السوشيال ميديا "نقطة ضعف قاتلة" للنظام الإيراني

  • 3/9/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

خلال الانتفاضة الشعبية التي شهدتها إيران في شهري ديسمبر ويناير الماضيين، ظهر سلاح جديد استعان به المتظاهرون في معركة حرية التعبير والاحتجاج ضد الفساد.. إنه "السوشيال ميديا" أو مواقع التواصل الاجتماعي. فمنذ اليوم الأول من الاحتجاجات، استعان الإيرانيون بمواقع التواصل لتغطية الأحداث في ظل غياب وسائل الإعلام الحكومية، وبهدف تشكيل رابط بين جموع المحتجين في مختلف المدن. ونتيجة للنجاح الذي أحرزه المحتجون في تغطية الأحداث، تعرض النظام الإيراني لضربة قاصمة من فعالية وتأثير هذه المواقع على الشارع؛ إذ فشل في إخماد المظاهرات، وإسكات أفواه المحتجين عن شعاراتهم وتوثيقهم للأحداث، من خلال نشرهم صورًا وفيديوهات حية للوقائع. ونتيجة لذلك، قرر النظام قطع خدمات الإنترنت وحظر فعالية منصات "تليجرام" وإنستقرام"، حيث لعبت هذه المواقع دورًا محوريًا في تغطية أحداث الاحتجاجات في ظل غياب "فيسبوك" و"تويتر"؛ إذ تحظر السلطات الإيرانية فعالية هذين الموقعين في البلاد منذ عام 2009م. بدوره لم ييأس الشباب الإيراني من حجب النظام مواقع التواصل، واستعانوا بأداة جديدة في معركتهم وهي برامج فك الحظر، فقد تدافع المحتجون على تحميل واستخدام برامج فك حظر منصات التواصل الاجتماعي، حتى أعلنت شركة Motherboard الإليكترونية يناير الماضي، أن الإيرانيين سجلوا رقمًا قياسيًا في تحميل برنامج "سايفون" لفك الحظر. وذكرت الشركة في تقرير نشرته صحيفة "إيران"، أن نسبة تحميل برنامج "سايفون" زادت لـ 1650%، ووصلت اشتراكات تحميله في إيران من 35 ألف مرة في اليوم إلى 700 ألف مرة". مواقع التواصل "حرام" بفتوى الملالي بعد فشل النظام كبح موجة الاحتجاجات وعدم يأس المواطنين من مواصلة تغطية الأحداث بهذه المواقع، بالإضافة إلى تنديد المنظمات الدولية بقمع حرية التعبير، قررت حكومة الرئيس "حسن روحاني" فك حجب مواقع التواصل وعودة فاعليتها. وعلى إثر قرار روحاني، شن عدد من المتشددين -سواء المعممين أم العسكريين- هجومًا لاذعًا على الحكومة، معتبرين هذه الخطوة تراجعًا وهزيمة. وأشار تقرير نشره موقع "راديو زمانه" في 25 يناير الماضي إلى أن رئيس مجلس خبراء القيادة "آية الله أحمد جنتي"، كشف عن اجتماع سري أجراه المرشد "علي خامنئي" مع كبار متخصصي العلوم الشبكية، تمهيدًا لتفعيل إجراءات لحظر مواقع التواصل الاجتماعي من جديد. واعتبر "جنتي"، أن مواقع التواصل الاجتماعي تمثل أخطر المشكلات التي يواجهها النظام في المرحلة الراهنة، واصفًا إياها بـ البلاء الذي حلّ على البلاد". قائلًا: "لو كنا تصدينا لهذه المواقع لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن". ووصلت غطرسة وتجارة المعممين بالدين في إيران لدرجة أن المرجع الشيعي البارز "مكارم الشيرازي"، أفتى بحرمانية استخدام هذه المواقع، حيث قال أثناء إلقائه درسًا فقهيًّا: "لقد أجمع العلماء والفقهاء على حرمانية مواقع التواصل الاجتماعي، لما لها من دور سلبي في المجتمع"، معتبرًا إيَّاها بمثابة "آفة التصقت بجموع المسلمين"، وفقًا لتقرير نشره موقع "نامه نيوز". تطبيقات تجسس تلاحق الإيرانيين لم يكتف النظام الإيراني بحظر وحرمانية استخدام مواقع التواصل، بل وصل الأمر إلى ابتكاره وسائل جديدة للتجسس وملاحقة المواطنين، فقد كشف تقرير نشره موقع "من وتو" الإخباري في 16 فبراير الماضي، أن أجهزة الحرس الثوري تمكنت من تطوير برامج وتطبيقات رسائل تتجسس على المواطنين داخل وخارج إيران. ووفقًا للتقرير، قامت الأجهزة الشبكية لهيئة الاتصالات في إيران بتصميم تطبيقات مزوّدة بقدرات اختراق أجهزة الهواتف الذكية للمواطنين في الخارج، إذ تتمكن هذه التطبيقات من تحديد أسماء وعناوين أصحابها، وكذلك رصد معلومات عن أقاربهم داخل البلاد. وذكر تقرير "من وتو" أنَّ إيران نجحت في إدراج هذه التطبيقات على مواقع التحميل، منها متجر "جوجل بلاي"، مشيرًا أنّ أشهرها هو تطبيق (Mobogram)، حيث جاء في المرتبة الأولى ضمن أكثر التطبيقات تحميلًا واستخدامًا من قبل الإيرانيين في الخارج. فبمجرد تحميل وتثبيت هذا التطبيق، يبدأ باختراق بطاقة الهاتف ومحتوى سجلات الأرقام وشبكة المعلومات عليه؛ حيث يتمكن من رصد جميع الأرقام والمحادثات والرسائل وحتى تحديد مقر تواجد صاحب الهاتف. وفي سياق متصل، حذّر مساعد رئيس جبهة المقاومة الإيرانية في الخارج "علي رضا جعفر زاده"، المواطنين في الخارج من تحميل هذه التطبيقات المخترقة، مؤكدًا أنّ النظام يعمل على جمع معلومات عن ملايين الإيرانيين في الخارج، وأنه يستغلها ضدهم وضد أقاربهم في الداخل. ويرى محللون أن كل هذه المحاولات المتكررة من أجهزة النظام الإيراني إن دلت على شيء، فإنما تدل على أن النظام قد وضع مواقع التواصل الاجتماعي ضمن قائمة "أعدائه" الذين يهددون بقاءه في السلطة. التعليقات

مشاركة :