز الله الخبيث من الطيب، وليمحص الذين آمنوا وليعلم الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين. وفي التفاصيل، أوضح "آل الشيخ" أن من تلك التحديات الكبيرة تلك الحملات الجائرة التي تستهدف الحرمين الشريفين وتستهدف المملكة العربية السعودية التي هي خادمة الحرمين الشريفين حيث يحرص الأعداء على نشر الشبهات وترويج الدعايات المغرضة التي تشكك في ثوابت المسلمين وتزعزع وحدتهم وتفرق كلمتهم, وهي محض شبهات ومجرد افتراءات لا تقوم على شرع ولا على عقل ولا على مصلحة ظاهرة أو باطنة ولا على استقراء لتاريخ الأمة منذ عهد النبي حتى يومنا هذا. جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها نيابة عنه، وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الشيخ عبدالرحمن الغنام في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر"دور العلماء في التعريف بمكانة الحرمين الشريفين والدفاع عنها" الذي بدأ أعماله في مدينة لاهور بتنظيم جمعية أهل الحديث المركزية في باكستان. وأكد الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أن من أعظم الجهاد في سبيل الله الوقوف في وجه حملات الأعداء، وحماية صفوف المسلمين، وجمع كلمتهم، ومن أعظم من تتأكد عليهم المسؤولية في تحقيق ذلك أهل العلم والدعوة، ولذلك جاء عقد هذا المؤتمر المبارك، مستعرضًا جانبًا مما ورد في قدسية الحرمين الشريفين وحرمتهما، في آيات من كتاب الله ــ جل وعلا ــ ، والأحاديث النبوية. ووصف جهود علماء باكستان في الدفاع عن الحرمين بأنها جهود مشكورة ومواقفهم في ذلك مواقف تاريخية وصادقة وثابتة وتبقى كذلك ــ بإذن الله ــ؛ لأن المسؤولية شرعية والأمانة عظيمة, راجيًا من الله ــ جل وعلا ــ أن يحقق المؤتمر أهدافه وأن يجزي القائمين عليه خير الجزاء, وهم إخوتنا في جمعية أهل الحديث المركزية وعلى رأسهم الشيخ الدكتور ساجد مير وإخوانه. ووجّه الوزير التحية والتقدير للجمعية ومنسوبيها، وقال : أنقل لكم تحيات إخوانكم في المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبًا على ما تبذلونه من جهود مقدرة في نشر العلم الشرعي على منهج السلف الصالح، والدعوة إلى الله تعالى، والدفاع عن قضايا المسلمين، ومن أعظم ذلك الدفاع عن الحرمين الشريفين اللذين هما رمز عزة المسلمين وعنوان هويتهم ومكمن قوتهم واجتماع كلمتهم. واستطرد: أن تلك الجهود ليست بمستغربة على جمعية أهل الحديث المركزية في باكستان وعلمائها الكرام، وليست مستغربة على جمهورية باكستان الإسلامية حكومة وشعبًا ومؤسسات إسلامية، فالعلاقة بين المملكة وباكستان علاقة ضاربة في التاريخ ومتعمقة في الجذور وممتدة بروابط وثيقة في جميع المجالات، والعلاقة بين علماء باكستان وعلماء المملكة علاقة متينة يجمعها رحم العلم وأخوة العقيدة ورابطة الإيمان . وأعاد التأكيد أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظهما الله وأيدهما بالحق ــ قدمت وتقدم الكثير في سبيل خدمة العمل الإسلامي، والتعاون مع القائمين عليه من مؤسسات وشخصيات على البر والتقوى، وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وسوف تدافع عنهما بكل ما أوتيت من قوة، ولن تتهاون فيه أو مع من يثير الشبه حول ذلك والشعب السعودي أجمع يقدم الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عنهما. وفي ختام الكلمة، نقل الشيخ عبدالرحمن الغنام تقدير الشعب السعودي للشعب الباكستاني قائلاً : إن العلاقة بين الشعبين علاقة الروح بالجسد وتربطهم أعظم رابطة ألا وهي رابطة الدين والأخوة الإسلامية .. كما نقل تحيات وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وتمنياته بنجاح المؤتمر.
مشاركة :