بالتزامن مع «عام زايد»، واحتفاءً بفكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، أعلن معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي خلال الفترة من 25 أبريل ولغاية 1 مايو المقبلين، أن الراحل الكبير هو الشخصية المحورية لدورة هذا العام، التي تقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بمشاركة مجموعة من دور النشر العربية والأجنبية، وبرنامج مهني وثقافي حافل بالفعاليات ورموز الفكر والأدب، مع التركيز على النشر الإلكتروني والمحتوى الرقمي والتطبيقات الإلكترونية، وأحدث التقنيات في عالم النشر، موفراً المساحة المثالية لمطوّري المحتوى ومورّدي الخدمات لعرض منتجاتهم وخدماتهم. وقال مدير عام دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، سيف غباش: «احتفاءً بفكر الأب المؤسس ونهجه نضيء في دورة هذا العام من معرض أبوظبي الدولي للكتاب على رؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعطاءاته وإسهاماته في مختلف الميادين والمجالات، وذلك بالتزامن مع عام 2018 (عام زايد)، فالشيخ زايد كان يؤمن بالدور الاستراتيجي للتعليم والثقافة في بناء الإنسان وصقل شخصيته، ووضعه عند مستوى التحديات التي يشهدها العصر. وسنسلط، من خلال فعاليات المعرض، الضوء على الإرث الفكري للمغفور له الشيخ زايد، القائم على اعتبار التعليم والثقافة ركيزتين أساسيتين في بناء دولة حديثة قوية». وأكد غباش أنّ «هذا النجاح الذي نشهده اليوم، إنما الفضل فيه يعود إلى الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، فقد حوّل الإمارات كلها إلى مدرسة وورش عمل يومية، وبفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو الحكام، وصل إلينا فكر المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، ونهجه وفلسفته التي حولت الإمارات إلى واحة للتطور والازدهار، حيث إنها تنافس على المراكز العالمية الأولى في مصاف الدول المتقدمة». وأضاف مدير عام دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي «إنّ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الشخصية المحورية لهذه الدورة، هو رجل الثقافة الأول، فقد شكلت قضايا الثقافة وبناء مجتمع المعرفة محوراً أساسياً مهماً من محاور اهتماماته لتحقيق التوازن بين ممارسات أبناء مجتمع الإمارات وسلوكياتهم، وضرورة الحفاظ على العادات والتقاليد، بالتزامن مع بناء مستقبل باهر ومنفتح على الثقافات الأخرى. وقد ركزت فلسفة الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، على الاهتمام بالعنصر البشري، فكان كثيراً ما يردد في مقولاته في المناسبات العامة والخاصة، أن الإنسان هو الثروة الحقيقية وليس المال، واهتم في وقتها ببناء الإنسان تعليماً وتثقيفاً، وكان يسعى لأن يتعلم شعبه منهج حياة لبناء الأمم». ويحتفي المعرض في دورته هذا العام ببولندا، الدولة ضيف الشرف، في فرصة لاستكشاف ثقافة بولندا، التي تتطلع عبر مشاركتها في المعرض إلى تقديم الأدب البولندي الذي يعود تاريخه إلى 1000 سنة. وتعكس تلك الأعمال التي أبدعها الأدباء البولنديون على مر القرون مراحل الازدهار والتراجع في تاريخ بولندا العريق، بالإضافة إلى استعراض أحدث الاتجاهات في الأدب البولندي الذي يمتلك قاعدة كبيرة من القراء في الداخل والخارج، ومعظمهم في أوروبا، حيث سيعمل الجناح البولندي أيضاً على إبراز تاريخ المسلمين في بولندا، والذي يعود إلى القرن السادس عشر. وقد أسهم المسلمون كثيراً في تراث بولندا الأدبي، حيث تعود أصول أحد الأدباء البولنديين الحائزين جائزة نوبل إلى المسلمين. ويمنح معرض أبوظبي الدولي للكتاب جمهور المعرض الفرصة لتسليط الضوء على الأعمال الكلاسيكية الخالدة في الأدب البولندي بالقرن التاسع عشر، والإنجازات الحديثة التي حققها الأدباء البولنديون الحاصلون على جائزة نوبل، من الأدب الملحمي لهنريك سينكيفيتش، وأشعار تشيسلاف ميلوش، إلى نهج فيسوافا شيمبورسكا الأكثر حداثة، كما تتمتع بولندا كذلك بتقاليد راسخة في أدب الأطفال. ويوفر المعرض منصة للناشرين العرب والدوليين، والجهات الأدبية، والمكتبات والموزعين والمنظمات الثقافية لمناقشة المبادرات وحقوق النشر التجارية الجديدة. ويتضمن هذا الحدث كذلك ندوات حول اتجاهات القطاع الجديدة والنشر الرقمي، وأدب الأطفال والترجمات كجزء من جدول أعمال متميز يهدف إلى تشجيع حب القراءة والموضوعات الأدبية. كما يقدم المعرض مجموعة من حلقات النقاش الموجهة التي تجمع العارضين والزوار التجاريين، وتطرح الحلقات، التي يديرها نخبة من الناشرين والمختصين، موضوعات عملية ذات صلة مباشرة بصناعة النشر. وتشتمل قائمة ضيوف المعرض على روائيين بارزين وشعراء وكتاب مقالات ورواد اجتماعيين، قدموا من الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وشمال إفريقيا وأميركا الشمالية، ما يعكس بحق الطابع العالمي لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب. الجدير ذكره أنّ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أطلق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في عام 1981 تحت اسم «معرض الكتاب الإسلامي»، ثم ما لبث أن تحول إلى «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» في عام 1986. وأقيمت أولى دوراته في مؤسسة قصر الحصن الثقافي، قبل أن يصبح حدثاً سنوياً ثابتاً في عام 1993، ونُقل إلى مركز أبوظبي الوطني للمعارض عندما بدأ برنامج المحافظة على التراث الثقافي على نطاق واسع في المجمع الثقافي. وفي عام 2015 احتفل المعرض بيوبيله الفضي بمجموعة من الندوات وحلقات النقاش تحت شعار «الشيخ زايد: نور يضيء المستقبل»، استعادت قبساً من سيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي كان الشخصية المحورية للمعرض في ذلك العام.
مشاركة :