محمد بن سلمان يلتقي رئيس الأساقفة في لندن.. ويتسلم «مخطوطة القرآن ببرمنغهام»

  • 3/9/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

< التقى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في لندن أمس (الخميس)، رئيس الأساقفة جاستن ويلبي. وتسلّم ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - بحسب وكالة الأنباء السعودية - «مخطوطة القرآن ببرمنغهام»، وهي واحدة من أقدم السجلات الباقية للقرآن الكريم، ومكتوبة بالخط الحجازي، وتحتوي على آيات من القرآن. وجرى خلال اللقاء التأكيد على أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم. حضر اللقاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية عادل الجبير، والسفير البريطاني لدى المملكة سايمون كوليز. من جهة ثانية، اتفق متخصصون في العلاقات الدولية والشأن السياسي على عمق التعاون بين الرياض ولندن في مجال مكافحة «الإرهاب»، مشيرين إلى دور الشراكة السعودية - البريطانية في مواجهة «التطرف»، التي أدت إلى إحباط العديد من الهجمات الإرهابية، وشل حركة المنظمات المتطرفة في مناطق الصراع الدولية، مؤكدين أن العلاقات السعودية - البريطانية «تاريخية»، أسهمت في الحد من توسّع التنظيمات الإرهابية، والتقليل من الأزمات السياسية والأمنية في المنطقة. يأتي ذلك في الوقت الذي وصف فيه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون المملكة بـ «الحليف القوي» في مواجهة سلوكيات الدول التخريبية، واضطرابات الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب. وأكد الكاتب والمحلل السياسي عماد عالم لـ«الحياة» أن بريطانيا كانت من أوائل الدول التي أقامت علاقات ديبلوماسية وتعاونا أمنيا واستراتيجيا مع السعودية، وتحديداً منذ عهد الملك عبدالعزيز، لتستمر العلاقات بينهما إلى هذا اليوم، موضحاً أن العلاقة بين البلدين توسعت حتى وصلت للتعاون على مكافحة الإرهاب، على رغم بعض التباين الذي يشوب العلاقة بين الدولتين، خصوصاً بسبب استضافة لندن جماعات وأفراداً مصنفين على قائمة الإرهاب السعودية، إلا أنه لم يكن عائقاً أمام تبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق الأمني وتبادل المعلومات بشأن التنظيمات المسلحة المتطرفة، مسهمةً في الحد من عملياتها الإرهابية، ومحيدةً خلاياها التي تستهدف بعملياتها ليس فقط الدولتين، وإنما دولاً أخرى، ومعززةً للأمن والسلم الدوليين في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية والتمويلية. وأشار عالم إلى أن الديموقراطية البريطانية والحياة السياسية بها شأنها كالأميركية، إذ تلعب «لوبيات الضغط» دوراً في تشكيل الآراء السياسية والمواقف التي يتبناها بدورهم النواب، مبيناً أن منهم من تتفق رؤاهم بالكلية مع الدور السعودي المهم والمحوري في مكافحة الإرهاب، وتثني عليه وتشدد على أهميته وضرورة دعمه والتنسيق الدائم معه، ويشمل هذا الحكومات البريطانية المتعاقبة من دون استثناء، في مقابل آخرين يميلون إلى تبني آراء متشددة تجاه المملكة، مصدرها فئات معارضة للسياسة السعودية، لكنهم من دون غطاء فعال ومؤثر، وهو ذو أثر محدود جداً. من ناحيته، صنّف الكاتب السعودي المختص في الشؤون الأمنية والسياسية غازي الحارثي، العلاقات السعودية البريطانية داخل دائرة العلاقات الاستراتيجية «العميقة»، وقال لـ»الحياة»: «العلاقة بين الرياض ولندن استراتيجية عميقة على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي، باعتبار