قال الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن المؤمن يؤمن بأقدار الله ومقاديره، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، والله هو الرزاق، ورزق الله لا يجره حرص حريص ولا ترده كراهية كاره، والمسلم يجمع بين التوكل والأخذ بالأسباب.وأوضح بن حميد خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام، أن المؤمن يعيش وذكر الله شعاره، والتوكل على الله ثوبه، وما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله سبحانه، وعجبًا لمن ابتلي بالغم كيف ينسى دعاء «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».واستشهد بما روي عن جعفر الصادق رضي الله عنه ورحمه أنه قال: «عجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قوله تعالى: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، دعوة ذي النون عليه السلام، فإني سمعت الله يعقبها بقوله: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ » الآية 88 من سورة الأنبياء.وتابع: وعجبت لمن أصابه الحزن ولم يفزع إلى قوله: «حسبنا الله ونعم الوكيل» فإني سمعت الله يقول: «فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ » 174 من سورة آل عمران ، وعجبت لمن أحاطت به المكائد ولم يفزع لقوله تعالى: «وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ » الآية 44 من سورة غافر، فإني سمعت الله يعقبها: «فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ» الآية 45 من سورة غافر.
مشاركة :