الروابط التاريخية التي تربط البلدين والمواقف التاريخية المتبادلة». وأضاف: «تأزم حل الأزمات الإقليمية العالقة، وانتشار عدوى الإرهاب والعنف، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واتجاه المملكة في رؤيتها 2030 إلى تنويع الاقتصاد الداخلي والخارجي وفتح الاستثمار، وطرح جزء من شركة أرامكو للمساهمة في الأسواق العالمية، أسهمت في مقاربة التوجه الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين الصديقين المعتّقين»، وزاد: «أسهمت بريطانيا في استقرار السعودية إبان تأسيسها كدولة ناشئة، ومن ثم أسهمت السعودية في حماية البريطانيين من الموت، كما قالت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وتعاون البلدان في كثير من أزمات الشرق الأوسط كحليفين وثيقين في فرض الاستقرار بأكثر من رقعة، خصوصاً الكويت والعراق»، وتابع: «بناءً على كل هذه المؤشرات، يُتوقع أن تكون زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان زاخرة وثريّة من كل جوانبها في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ودفع المصالح المتبادلة إلى مستويات نجاح أعلى منها الآن، لاسيما مع حاجة كل طرف إلى الطرف الآخر كحليف أكثر قوة وقُرباً منه عمّا كان في السابق». بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وحيد حمزة هاشم لـ»الحياة»: «إن التعاون السعودي البريطاني في مجال مكافحة الإرهاب ليست له حدود، خصوصاً في ما يتعلق بتبادل المعلومات والتحذيرات، وتبادل الخبرات، لكون الإرهاب ظاهرة تهدد جميع الدول والمجتمعات الإنسانية والأمن والسلم الدوليين، مشيراً إلى أن التعاون بين الدولتين تاريخي، وفي معظم المجالات الاقتصادية المدنية والعسكرية، وقال: «من الطبيعي أن تواجه هذه العلاقة التاريخية الوطيدة بين الدولتين بعدد ممن ينتمون إلى الطوابير الخامسة من الأعداء والحساد والحاقدين، سواء من بعض أعضاء البرلمان في مجلس العموم البريطاني، أم من بعض الصحف ووسائل الإعلام، أم حتى بعض جماعات الضغط والمصالح ومن يرتبطون بها، وهذا أمر ووضع طبيعي متوقع ولن يضر بعلاقات الدولتين».   جونسون ينوه بدور المملكة في الحفاظ على سلامة بريطانيا أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون متانة العلاقات السعودية-البريطانية، لاسيما في ما يتعلق بالأمن ومكافحة الإرهاب، منوهاً بدور المملكة في الحفاظ على سلامة بريطانيا، وقال: «كانت الاستخبارات السعودية عاملاً مهماً في مكافحة الإرهاب، بل إن حياة البريطانيين أُنقذت بسبب تعاوننا الأمني مع السعودية، وكانت هذه العلاقة منذ فترة طويلة مهمة للأمن العالمي»، مشدداً على أن السعودية كانت حليفاً قوياً أثناء الحرب العالمية، وأيضاً في خضم الاضطرابات في الشرق الأوسط، إذ تصرفت المملكة بشكل عام بصفتها قوة للاستقرار والاعتدال». وتابع جونسون: «اليوم، تتعاون بريطانيا والسعودية في مواجهة سلوك إيران التخريبي في الشرق الأوسط، وإنهاء الحرب في اليمن، وقد اتخذ الملك سلمان بن عبدالعزيز العام الماضي قراراً حكيماً في التقارب مع الحكومة في العراق، الأمر الذي سيساعد في استقرار البلاد بعد هزيمة داعش»، مؤكداً أن سياسة بريطانيا الخارجية تعتمد على تعزيز الأمن والازدهار للشعب البريطاني، مع التمسك بالقيم وصفة القوة، مشيراً إلى أنه لا يمكن تحقيق أي من هذه الأهداف ما لم تجتمع بريطانيا مع القيادة السعودية على أسس ودية ومتساوية.

مشاركة :